دكتور محمد مهران لـ عالم النجوم: الحرب الأوكرانية ستنتهي بالجلوس على مائدة المفاوضات
إعداد وحوار/ مايسة عبد الحميد
دكتور محمد محمود مهران مستشار ومحامي الدولة بجامعه الإسكندرية قطاع الإدارت القانونية بوزارة العدل، حاصل علي دكتوراة في القانون الدولي العام من كلية الحقوق جامعة الاسكندرية، ومحاضر بعدد من الجامعات والمعاهد العليا، وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوربية للقانون الدولي ومستشار ومحامي الدولة بجامعةالإسكندرية قطاع الإدارات القانونية بوزارة العدل.
وقد أجرت عالم النجوم حوار مع د. محمد مهران حول سد النهضة والتطورات السياسية في الحرب الأوكرانية وإلى نص الحوار:
هل السياسة سلاح ذو حدين؟
بالتأكيد فالسياسة من وجهة نظري اذا دخلت في شئ أفسدته، ومما لا شك فيه أن البشر لن يجتمعون على شئ والسياسة تختلف فيها.
الآراء دائما ما بين المؤيد والمعارض، وتُكون عداءات، وأنا شخصيا لا أميل لها أتحدث فقط في نطاق السياسة الدولية المرتبطة بالقانون الدولي بحكم تخصصي.
ما هو ناقوس الخطر الذي يدق على الساحة الدولية؟
سكوت المجتمع الدولي عن العديد من القضايا المطروحة على الساحة الدولية وعدم إتخاذ ثمة مواقف أو قرارات يمكن أن تؤثر علي الدول التي تخالف قواعد القانون الدولي، وهذا ما أدى إلى تفاقم العديد من النزاعات، وقد يتطور الوضع أكثر من ذلك، ويظل العالم يعيش في صراعات، ولكن نأمل أن يكون هناك تحرك سريع نحو القضايا المطروحة وإتخاذ مواقف حاسمة لأن الرأي العام الدولي قوة لا يمكن أن يستهان بها وهو المؤثر بشكل كبير في القضايا الدولية.
من النظرة السياسية لماذا أعترفت أثيوبيا بمخاطر السد على دولتي المصب في ذلك الوقت ؟ وماهو رد الفعل من الجانب المصري والمجتمع الدولي على ذلك؟
هي فقط أرادت أن تبرر أن هناك أضرار علي دولتي المصب مصر والسودان ولكن ليست بالدرجة البالغة أو الملحوظة والمؤثرة، وهو ما نرفضه ونستنكره وندينه بشدة، ولأنها بالتأكيد لن تعترف بوجود أضرار جسيمة على دولتي المصب وتدين نفسها، ونري أن هذه التصريحات أستفزازية وغير ملائمه، والخارجية المصرية أصدرت بيان نددت فيه بتلك التصريحات الغير مسئولة، ورفضت تلك التصريحات التي جاءت علي لسان مدير عام سد النهضة.
وفيما يتعلق بموقف المجتمع الدولي فمن الملاحظ أن هناك سكوت واضح من بعض الدول، إلا أن هناك أيضا العديد من الدول التي أعلنت دعمها لمصر، كما أن الرئيس المصري يتحرك ويعرض الأمر في كافة المحافل الدولية، وتمارس الدولة الدبلوماسية بكل حرفية في هذا الملف، وقد رأينا تصريحات الرئيس البولندي “آندريه دودا” أثناء المباحثات التي عقدت بقصر الأتحادية مع الرئيس السيسي، والتي أكد فيها دعمه الكامل لمطالب مصر المشروعة في قضية السد الاثيوبي، وأعرب عن بالغ قلق دولته إزاء هذا الملف، موضحا أن هذه القضية لا تتعلق فقط بمصر لكن بجزء كبير من شمال إفريقيا.
من وجهة نظر دكتور مهران السياسية كيف ستنتهي حرب روسيا واوكرانيا وماهي الأسباب الخفية وراء تلك الحرب؟
ستنتهي عندما يجلس كافة الأطراف على مائدة المفاوضات من أجل الوصول إلى حل لوقف هذه الحرب الدموية التي أسفرت عن وفاة الكثير من المدنيين الأبرياء وتسببت في إراقة المزيد من الدماء بل وأثرت أيضا على أقتصاديات العالم أجمع، وأضرت بأغلب الشعوب، وأسباب تلك الحرب تكمن في صراع القوى ومن يريد السيطرة علي العالم وحده، وأرى أن هناك من زج بروسيا في هذه الحرب بشكل غير مباشر، ونحن نعلم جيداً أن روسيا ليست بالهينة وهي قوى عظمى تحدث توازن دائما وهناك من يريد إضعاف قوتها وتقييدها.
