حمدي رزق يكتب.. لن نخسر الحلم مرتين!
دموع الأبطال غالية علينا، دموع أبومكة وأبوجبل.. دموع مهند ومنعم والونش، دموع غالية قوى، لأنها دموع مصرية تنزف وطنية.
الشباب الواعد لم يدخروا جهدا، ولا عرقا، ولا فقدوا تركيزهم ثانية، كان نفسهم يفرحونا، قدر الله وما شاء فعل، وواجبنا أن نفرح بهم ومن أجلهم، ونشد على أيديهم، ونكرمهم ونحتضن طموحهم.. لسه الأمانى ممكنة.
كسبنا نخبة لاعبين دوليين جدد يعوضون الغيابات ويسدون الفراغات ويحققون الغايات ويرفعون العلم عاليًا، كسبنا حارس مرمى عالميًا، جبل عال اسمه «أبوجبل»، وكسبنا ظهيرا أنيقا اسمه «محمد عبدالمنعم»، وظهيرا أيسر عالميا «أبوالفتوح»، وظهيرا أيمن وتدا «عمر كمال»، وفدائيا اسمه «إمام عاشور»، وكابتن عظيما مبدعا مضحيا اسمه «محمد صلاح»، ومديرا فنيا عالميا بروح مصرية «كارلوس كيروش».. وبقية الأبطال شكلوا حالة مصرية اجتمعت عليها القلوب جميعا.
الجايات أحسن، وحلم الوصول إلى كأس العالم بات قريبا، والجولة القادمة أمام منتخب السنغال بطل إفريقيا ستكون ماراثونية، ولَرُبَّ خسارة لقاء نهائى إفريقيا تؤهلنا كخبرات مكتسبة أمام البطل فى دور الصعود إلى كأس العالم.
خبرناهم جيدا، درسنا فريق السنغال على الأرض، وواجهناهم ببسالة، والفروق ضاقت إلى حدود الفوز بضربة حظ ترجيحية، والآمال تعاظمت والحلم يراودنا.. لن نخسر الحلم مرتين.
ملحمة مصرية فى الكاميرون، بكل الاحترام لعبنا وأثبتنا وجودنا كفريق يخشون منه، ربما لم يواجه فريق كرة فى العالم مثل الذى واجهه المنتخب المصرى فى هذه البطولة سيئة التنظيم.. تحديات جسام، وإصابات قاسية، وغيابات بالجملة، وتحكيم منحاز بالكلية، وأشواط إضافية، وإنذارات وكروت حمراء، وإبعاد المدير الفنى للفريق عمدًا، الحكم «بكارى جاساما» كلفنا غاليا فى النهائى بتعنته وترصده وتسببه فى الغيابات المؤثرة.
لم يصادف فريق خلال البطولة وعلى رأسها البطل السنغال مشوارا صعيبا كالذى خاضه المنتخب الوطنى.. تخيل فريقا يلعب مع نيجيريا وكوت ديفوار والمغرب والكاميرون والسنغال تواليا فى مواجهات قاسية، وبعضها ماراثونية، طول كل منها ١٢٠ دقيقة، دلنى على منتخب مرّ بهذه المواجهات الوعرة، والمنتخبات الشرسة الثقيلة بمحترفيها وسحرتها.. وقضها وقضيضها، صارعنا صقورا ونمورا وأفيالا وأسودا، فِرقا شرسة، قامتها عالية، وقوتها لا متناهية، وأسعارها فوق الخيال.
المنتخب تحمل درجات حرارة ورطوبة، وملاعب سيئة، وإقامة ٤ نجوم تجاوزًا، وفى مدن بعيدة عن العاصمة، ومستلزمات تدريب غائبة، كانوا يستشفون فى براميل وجرادل ثلج، بطولة قاسية خضناها بشباب بعضهم يلعب دوليًا لأول مرة.. وكانوا رجالة ووقفوا وقفة رجالة وصمدوا صمود الأبطال، ورسموا فى أعيننا أبطالا.