دينا شرف الدين تكتب “نجوم العقد النفسية”
في ظاهرة غير مسبوقة إلا بهذا العقد من الزمان ، هذا الذي رأينا به العجب و تجرعنا منه مرارة تدني الذوق العام و انحطاط الأخلاق و تردي الفنون.
إذ طفت علي سطح المجتمع تلك النماذج الشاذة ممن يحسبون علي الوسط الفني فنانين بل ربما يصنفون بفئة النجوم ،
فقد اعتدنا منذ قديم الأزل أن النجم أو النجمة عادة ما يكون نموذجاً يحتذي به في الذوق و الثقافة و الأناقة و اللياقة.
و ما أكثر نجوم مصر الذين تحلوا بتلك الصفات أو حتي بعضها بدرجات متفاوتة ،
و لكن :
في ظل هذا المنحني الذي ما زال مسرعاً بطريق الهبوط علي كل المستويات. طفح علي سطح الوسط الفني بعض النماذج الشاذة من السوبر ستارز الذين أساءوا بكافة الطرق لصورة النجم و سمته و هيبته و ضربوا بكافة مقومات النجومية و مسؤولياتها تجاه المجتمع و الناس عرض الحائط.
إذ تفننوا و تنافسوا في إظهار عقد النقص و تراكيب الدونية و التعالي حتي علي جماهيرهم العريضة .
فبات من المألوف أن يطل علينا النجم الشهير كل عدة أشهر بسيارته الجديدة الفارهة ذات الملايين المملينة ليستعرض بها أمام جمهوره بعض عقد النقص التي يمتلئ بها دون أية مراعاة لمشاعر الناس البسيطة التي ربما بالكاد توفر قوت يومها .
و أخري تخرج علي موقع الصور الشهير يوماً بعد يوم بسيارتها الرولز رويز ذات الملايين هي الأخري. بأزيائها و ساعاتها و مجوهراتها ذات الأسعار المعلنة عن قصد كنوع من أنواع التباهي.
والتفاخر دون التوقف و لو للحظة مع النفس للتفكير بهؤلاء الذين لا تقو أنفسهم علي تحمل الصدمة من هول ما يرون و يسمعون .
نهاية :
رفقاً أيها الأغنياء زادكم الله من فضله بمشاعر الآخرين في ظل أزمة إقتصادية. نالت من الجميع. فقط استمتعوا بما رزقكم الله و أذكروا فضله عليكم دون استفزاز و منظرة قد تؤذي غيركم ممن لا تقو أنفسهم علي تحمل تلك الأرقام. التي تظهر بها ممتلكاتكم من سيارات و مجوهرات و أزياء .
فبعد أن كان نجومنا في معظمهم يتمتعون بالثقافة و اللباقة و حسن المظهر. و جمال الطلة التي لا تخلو من وقار و أناقة و رقي.
تحول غالبيتهم إلي نماذج مشوهة للتبرج و التنافس بالعري المستفز أما عن الجهل البين فحدث ولا حرج .
رحم الله زمناً كان جميلاً من الفنون الراقية و النجوم الذين كان كل منهم و مازال بحد ذاته قدوة لأجيال . و حفظ من تبقي منهم و هدي الذين ضلوا سواء السبيل .