حمدي رزق يكتب: كلوب «الألماني» يشهد بولاء صلاح «المصري»!
لو الحجر نطق، الألمانى يورجن كلوب، المدير الفنى لفريق ليفربول الإنجليزى، طق من جنابه، نطق، لسان حاله يُغنى عن بيانه.
قال «كلوب»، فى تصريحات تلفزيونية، عقب مباراة ليفربول وفولهام: «إذا شكّك أحد فى (ولاء) محمد صلاح، فهو مَن يجب عليه أن يراجع ولاءه لأن محمد صلاح هو أكثر مصرى ولاءً قابلته فى حياتى». وترجمتها: هل شققتَ عن قلبه؟، مَن يَخُنْ صلاح فعليه أن يراجع ولاءه أولًا.
المدرب الألمانى الذى يتابع حالة صلاح على مدار الساعة منذ إصابته فى العضلة الخلفية صدمته واستفزته الحملة التشكيكية التخوينية المريعة التى تعرض لها كابتن مصر، حملة عقور ليست بريئة من الغرض، والغرض مرض، تُشكك فى وطنيته، وتتهمه بالهروب من واجبه الوطنى بزعم الإصابة، وتتهكم على وجوده فى المدرجات مشجعًا ومؤازرًا المنتخب فى مباراة الرأس الأخضر، صلاح كان يزعق من جوة قلبه على كل هدف ضائع.
منصات ومنابر مفروض أنها مصرية شكلًا، وقلبًا ومحتوى هى ألد الأعداء، شنّت حملة كراهية ضد صلاح، وشيّرت صورًا مشوهة، ومزاعم كاذبة، وروجت حكيًا بغيضًا يمس وطنية كابتن مصر، ما صدم المحبين، فباتوا محزونين.. لفّتهم الحيرة، يضربون كفًّا بكف.
كلوب الألمانى يلقنهم درسًا، ويُلقمهم حجرًا، يفتتح مؤتمره الصحفى الكروى لا ليتحدث عن فريقه، بل عن «ولاء» محمد صلاح لوطنه وعَلَمه.. هل كان صلاح يحتاج إلى صك كلوب بالوطنية والولاء؟!.
تخيل حجم المأساة التى بتنا عليها، التشكيك فى الولاءات، فعلًا آفة حارتنا التخوين، حتى صلاح أكبر المساهمين فى منجز المنتخب الوطنى فى العقد الأخير، المهموم بناس بلده، صاحب البسمة مرسومة على وجوه البسطاء، صلاح القلب الكبير، بات عُرضة للتشكيك فى ولائه لعَلَم بلاده، وهدفًا لمعدومى الضمير الوطنى.
تخيل كلوب الألمانى يدافع عن ولاء صلاح، يتساءل مستغربًا: وماذا لو بقى محمد صلاح فى أمم إفريقيا ولم يتعافَ سريعًا، (كسبتم وكسبنا إيه؟)، لقد أحضرناه إلى هنا (ليفربول) ليس لإبعاده عن مصر، ولكن فقط لتقديم أفضل علاج طبى له للعودة سريعًا من جديد.
كلوب قطع الطريق على كل عقور يقول بتخلى صلاح يوم الزحف الكروى قائلًا: «كل شىء متفق عليه، وإذا كان صلاح جاهزًا ووصلت مصر إلى النهائى، فسيكون هناك مع المنتخب».
آفة حارتنا التخوين، التخوين كالعرق الدساس، لم نبرأ بعد من جملة الأمراض المتوطنة والسارية، صكوك الخيانة كالخمر معتّقة، تُسكر شاربيها، يشربون سمًّا يهرى البطون، وما إن تدور رؤوسهم الخاوية حتى يهرفوا بحديث الخيانة، وهم مَن كانوا يختانون أنفسهم فى المضاجع..!.
مستوجب وطنيًّا اجتثاث بذور التخوين الخبيثة من الأرض الطيبة، حرث الأرض وتهويتها من الأبخرة السامة، والبذور العطنة، والفطريات الخبيثة.. آفة التخوين مرض عضال تتطلب علاجات ناجعة من البلهارسيا، التى تتغذى على الأكباد الساخنة.
للأسف، هيهات أن نبرأ من الخيانة، وحاملو صكوك الوطنية متربصون فى الاستوديوهات التحليلية، يحللون الفضلات، ويوزعون الصكوك، هذا وطنى بامتياز، وهذا مشكوك فى سلامة قواه الوطنية، ويسألهم الناس فى وجل: أما زالت بئر التخوين مفتوحة؟، فيُجيبونهم.. مازال حبل الخيانة على الجرار!!.