مقالات

حمدي رزق يكتب: «يا حماس برا.. برا..» الجواسيس يتجسسون.. لا يتظاهرون!!

حمدي رزق يكتب: «يا حماس برا.. برا..» الجواسيس يتجسسون.. لا يتظاهرون!!

حمدي رزق يكتب: «يا حماس برا.. برا..» الجواسيس يتجسسون.. لا يتظاهرون!!
حمدي رزق

اختفاء المظاهرات ضد حركة «حماس» من شاشات شبكة قنوات «الجزيرة» لا ينفيها، المظاهرات باتت صاخبة على قناة «العربية» وقنوات أخرى فى توزيعة أدوار تثير العجب العجاب.

إدانة حماس المظاهرات وتخوين المتظاهرين ضدها (تصفهم بالجواسيس) لن يوقفها، الجواسيس عادة يتخفون فى ثيابهم، «يتجسسون.. لا يتظاهرون».

المتظاهرون خرقوا حاجز الصوت وهتفوا عاليًا: «يا حماس برا.. برا»، وترجمتها خروج قيادات حماس ومقاتليها برة القطاع، قيادات حماس تسمع الهتافات المناهضة غير مصدقة أذنيها.

إزاء تحول دراماتيكى فى مزاج البيئة الحاضنة، الشعارات المرفوعة تطالب برحيل المقاومة التى لم تجلب لسكان القطاع سوى المزيد من القتل والدمار.

«لقد طفح الكيل»، «وبلغ السيل الزبى» حتى «لم يبقَ فى قوس الصبر منزع»، ثلاثة أقوال درج العرب على التلفّظ بها عند نفاد الصبر أو تفاقم الأمور إلى حد لا يمكن السكوت عنه أو الصبر عليه.

وهذا حال أهلنا فى غزة، ما إن هدأت المدافع، وخرجوا من تحت الأنقاض يدفنون ضحاياهم حتى قصفهم نتنياهو وجنوده، صاروا محصورين فى شعب ضيق، يلاحقهم الموت قصفًا والذى ينجو بأطفاله يموتون جوعًا أمام عينيه.

حماس تتحسس رأسها، دارت بها الأرض دورة كاملة، البيئة الحاضنة التى كانت تراهن على صمودها تنتفض ضدها، ما كان يتخيلها «السنوار» لو امتد به العمر!!. ما لا يمكن إنكاره، ويتطلب عقلًا حمساويًّا باردًا يعقله، لماذا كسر الغزاوية حاجز الصمت، وكيف يمكن علاج الصدع فى الأرضية التى تقف عليها المقاومة؟!.

حماس لطالما راهنت على صمود أهل غزة، ومساندة الخزان البشرى فى الضفة، انقلب السحر على الساحر، وعلى الساحر أن يراجع خطابه المقاوم، يصعب قبول المقاومة حتى آخر فلسطينى فى غزة، خمسون ألفًا من الشهداء، نصفهم نساء وأطفال، هذا يكفى، لم يعد هناك خدج رضع يقدمون ضحايا على المذبح!. المظاهرات المناهضة لحماس، والتى خرجت مترددة، على خجل خشية الاتهامات بالخيانة، باتت علانية تشتعل غضبًا، وتكتسب زخمًا، وتستقطب جمهورًا رافضًا ناقمًا، وتتوعد بمزيد من الاحتجاجات إذا استمر القصف والحصار والتجويع.

ما حدث أفقد بعض قيادات حماس صوابها، الضغط الشعبى فى القطاع والضفة يضغط حماس، وبيان التخوين الذى صدر عن الحركة دون تفكير أمَدّ المظاهرات بوقود إضافى للاشتعال، الأرض تشتعل تحت أقدام حماس، بفعل المظاهرات الفلسطينية ليس بقصف المسيرات الإسرائيلية.

العقل ما ينقص ردة الفعل الحمساوية، ليس كل هاتف (خائنًا)، وليس كل رافض من (طابور خامس)، تجاهل أصوات المكلومين سيدفع الأمور إلى نفق مظلم من أنفاق غزة التى لا يلين لها قرار. شعارات حماس الحماسية المرفوعة من عينة «عيش المعاناة وألوان العذاب أهون مليون مرة من أن تكون فى صف عدوك الملطخة يداه بدماء أهلك وشعبك»، كمثلها شعارات لا تُسمن ولا تُغنى من جوع، مليونان من البشر يبيتون على الجوى، والقدور تغلى بماء قراح.

والقول لحماس «إذا أردت أن تُطاع فى القطاع ؛ فأمر بما يُستطاع»، سأُنبئكم بتأويل ما لم تستطيعوا عليه صبرًا، الثابت أن مشروع حماس فى غزة لم يتقدم خطوة منذ ١٨ عامًا، وعملية (السابع من أكتوبر) أعادت الاحتلال إلى القطاع بشكل غير مباشر، والاحتجاجات المتصاعدة تعكس حالة إحباط واسعة لدى سكان القطاع، الذين لم يعودوا يرون فائدة من استمرار سيطرة الحركة على مقاليد الأمور فى القطاع.

ما لم يستطعه نتنياهو فى إخراج المقاومة من أنفاقها تفعله المظاهرات التى يصعب على حماس لجمها أو كبحها أو حتى تخوينها.. كيف تخون مَن كانوا بالأمس مقاومين شرفاء؟!!.

 

 

 

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: <b>Alert: </b>Content selection is disabled!!