رحلة عطاء ثرية مع الفن .. رحيل الفنان “عثمان محمد علي” مكتشف العديد المواهب بـ الإسكندرية
كتبت: مايسة عبد الحميد
رحل عن عالمنا الفنان الكبير عثمان محمد علي عن عمر ناهز 88 عاما بعد رحلة عطاء عامرة وثرية مع الفن والحياة، شارك خلالها فى عدد من روائع الأعمال الفنية، وكان له دور بارز فى اكتشاف عدد من كبار النجوم، فضلاً عن دوره الفني والثقافي الكبير فى محافظة الإسكندرية، التى أقام بها وتعددت فيها نشاطاته الفنية والثقافية والخيرية والاجتماعية، وامتد عطاؤه إلى خارج حدود الوطن العربى حيث سجل القرآن الكريم بصوته لغير الناطقين بالعربية ورفض الحصول على أجر مقابل هذا العمل الذى اعتبره صدقة جارية.
وتعرض الفنان عثمان محمد علي منذ عام لأزمة صحية طارئة.
جاء ذلك بعد تعرضه لجلطة في المخ، وأعلن الفنان القدير عن أزمته الصحية عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
كشف الفنان القدير عثمان محمد على عن تطورات حالته الصحية بعد إصابته بجلطة فى المخ، قائلا”: “أصبت بجلطة فى المخ منذ أيام ودخلت الرعاية المركزة وعدت لتوى لمنزلى بالإسكندرية”.
وتابع: “لسه تعبان والجلطة أثرت على ساقى لكن الحمد لله على كل حال، أتابع العلاج بالأدوية، وبعد ذلك أبدأ العلاج الطبيعى، وإذا لم تتحسن حالتى سأعود للمستشفى”.
وكشف الفنان عثمان محمد على أنه أصيب بالجلطة أثناء قيامه بتصوير أحد المسلسلات: قائلاً: “وقعت فى الاستوديو ونقلونى على المستشفى فى القاهرة وتواصل معى منير مكرم من النقابة وزارنى وبعدها عدت لمنزلى فى الإسكندرية”.
وأشار الفنان الكبير إلى أن ابنته الفنانة سلوى عثمان تواصل التصوير فى المسلسل، مؤكدًا أنه لم يتواصل معه أحد من زملائه الفنانين، موضحًا أنهم ربما لا يعلمون بما أصابه.
نعت نقابة المهن التمثيلية الفنان القدير عثمان محمد علي الذى رحل عن عالمنا، وتقدمت بخالص التعازي لأسرة الراحل؛ ولابنته الفنانة سلوي عثمان؛ داعين المولي عز وجل أن يتغمد الراحل بواسع رحمته؛ وأن يلهم أهله الصبر والسلوان؛ وإنا لله وانا اليه راجعون.
وحرص الفنانان إيهاب فهمي وأيمن عزب على أن يكونا أبرز الحاضرين لصلاة جنازة الراحل عثمان محمد على، وذلك لمساندة ابنته الفنانة سلوى عثمان في وفاة والدها
شهدت جنازة الراحل عثمان محمد على غياب نجوم الفن، ولم يتواجد أحد سوى الفنان إيهاب فهمي وأيمن عزب، وسط مشاهد لانهيار صديقتهما الفنانة سلوى عثمان، حيث قامت سلوى عثمان بإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان والدها ودخلت في حالة من البكاء على رحيل والدها الفنان عثمان محمد على.
أقيم عزاء الفنان الراحل عثمان محمد علي، بمسجد الشرطة بالشيخ زايد بمدينة السادس من أكتوبر.
بدأ عثمان محمد علي حياته بالعمل مستشارًا في كلية الإعلام لتصحيح اللغة والنطق أمام الكاميرا، ثم عمل بأحد بنوك الإسكندرية.
أما عن بدايته الفنية فقد كانت عبر الكثير من المسلسلات الإذاعية في إذاعة الإسكندرية، فقد شارك فى أول مسلسل إذاعي وهو (حب وإلهام) في عام 1954، ثم تلاها أعمال عديدة منها (للحب رأي آخر، مهاجر إلى الصمت، الفنان و الوهم).
شارك في الكثير من المسلسلات الأخرى، منها (رأفت الهجان، حارة المحروسة، أبنائي الأعزاء شكرًا، عائلة الحاج متولي، يتربى فى عزو، الإمام الشافعي).
ومن أفلامه السينمائية (دنيا، شجيع السيما، شبكة الموت، ثمن الغربة).
الفنان عثمان محمد على أحد أبناء جيل عمالقة الفن الكبار أمتعنا بالعديد من الأعمال، ومنها: «عائلة الحاج متولى، العطار والسبع بنات، لن أعيش فى جلباب أبى، الحسن البصرى، الضوء الشارد، والقضاء فى الإسلام، أبو حنيفة النعمان، الفرسان الأبطال، عصر الأئمة، ولا إله إلا الله، وغيرها مئات الأعمال الدينية والتاريخية، كما اكتشف العديد من كبار النجوم ومنحهم الدفعة الأولى فى طريق الفن والنجومية ومنهم أميرة السينما مديحة كامل التى شجعها منذ كانت طالبة فى الإعدادية، حيث كان ضمن لجنة التحكيم التى منحتها الجائزة الأولى فى التمثيل على مستوى المدارس.
عمل الفنان عثمان محمد على مشرفاً وموجهاً للمسرح المدرسى بالإسكندرية وظل حتى رحيله يعمل أستاذاً لمادة الإلقاء بمعهد الفنون المسرحية بالإسكندرية، وقد لا يعرف الكثيرون أنه اكتشف العديد من نجوم الفن ومنهم محمود عبد العزيز ومحمد وفيق ومديحة كامل وكوثر العسال وعزيزة راشد وغيرهم، وعن ذلك قال: “كنت مفتشا وموجها للمسرح المدرسى واكتشفت العديد من المواهب فى الإسكندرية، ومنهم محمود عبد العزيز الذى كان طالباً موهوباً فى مدرسة الورديان واشتغلنا مع بعض أنا وهو يوسف داود وحسن عبد السلام”.