مقالات

دينا شرف الدين تكتب: التريند المصرى.. الدكتور خيري الملط.. مؤسس مشروع إحياء الموسيقى المصرية القديمة

دينا شرف الدين تكتب: التريند المصرى.. الدكتور خيري الملط.. مؤسس مشروع إحياء الموسيقى المصرية القديمة

دينا شرف الدين تكتب: التريند المصرى.. الدكتور خيري الملط.. مؤسس مشروع إحياء الموسيقى المصرية القديمة
دينا شرف الدين

عودة للتريند المصري الذي لا ينتهى، نتحدث فى مقال اليوم عن قيمة وقامة فنية كبيرة، وعملة نادرة بسماء الفنون، وعلى رأسها تلك التي أطلق عليها غذاء الروح “الموسيقى”، لنتوقف أمام أحد أهم رواد الموسيقى فى مصر والعالم، وصاحب مشروع إحياء الموسيقى المصرية القديمة التي كانت قد اختفى أثرها، بحيث لم نكن نعلم عنها أية ملامح.. ليحيى الدكتور خيري الملط أستاذ الفيولينة بكلية التربية الموسيقية – جامعة حلوان ومؤسس المشروع القومى لإحياء الموسيقى المصرية القديمة تراثنا الموسيقي العتيق، ويجوب به أنحاء العالم ليتردد صداه بكل مكان.

 الدكتور خيري الملط

 ولد خيرى الملط فى 4 / 6 / 1938 بحى السيدة زينب محافظة القاهرة، وانتقل مع والده إلى محافظة بنى سويف، وهناك بدأت مرحلة التعليم الأساسى بالمدرسة الابتدائية القديمة بمحافظة بنى سويف.

 كان له العديد من الأنشطه المدرسية المتنوعة (رياضية – موسيقية – رحلات – معسكرات).

ومع بداية المرحلة الثانوية تعلم العزف على آلة الكمان التى أصبحت نقطه تحول فى حياته الدراسية والمهنية فيما بعد.

 وفى عام 1957 حصل على الثانوية العامة، والتحق بأول دفعة للدراسة بالمعهد العالى للتربية الموسيقية للبنين (كلية التربية الموسيقية – جامعة حلوان).

وبما أنه كان من المتفوقين دراسياً، فقد تم تكريمه فى أول احتفالية لعيد العلم عام 1958 بجامعة القاهرة فى حضور الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.

 وفى عام 1962 حصل على أول شهادة بكالوريوس فى التربية الموسيقية بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف (وهى أول شهادة جامعية فى الموسيقى تمنحها الجامعات المصرية) وفى نفس العام تم تعيينه معيدا لآلة الكمان بالمعهد.

 وفى عام 1963 عمل عازفاً لآلة “الكمان” بالأوركسترا الكبير للإذاعة والتليفزيون وأوركسترا الفرفة الاستعراضية فى عام 1968، كما كان أحد مؤسسي فرقة الدولة للموسيقى العربية (فرقة نويرة) وبقي بها حتى عام 1970.

 فى عام 1970 حصل على أول ماجستير فى الموسيقى من الجامعات المصرية منحتها كلية التربية الموسيقية جامعة حلوان (المعهد العالى للتربية الموسيقية آنذاك).  

 وفى نهاية عام 1970 كان من أول الحاصلين على منحة دراسية من ألمانيا للحصول على درجة الدكتوراه فى الفيولينة.

 ثم حصل على درجة الماجستير من جامعة ليبزج بألمانيا 1972، وهى الماجستير الثانية فى حياته العلمية.  

وفى نفس العام صحح أحد الأخطاء الموسيقية في القاموس الموسيقي الألماني B.SCHOTT’S SOHNE ” Riemann Musik Lexikon” خمسة أجزاء ، وقد حصل على خطاب شكر ونسخة إهداء من دار النشر. 

وفى عام 1975 حصل على دبلوم التخصص فى طرق تدريس آلتى الفيولينة والفيولا من كونسيرفاتوار مندلسون فى Mendelssohn Conservatory ( Hochschule fur Musik ) Leipzig

 فى عام 1976 تم تكليفه من إدارة مدرسة الموسيقى التابعة لكونسرفاتوار مندلسون لتدريس آلة الفيولينة ل 6 طلاب ألمان من نفس المدرسة.

