الدين معاملةعاجل

دروس الهجرة بقلم الشيخ: عبد العزيز زيدان 

دروس الهجرة بقلم الشيخ: عبد العزيز زيدان 

دروس الهجرة بقلم الشيخ: عبد العزيز زيدان 
الهجرة

تدور الأيام وتمضي الشهور وتتقلب الأعوام وكل ما أقبل شهر المحرم من كل عام تذكر المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة والعاقل من الناس هو الذي يتعظ بتقلابات الليل والنهار فيعمر أوقات حياته بالإيمان الصادق والعمل الصالح والسلوك الحميد 

العنصر الأول .. 

معنى الهجرة ولماذا كانت الهجرة معناها الانتقال من دار إلى دار أو من مكان إلى مكان ولم تكن هجرة النبي وأصحابه من أجل منفعة دنيوية أو مصلحة شخصية أو من أجل الخوف على النفس أو المال وانما كانت من أجل إعلاء كلمة الحق ونشر دين الله في الأرض وقد مكث النبي صلي الله عليه وسلم في مكة بعد البعثه ثلاث عشرة عاماً تعرض خلالها لألوان من الترغيب والترهيب ولم يؤمن معه في تلك الفترة الطويلة من مشرك قريش سوى عدد قليل فكانت تربه مكة غير كافية لنماء الدعوة الإسلامية فبحث عن بيئة أخرى تكون أكثر ازدهار للإسلام وكانت هذه البيئة هي المدينة المنورة التي وصل إليها الإسلام قبل الهجرة بثلاث سنوات وكان في كل يوم يزداد انتشارا حتى إذا ما وصل الرسول صلى الله عليه وسلم إليها كان الإسلام قد بلغ كل بيت من بيوتها واستقبلت المدينة المنورة النبى وأصحابه بالبشر والترحاب 

العنصر الثاني.. من دروس الهجرة

1-الدرس الأول الاقتداء بالرسل السابقين هذا أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام يهاجر من بلاد العراق إلى بلاد الشام ثم إلى مصر ثم إلى مكه المكرمة لا من أجل متعة فانية وانما من أجل دعوة الناس إلى إخلاص العبادة الله وحده وإلى التحلي بمكارم الأخلاق 

وهذا سيدنا يونس عليه السلام لما غضب على قومه مما لاقى منهم لعدم استجابتهم لدعوته لهم إلى الإيمان فهجرهم دون إذن من الله فقضى الله عليه بحبسه في بطن الحوت فناداه مستغيثا فاستجاب الله له ونجاه وعاد إلى قومه 

فكانت هجرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم اقتداء بمن سبقهوه من الرسل عليهم السلام

2-الدرس الثاني أداء الأمانة حتى مع الأعداء

فقد كان أهل الجاهلية يلقبون النبي صلى الله عليه وسلم بالصادق الأمين وكان من أعدائه من يضع عنده الأشياء الثمينة ليحفظها له إلى حين طلبها منه فلما أذن الله تعالي لنبيه بالهجرة إلى المدينة المنورة كلف صلي الله عليه وسلم ابن عمه علي بن ابي طالب برد الامانات إلى اهليها حتى ولو كانوا من أعدى أعدائه لأن الأمانة ترد إلى البار والفاجر وهكذا ضرب صلى الله عليه وسلم أروع الأمثال في أداء الأمانة وفى نبذ الخيانة قال تعالى ان الله يأمركم ان تؤدو الامانات إلى أهلها ويقول صلى الله عليه وسلم ادئ الأمانة إلى من إتمنك ولا تخن من خانك 

3-الدرس الثالث 

النصر في النهاية للحق لا للباطل ومن أوضح الأدلة على ذالك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد هاجر من مكه وليس معه سوى سيدنا أبو بكر الصديق ثم عاد إليها بعد ثماني سنوات ومن حوله أكثر من عشرة آلاف من المجاهدين المخلصين ودخلها دون قتال يذكر وهو يتلو قوله تعالي.. وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا

ومن المعلوم لدي الجميع أن الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون معه قد ظلموا من الكفار والله تعالى يجيب دعوة المظلوم وقد جاء في الحديث اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب 

4-الدرس الرابع معيه الله عز وجل 

ويتضح ذلك في الهجرة ان المشركين لما وصلوا إلى غار ثور قال الصديق لسيدنا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لرأنا وهنا يقول له النبى صلى الله عليه وسلم بكل ثقة يا أبا بكر ما ظنك بثنين الله ثالثهما لا تحزن ان الله معنا قال شيخنا الخطيب من كان مع الله كان الله معه ومن كان الله معه كان ملك الله في خدمته وقال بعض الصالحين من وجد الله وجد كل شئ ومن فقد الله فقد كل شئ .

5-الدرس الخامس الوفاء في أسمى صوره 

لما سار النبي في طريقه إلى المدينة المنورة كان سيدنا أبو بكر تاره يمشي أمام الرسول وتاره يمشي خلف الرسول وسأله الرسول لماذا تفعل ذالك يا أبا بكر فيقول يا رسول الله أخشي الطلب فأمشي خلفك واخشي الرصد فأمشي أمامك وهنا يرفع الرسول يده إلى السماء ويقول الهم أجعل أبا بكر رفيقي في الجنة 

الخاتمة .. وفي نهايه هذا الموضوع نذكر الساده القراء باستحباب صيام شهر الله المحرم من أوله إلى آخره لحديث النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم وأضعف الايمان الا يحرم الإنسان نفسه من صيام يوم العاشر من المحرم لأن صيام هذا اليوم يكفر ذنوب السنة الماضية ويستحب الإنسان أن يصوم معه يوم التاسع أو الحادي عشر مخالفة لليهود.

دروس الهجرة بقلم الشيخ: عبد العزيز زيدان 
عبد العزيز زيدان

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى