حمدي رزق يكتب: كورونا لاتزال تحصد الأرواح!!
خرقت جامعة «جونز هوبكنز» الأمريكية حاجز الصمت المطبق على تداعيات جائحة كورونا، وأعلنت على العالم أرقامًا جد مقلقة، وأيقظت في النفوس كوابيس كورونا المرعبة في مفتتح عام جديد.
الجامعة ذائعة الصيت أعلنت حصيلة الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) حول العالم ارتفعت إلى (٦٥٣ مليونًا و٨ آلاف و٢٥٨ إصابة)، ارتفعت لم تنخفض كما هو شائع بين الناس.
إحصائية الجامعة المنشورة عبر موقعها الإلكترونى قدرت أن إجمالى الوفيات جراء الإصابة بالفيروس حول العالم ارتفع إلى (٦ ملايين و٦٦٥ ألفًا و٤٠١ وفاة)، الإحصائية الصادمة تختم عامًا صعبًا، وتفتح عامًا جديدًا نتمناه سعيدًا.
حتى أرقام هوبكنز الكئيبة تصدمها دراسة سوداوية نشرتها مجلة «ذى لانسيت» العلمية الطبية البريطانية الموثوقة، وتقول إن العدد الحقيقى للوفيات المرتبطة بفيروس كورونا يفوق بثلاثة أضعاف الأرقام الرسمية، مشيرة إلى أن الوباء أودى بحياة أكثر من ١٨ مليون شخص بالعالم في الفترة ما بين بداية ٢٠٢٠ ونهاية ٢٠٢١، خارج الحساب وفيات عام ٢٠٢٢!!
تأتى الإحصائية أعلاه في سياق عالمى مغاير تمامًا، إزاء إحساس كونى بانكشاف الجائحة، وكأنها لملمت فيروساتها من الفضاء وتبخرت في طبقات الجو العليا، وخلع الناس الكمامات، وتحرروا من قيود الحظر، وعادت البشرية إلى سيرتها الأولى.
إحصائية هوبكنز جد مقلقة ومزعجة وتصدم كثيرًا من التوقعات المتفائلة التي سادت تمامًا، لدرجة أن الرئيس الأمريكى «جو بايدن» قال في برنامج (٦٠ دقيقة) على شبكة CBS الأمريكية الذائعة عالميًا «إنه يعتقد أن جائحة (كوفيد- 19) كورونا قد انتهت»!!
يقينى أن الرئيس بايدن سيُصدم عندما يراجع إحصائية «هوبكنز»، تحديدًا في بلاده، الولايات المتحدة سجلت أكبر عدد من حالات الإصابة حول العالم، والتى بلغت أكثر من 95.4 مليون إصابة، في حين تجاوزت حصيلة الهند 44.5 مليون إصابة لتحتل المرتبة الثانية، تليها البرازيل بأكثر من 34.5 مليون.
وتصدرت الولايات المتحدة قائمة الدول من حيث عدد الوفيات جراء الإصابة بالفيروس بأكثر من مليون و٥٢ ألف حالة، تلتها البرازيل في المرتبة الثانية بـ٦٨٥ ألفًا و١٢١ وفاة، ثم تأتى الهند في المرتبة الثالثة بإجمالى ٥٢٨ ألفًا و٢٥٠ وفاة.
هل البشرية بصدد موجة جديدة في طور جديد من الجائحة، هل تحور الفيروس على نفسه، وسيعاود الظهور مجددًا في العام الجديد؟ أسئلة سوداء في مواجهة أسئلة بيضاء مؤداها: هل محقت اللقاحات بأنواعها ودرجاتها الفيروس وسحقته وأراحت البشرية من أعراضه المروعة؟!
هل نجحت «مناعة القطيع» في كبح الفيروس وإضعافه فلم يعد يقوى على اختراق الدفاعات الذاتية للجسم البشرى؟ ومناعة القطيع مقصود بها المناعة الجماعية أو مناعة الجماعة، وهى شكلٌ من أشكال الحماية غير المُباشرة من مرضٍ معدٍ.
وبينها أسئلة رمادية من نوعية: هل دخل الفيروس «مرحلة كمون مرحلية» في العام الذي يلملم أيامه الباقية، وسيعاود الهجوم مجددًا في العام الجديد بعد تحور شرس سيخترق المضادات الحيوية ويوقع خسائر فادحة في الأرواح بعد هنيهة؟!
كلها هواجس حركتها الإحصائيات الغربية الأخيرة، والإجابات تراوح مكانها، ومنها إجابة العلَّامة الدكتور «محمد عوض تاج الدين»، مستشار الرئيس للشؤون الصحية والوقائية، «أن الوباء العالمى لفيروس كورونا مازال موجودًا حتى الآن، ولا يمكن إعلان أي دولة خالية من الفيروس حتى الآن»!!.