 وفى عام 1977 حصل على درجة دكتوراه الفلسفة وموضوعها “موسيقى الفيولينة وطرق تدريسها فى مصر” من جامعة ليبزج بالمانيا، والتي عاد بعدها إلى أرض الوطن. 

وفى القاهرة بدأ تدريس آلة الفيولينة (الكمان) بالكلية الأم، كما تم انتدابه لتدريس الآلة بمراحلها المختلفة بمعهد كونسرفاتوار القاهرة والمعهد العالى للموسيقى العربية بأكاديمية الفنون، كما تم تكليفه بقرار من رئيس الأكاديمية وبدعم من عميدة الكلية أ.د. سمحة الخولى عام 1980 بالإشراف على المواد الموسيقية بمعهد الكونسرفاتوار بجانب تدريس آلة الفيولينة.

 * إحياء الهوية الثقافية لتراث الموسيقى والأدب المصري القديم (الموسيقى الفرعونية).

  -و حسب قول الدكتور خيري الملط:

“لم يكن هذا المجال العلمى والثقافى المتفرد ضمن اهتماماتي البحثية فى يوم من الأيام، ولكن شاء القدر عام 1990 أن يتم انتدابي للإشراف على إنشاء كلية التربية النوعية بمحافظة قنا فى جنوب مصر، والتدريس بأقسامها المختلفة لمدة عشر سنوات.

وهناك أصبحت فى محيط تراث الحضارة المصرية القديمة علميا وثقافيا، وبحكم المهنة والتخصص اتجهت اهتماماتى إلى تفقد النقوش والجداريات والبرديات التى تصور الحياة الموسيقية فى مصر القديمة، والتى أصبحت مرحلة فاصلة فى حياتى العلمية والثقافية فيما بعد.

ونظرا لخلو مقرراتنا الدراسية بالمعاهد والكليات الموسيقية المتخصصة، وكذلك افتقار المكتبة العربية لهذه النوعية ذات الطابع التراثى القومى، كان ولابد من الغوص إلى أعماق المجتمع المصرى عبر الأنفاق المظلمة للبحث عن المقومات الأساسية، ووضع تصور كامل لمشروع قومى يقوم أساسا على إحياء تراثنا القومى، كما استعنت بما سبق أن جمعه عالم المصريات الألمانى Hans Hickmannهانز هيكمان من نقوش وجداريات الحياة الموسيقية فى هذا المجال، ولم يكن ضمن اهتمامته أو أبحاثه أى اتجاه نحو التفكير لإحياء تراث الموسيقى المصرية القديمة.

 المشروع القومى لإحياء الموسيقى المصرية القديمة (بشقيه الثقافى والأكاديمى)

  فى يونيو عام 2000 خرج المشروع القومي إلى النور بشقيه الثقافي والتعليمى الأكاديمي، وهو المجال البحثى المتفرد والأول من نوعه فى العالم، ويشغل اهتمام الكثير من الباحثين وعلماء المصريات وعلوم الموسيقى والآثار الموسيقية حول العالم.

ونظرا لندرة المهتمين بهذه النوعية من الأبحاث الميدانية تراثيا وثقافيا وموسيقيا فى مصر، كان ولابد من الاتجاه إلى المركز الثقافى الألمانى (معهد جوته) طالبا منهم الدعم الثقافى والأثرى، وهى الدولة التى تعلم منها الدكتور خيري القدرة على التفكير العلمى السليم فى تناول أى مشكلة بحثية ووضع الحلول العلمية لها، حيث شرح لهم مضمون المشروع القومى بشقيه الأكاديمى والثقافى.

وعلى الفور اتصلوا بمعهد الآثار الألمانى القومى ببرلين، الذى أرسل دعوتهم له للحضور إلى برلين لمناقشة هذا الموضوع الهام والمتميز، كما وصفوه.