هل هناك دولة تريد السيطرة على العالم وتصبح دوله عظمى؟
بالتأكيد هناك صراعات بين القوى الأربعة “الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والصين” ، وكل منها تريد أن تسيطر علي العالم.
ما هو دور المجتمع الدولي في حماية الصحفيين بعد مقتل شيرين أبوعقيلة؟
الحقيقة التي لا ننكرها أننا رأينا اغلب الدول أصدرت بيانات شجب واستنكار للحادث الأليم، ولكن حتى الان لا توجد خطوات إيجابية تم أتخاذها، وهو ما أدى الي تكرار الحادث وقتل صحفية أخرى مؤخرا، مع العلم أن ما ترتكبه اسرائيل يخالف صراحة قواعد القانون الدولي الانساني، والذي يحمي الصحفيين وكذلك المدنيين في النزاعات المسلحة والغير مسلحة، وكذا يخالف اتفاقيات جنيف وبروتوكوليها الإضافيين الذين جرموا هذه الأفعال، حيث تنص المادة 79 من البروتوكول الإضافي الأول علي تمتع الصحفيين بجميع الحقوق وأشكال الحماية الممنوحة للمدنيين في النزاعات المسلحة الدولية، والغير مسلحة، وبالموازاة مع قواعد إنسانية أخرى، وهو ما يقتضي أن يكون هناك تحقيق دولي وداخل المحكمة الجنائية الدولية والتحقق من ارتكاب جرائم حرب بشكل متعمد ومتكرر من جانب الكيان الصهيوني وإحالة المسئولين للمحاكمة.
كيف تقرأ رسالة جمال مبارك للشعب المصري؟
رأيتها بأنها رسالة تهدف إلي إثبات براءة الأسرة بعد كل هذه الاتهامات التي وجهت إليهم في السنوات الماضية، كما تأتي أيضا لتبييض سمعة الأسرة، وبالتأكيد هناك أبعاد سياسية أخرى وراء تلك الرسالة، ومن الممكن أن تكون رسالة للعالم لتعلن عن تواجده بقوة على الساحة السياسية.
هل سنرى ظهور لجماعة الأخوان مرة أخرى؟
كما قولت من قبل لن تعود جماعة الإخوان في مصر مرة أخرى ولن يقبل الشعب ذلك واقحامها في السياسة، ونحن لا ننكر أنها ما زالت تحارب وتعافر من أجل تحقيق أهدافها، وهناك أيضا دول مازالت تدعمها لتحقيق مصالحها وأجنداتها الخارجية لنشر عدم الاستقرار بالشرق الأوسط على وجه الخصوص.
ماذا عن قضية نجل وزيرة الهجرة ؟ هل سيطبق عليه حكم الإعدام؟
وفقا للمؤشرات الأولية وما تداولته الصحف العالمية فإن الواقعة ليست هينه، حيث وجه القضاء الأمريكي لنجل وزيرة الهجرة اتهام بقتل إثنين من زملائه بولاية كاليفورنيا، وكذا إستخدام أسلحة ومحاولة تضليل السلطات، وفي حال ثبتت التهم ضده وأنه كان متعمد قتلهما فقد يواجه عقوبة الاعدام ونحن نأمل أن يكون الأمر غير ذلك، وبالتأكيد إذا ثبتت التهمه ستنفذ عقوبة الإعدام، ومن المعلوم أن هناك ولايات لا تعترف بهذه العقوبة، إلا أن ولاية كاليفورنيا المرتكب بها الجريمة تنفذ الاعدام بالحقنة القاتلة عن طريق حقن المحكوم ضده بعقار أو أكثر لتحقيق الوفاة الفورية.
كيف يتم نشر السلام في العالم ؟
بالأبتعاد عن الصراعات والتعاون المشترك بين الدول وتحقيق العدالة، وهو ما سيترتب عليه استقرار الأوضاع، بالإضافة إلى حل النزاعات بين الدول بالطرق السلمية من خلال التفاوض او الوساطة والمساعي الحميدة، والبعد بشكل نهائي عن نموذج الحرب الذي لن يغني ولن يفيد سوى الدمار للشعوب وإراقة المزيد من الدماء.