حنان محمد تذكرنا بفضل العمل الصالح فى عشر ذي الحجة
كتبت/ هاجر عبدالعليم
نعيش تلك الفترة أيام جميلة نستشعر فيها بالراحة والطمأنينة بكثرة ذكر الله والتقرب الي الله بالطاعات ،هناك من يغفل عن فضل الأعمال في العشر الأواخر من ذوي الحجة ،فوجب علينا معرفة هذا الفضل من هذه الأيام، والإقبال على الطاعات من خلال أستاذتنا الفاضلة حنان محمد لتذكر لنا أهمية الصيام والذكر والصدقات في هذه الأيام وان وجب علينا اغتنام هذه الفرصة
أداء العمل الصالح أمر مطلوب من المسلم طوال عمره، لكن هناك أوقات معينة يكون أكثر استحباباً، خاصة فى الأيام التى فضلها الله تعالى، يضاعف فيها الأجر والثواب،
ففى الحديث عن ابن عباس رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه فى هذه الأيام العشر، قالوا ولا الجهاد فى سبيل الله؟ قال ولا الجهاد فى سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشئ)
فالله سبحانه وتعالى هو الذى اختارها، وهو الذى فضلها، وجعلها موسماً للعبادة، ومن أحسن الأوقات للطاعة، حتى إن الله تعالى أقسم بها فى القرآن قال تعالى:( والفجر وليال عشر) وقد ذهب كثير من المفسرين إلى أن هذه الليالي هي العشر من ذي الحجة،، وهو من الأشهر الحرم، كما أنه من الأشهر الذى تقع فيه فريضة الحج، الركن الخامس فى الاسلام، كما أنها تهيئة للنفوس قبل أداء الفريضة، ومشاركة الحجيج فى العبادة والطاعة.
حكم صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة
يستحب صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة ليس لأن صومها سنة، ولكن استحباب العمل الصالح بصفة عامة في هذه الأيام، والصوم من الأعمال الصالحة، وإن كان لم يرد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صوم هذه الأيام بخصوصها، ولا الحث على الصيام بخصوصه في هذه الأيام، وإنما هو من جملة العمل الصالح
حكم صيام يوم عرفة :-
صوم يوم عرفة سنة فعلية فعلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقولية حث عليها في كلامه الصحيح المرفوع؛ فقد روى أبو قتادة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» أخرجه مسلم، فيسن صوم يوم عرفة لغير الحاج، وهو: اليوم التاسع من ذي الحجة، وصومه يكفر سنتين: سنة ماضية، وسنة مستقبلة كما ورد بالحديث.
فإذا صمتَ يوم عرفة فإنه سببٌ:
• لتكفير ذنوب السَّنَة التي قبله، والسَّنَة التي بعده.
• للعتق من النيران.
• المباعدة عن النار سبعين خريفًا.
• لدخول الجنة من باب الريان، والشفاعة يوم القيامة.
يرى الجمهور من العلماء أنَّه يجوز صيام يوم الجمعة منفردًا إذا كان هناك سببٌ لهذا الصوم؛ وذلك كما إذا وافق يوم الجمعة عادةً للصائم؛ كمَنْ يصوم يومًا ويُفْطِر يومًا، أو إذا وافق يوم عرفة أو يوم عاشوراء، أو كان الصوم لقضاء ما على المسلم من رمضان مَثَلًا، أو إذا صام الشخص يوم قبل الجمعة أو يومًا بعده.
ماذا يستحب من العمل الصالح فى هذه الأيام الفضيلة؟
1- الإكثار فيها من ذكر الله تعالى، من خلال المأثور عنه -صلى الله عليه وسلم- وفي رواية ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)، كان أبو هريرة وابن عمر رضى الله عنهما يخرجان إلى السوق فى أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما .
2- يستحب كثرة قراءة القرآن الكريم، وخاصة إذا ختمه مرة واحدة هذه الأيام الفضيلة، فيكون ذلك أفضل القربات.
3- يستحب الإكثار من جميع النوافل بجميع صورها وأشكالها المتنوعة، مثل نوافل الصلوات، وسنة الضحى، وقيام الليل والتهجد، ومثل نوافل الصيام، فيصوم هذه الأيام التسع الأول من ذى الحجة، ومثل الصدقة، يتصدق على الفقراء والمحتاجين، خاصة صدقة السر، كان سعيد بن جبير إذا دخلت أيام العشر اجتهد اجتهاداً شديداً حتى ما يكاد يقدر عليه.
4- يستحب الإكثار من الدعاء، والإلحاح على الله تعالى فيه، فيسأله من كل شئ يخطر له على بال، قال تعالى: (واسألوا الله من فضله إنه كان بكل شئ عليماً)
فيشارك الحجيج فى كثرة التضرع والتذلل والابتهال لله تعالى
5- يستحب بر الوالدين، وصلة الرحم، وتفقد الأقارب، وفى الحديث (من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه)
6- يستحب مجاهدة النفس، بقطعها عن مألوف العادات، والأخذ بالهمة والعزيمة فى ميدان العمل الصالح، لتتعود عليه النفس، وتستمر عليه طوال العام، قال تعالى: (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة) والعمل الصالح يعنى تنفيذ أوامره، واجتناب نواهيه، والبعد عن معصيته وغضبه.
إن الأمة المسلمة تنتظر من أبنائها التغيير والإصلاح، وهذا يتطلب إرادة قوية، وعزيمة صادقة، وتضحية عالية ، وعمل متواصل لنصرة الإسلام والمسلمين، فميدان العمل غير ميدان القول، فالعمل هو الذي يحقق التغيير المنشود، قال تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
7- يستحب القيام بسنة الأضحية، وهى سنة مؤكدة، يقتدى فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم، لينال عظيم الأجر، بإراقة الدم، وامتثال لأمر الله تعالى، قال تعالى: (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم)
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المداومين على العمل الصالح، حتى نحظى برحمته ومغفرته ورضوانه.