وفى (22/7/2000 ) قام بزيارة المعهد ببرلين حيث التقي ولأول مرة بالباحثين والعلماء الألمان بالمعهد على رأسهم Prof. Dr. Ricardo Eichmann حيث عرض عليهم فكر المشروع بشقيه الثقافى والأكاديمى التعليمى وقد أبدوا اهتماما كبيرا بدعم هذا الفكر المتفرد للمشروع.

كما اشتملت الدعوة أيضا على زيارة المتاحف الأثرية فى برلين لتفقد الآلات والآثار الموسيقية المصرية القديمة فى تلك المتاحف العالمية.

وقد كان لهذه الزيارة أهمية كبيرة فى إنتشار فكر المشروع القومى وأهدافه الثقافية والأكاديمية التعليمية للعالم حيث تبنى فكر المشروع مجموعة من كبار الباحثين الأجانب فى علوم المصريات والآثار الموسيقية فى أوروبا لوضع حجر الأساس لأول هيئة دولية للآثار الموسيقية تحت مسمى: 

برآسة عالمة المصريات ألين هيكمان زوجة عالم المصريات هانز هيكمان Frau Prof. Dr. Ellen Hickmann                 

 ونظرا لأن الثقافة العامة للمجتمع المصرى فى مجال الموسيقى المصرية القديمة (الموسيقى الفرعونية) محدودة للغاية، كان ولابد من إنشاء وسيلة إعلامية لنشر أهمية هذا التراث الثقافى وما حققه المشروع القومى من إنجازات فى مجال الهوية المصرية لتراث الموسيقى وحمايته من الضياع ومحاولات التهويد.

 ولتحقيق هذا الهدف القومى أنشأ الدكتور خيري الملط فى عام (2003 ) أول موقع إلكترونى خاص بالموسيقى الفرعونية www.Phmusic.gov.eg لاستقبال مراسلات العلماء والباحثين من جميع أنحاء العالم، ثم انشأ صفحة خاصة على موقع التواصل الاجتماعى Face Book بعنوان (الموسيقى الفرعونية) لنشر ومتابعة أنشطة تراث الموسيقى المصرية القديمة فى الداخل والخارج. 

 وبعد النجاح الذى حققه خريجو الدبلوم أكاديميا وثقافيا كان عليه الاتجاه إلى إعداد خطة دراسية لمرحلة الماجستير فى الموسيقي المصرية القديمة وهى الدرجة الأكاديمية الأولى فى جامعات مصر والعالم فى هذا المجال.

  وفى سبتمبر( 2008) فى برلين شارك د/خيرى الملط بالخطة الدراسية للماجستير فى المؤتمر الدولى السادس للآثار الموسيقية وبعد موافقة هيئة المؤتمر عليها تم نشرها بالكامل فى الموسوعة الدولية للآثار الموسيقية (مجلد 25 ص 287 -289 عام 2010) كأول دراسة أكاديمية فى هذا المجال . 

 وعلى المستوى القومى تمت الموافقة على الخطة الدراسية من كل من مجلس كلية التربية الموسيقية فى 16/5/2011، كما تمت موافقة جامعة حلوان عليها فى (26/7/ 2011) وبذلك يكون قد تم أنشاء أول ماجستير فى الموسيقى المصرية القديمة التى أعدها د. خيرى الملط.

 حصل د. خيرى الملط على الجائزة التقديرية فى الفنون من جامعة حلوان عام 2011. 

 وفى عام 2012 شارك د. خيرى الملط بأنشطة أكاديمية وثقافية متعددة فى الداخل والخارج شملت المشاركة فى المؤتمر الدولى الثامن بجامعة Renmin University of Chinaمع مشاركة فرقة الموسيقى الفرعونية فى الأنشطة الثقافية، ليس فقط فى مؤتمر الصين بل وفى مؤتمرات دولية أخرى متعددة فى الداخل والخارج، وكذلك إقامة علاقة أنشطة ثقافية وإعلامية بين المشروع القومى وكثير من الهيئات الثقافية والمتاحف الأثرية الدولية.

 “الهيئات الثقافية والمتاحف الأثرية الدولية التى شاركت فى دعم المشروع”

 

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى