حمدي رزق يكتب .. كيف كان يراكم الإخوان؟!
«وثائقية الاختيار/٣»، فيها العبر لو تعتبرون، وثائقيا، هكذا كان ينظر زبانية جماعة الإخوان الإرهابية وهم فى الحكم يتحكمون، لشخوص المرحلة الثورية، هكذا كانت صورتكم فى عيونهم، وكان حكمهم عليكم، إما خائنا أو عميلا، أو طالب قرب.
لم يوقروا، ولم يحترموا أحدا، الكل فى موضع الشك والتشكيك، واتهامات مسبقة، وتسفيه، واستصغار، وتقزيم، لم يأبهوا بقامة، ولم يرعووا لمكانة، ولا أقاموا وزنا لأحد، حتى الحلفاء الطبيعيون، كالسلفيين، كانوا يرونهم طماعين، خونة متآمرين.. يقينا فوجئ السلفيون بما فاه به زبانية الإخوان.
لم يسلم أحد قط من أذاهم، ولم يمر أحد من مصافى الجماعة، الكل سواء عند الإخوان، على طريقة «كله عند العرب صابون بريحة وحشة». مسلسل «الاختيار/ ٣» يبرهن على المصير الذى كان ينتظر هؤلاء لو تمكنوا من حكم البلاد، المحاكمات كانت منصوبة، والاتهامات أقلها الجاسوسية والتخابر مع إسرائيل والأمريكان، والمشانق كانت معلقة، والمقدمات حتما كانت ستنتهى إلى نتائج كارثية.
لو تتعظون، لو تتدبرون بأثر رجعى، وتفكرون، وتثوبون لرشدكم الوطنى، عجيب أمركم، هل هذه جماعة تدافعون عنها حتى ساعته، هل هذه جماعة تنسقون وتتواصلون وتتحالفون معها تحت غطاء ثورية مزعومة، جماعة كانت تراكم فى أسوأ صورة، وتضعكم فى خانة الخيانة، وتتداول مصائركم كأنكم هاموش، تهشكم بمليونيات موهومة.
فى عام الرمادة، والاحتلال الإخوانى جاثم على صدر البلاد يكاد يزهق أنفاسها، ويغتال خلاياها الحية، ويمكن للمرشد فى الأرض، كنتم تحجون إلى مكتب الإرشاد تزلفا، وإلى رئيس الإخوان قربى، وتريقون ماء وجوهكم ليرضى عنكم المرشد، ويقربكم عنده، لعل وعسى تظفرون بفتات المناصب والوظائف والمكانة الزائفة، كانوا يستخدمونكم ضد المصالح العليا للوطن، وأنتم تعلمون، لستم غافلين، ولكنكم كنتم تكابرون، وتستعظمون، أخذتكم العزة بالإثم.
هل أصبحتم على ما فعلتم نادمين، أشك، الكبر، والغرور، والادعاء، والوهم.. أمراض سارية سرت كالعدوى بين الصفوف، فلم تميزوا بين ما هو وطنى يستحق الدعم، وبين ما هو إخوانى بغيض، كل من يسمع اسمه فى تسجيلات الإخوان عليه أن يعود من المتاهة التى يدور فيها إلى كلمة سواء، الوطن كلمة سواء، ولتستغفروا من ذنبكم، ولتعوضوا ما فاتكم قربى للوطن، ليس لأحد سواه.
فقط ما ظهر فى المسلسل من وثائق وأقوال على ألسنة الإخوان، هذا غيض من فيض من التسجيلات المحزنة، حاجة على طرف اللسان، لم تعرض بعد الفضائح الكارثية التى تحويها الوثائقيات.
هذا فحسب نموذج، تسريب يحمل أخف العبارات والاتهامات، ومنه كثير، ولكن لكل حادث حديث، ولكل مقام مقال، ولكن من يسمع ومن يرى ومن يعقل، ويتعظ، ويثوب إلى رشده.
لولا ثورة الشعب فى ٣٠ يونيو، وحماية القوات المسلحة لهذه الثورة العظيمة، لكانت المآلات غير المآلات، والنهايات غير النهايات، كانت المشانق معلقة على أبواب المحروسة، واللى ما يشترى يتفرج.
ليس هذا وقت عتاب، ولكن وقت مصارحة، عظة واعتبار، والتكرار يعلم الشطار، والإخوان عدو لكم فاحذروهم، لا تصاحبوهم، معلوم البعض لا يزالون يختانون أنفسهم فى المضاجع الإخوانية فى المنافى الاختيارية. خلاصته، هل لمثل هؤلاء عهد؟، الإخوان مالهمش أمان زى ما عبد الناصر ما قالها زمان.