حوادثمقالات

د. عبدالله أحمد يكتب: ناقوس خطر .. كيف تحرك الغريزة الجنسية أطفالنا ؟

د. عبدالله أحمد يكتب: ناقوس خطر .. كيف تحرك الغريزة الجنسية أطفالنا ؟

د. عبدالله أحمد يكتب: ناقوس خطر .. كيف تحرك الغريزة الجنسية أطفالنا ؟
د. عبدالله أحمد

هذا ماحدث بالفعل بعد أن أثارت حادثة أسيوط حالة من الجدل , بعد أن تلقي مركز شرطة قسم ثان بمحافظة أسيوط , بلاغا من والدي الطفلة , يذكر فيه ان ابنتهما البالغة من العمر 4 سنوات تعرضت للتعدي الجسدي داخل احدى الملاهي بأسيوط من قبل طفل يبلغ من العمر 13 سنة وهو من أحد العاملين بدور الملاهي وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي تفاصيل الحادث على نطاق واسع ..

والسؤال كيف لطفل في هذه المرحلة العمرية ان تدفعه الغريزة والشهوة لارتكاب جريمة يعاقب عليها القانون ويرفضها المجتمع والناس , وكيف لطفل يعيش في مرحلة عمرية تقتصر على اللعب واللهو الى ” الجنس ” هل أصبح الهوس الجنسي يخترق بيوتنا حتى في النشأ الصغير !!

العلاقة بين البيئة الاجتماعية والسلوكيات الجنسية .. يتجاهل الكثير منا مرحلة البلوغ عند الأطفال ودائما ما تحركنا المفاهيم العامة للبلوغ .. ولكن هل يتحدث الاباء عن ان من علامات البلوغ الغريزة الجنسية وأن واحده من علامات البلوغ هي نزول السائل المنوي من الذكر والذي يبدأ حينها بالشعور باللذة دون وعي لما يحدث له ففي غياب التوعية الجنسية في المنزل , وضعف رقابة الاهل على ما يشاهده الأطفال خاصة على الانترنت , أصبحت المصادر التي يستمد منها الأطفال والمراهقون معلوماتهم غالبا ما تكون مضللة وغير دقيقة , وغير مناسبة لسنهم .

مع نمو الاطفال يزداد لديهم الفضول لاستكشاف أجزاء جسمهم وجسم الاخرين حولهم من خلال النظر واللمس , الى أن الامر تخطى مرحلة الفضول ، فأصبح تطبيق او تقليد ما يشاهدونه في المسلسلات او الأفلام او اليوتيوب والتيك توك ’ وفي غياب دور الاسرة فتبدأ الفكرة تكبر وتزيد وتترسخ في اذهانهم وسيطبقها في اقرب فرصه تتاح له فقد اصبحنا نعاني من فرط الرغبة الجنسية نتيجة المثيرات او السلوكيات التي من الصعب السيطرة عليها وقد تشكل بعض من تلك السلوكيات خطرا على سلامة الطفل وغيره من الأطفال المحيطين وهذا ما حدث وربما يحدث مثله كثيرا في مدارسنا واسألو الكثير من الاخصائيين الاجتماعيين بالمدارس .

اصبحنا اليوم بين مشكلتين طفل في بداية المراهقة لم يجد من يثقفه ويوعيه سواء غياب ابوين هم أساس النشأ والتربية وخط الدفاع الأول وترك ليغذي فكره وينمي غريزته عبر المصادر الخارجية وربما داخلية أيضا يشاهدها في مجتمعه واسرته, وبين طفلة تعرضت لأبشع الجرائم التي سترسخ عندها الخوف الدائم من الطرف الاخر وسينشأ بداخلها فقد للثقة والاحساس بالامان , وحادث من الصعب نسيانه على مدار عمرها بخلاف الهاجس النفسي في بداية حياتها وكم منكم من تعرضت للكثير مما سبب لها الألم النفسي ومازالت تتعرض له حتى بعد زواجها من زوج هو أيضا يمارس ويكمل هذا الدور .

في النهاية أرى ان الوازع الديني وتربية الأبناء منذ النشأ الأول على غرز المفاهيم الدينية السوية والصحيحة والأعراف المجتمعية الإيجابية والتي وتسمو بمجتمعاتنا هي أساس وقوام المجتمع السوي لو تربى هذا الطفل على معرفة مشاعره وخصوصا الجنسية وكيف هذبها المولى عز وجل وحافظ عليها لاستخدامها في وقتها الصحيح، نحن لا نخجل من مشاعرنا الجنسية ابدا ولا من رغباتنا ولكننا نسمو باستخدامها في وقتها وهنا نحتاج لمفهوم إدارة مشاعرنا الجنسية كبار وصغار وسأذكره في مقال اخر مفصل قريبا.

وبالنسبة للطفلة فالنقطة الأهم هي اصطحابها لمتخصص لمساعدتها على تخطي اثر الاغتصاب عليها , واذا لم تتمكن من تخطيها , ستصبح مريضة نفسيا, وقد تفكر في الانتحار اللهم احفظ ابنائنا وبناتنا من كل سوء ومكروه.

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى