رسالة إلى الوالي… بقلم : حمادة عبد الجليل خشبه
أصبحنا في مجتمع الكل ينظر للكل واصبحت المغالاة في مهور الزواج تفوق كل التوقعات، واصبحت هذه الظاهرة تستحق منا التوقف والنظر إليها بعين من الرحمة، وتحتاج منا مواجهتها إعلاميا واجتماعيا وتوعوية.
يتمادى الكثير بل الاغلبية من الناس في الارتفاع الغير مبرر في المهور ووصل إلى حد الإسراف والتباهي في تجهيز بناتهن المقبلين على الزواج لقد وصل الأمر إلى الغيرة المطلقة في زيادة عدد السيارات التي تحمل جهاز العروسة إلى منزل زوجها عن ما سبقها.
يتم الإسراف المطلق في أمور لا حاجة لها ولا تحتاجها العروسة في هذا التوقيت ومن الممكن أن لا تستعملها إلا بعد مرور قرن من الزمان.
هناك كم هائل من الخلافات بين أهل العروسين لأتفة الأسباب، ولم يقرأوا قول رسولنا الكريم…أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُنَّ مَئُونَةً، و”خيرهن أيسرهن صداقاً” صدق رسول الله صل الله عليه وسلم
كم من الفتيات لم ينل حظ الزواج بسبب تعنت آبائهن من طلبة مهر وذهب لابنته لا يقدر عليه احد من البشر، وكم من الأمهات أصبحنا في تعداد الغارمات ومنهم المسجونات بسبب الإسراف في جهاز بناتهن مثل غيرهن من المقتدرات، وكم من دعاوى قضائية رُفعت فى المحاكم سبب طمع طرف فى كسب مالٍ جراء وجود مؤخر صداق مرتفع.
كم من الشباب انساق في طريق الشيطان بسبب عدم قدرته المادية على الزواج بسبب ارتفاع مغالاة المهور، وكم من زوج غلبتة العداوة على زوجته واهل زوجته بسبب التعثر المالي الذي حدث له بسبب تعنت والد زوجته لمغلاته في مهر ابنته.
ما يثير العجب حقا الآن، هو أننا أصبحنا نعيش في مجتمع يحول الزواج القائم على المودة والرحمة الي مباهاة وتفاخر كاذب في استئجار 15 سيارة ومنهم ما يتجاوز الـ 20 سيارة لتحميلها بالأثاث والأجهزة والملابس بخلاف سيارة كبيرة لوالدة الزوج.
الغريب في الأمر أنهم يحرصون على التمسك بهذه العادات والتقاليد عند الزواج رغم انهم يرفضونها بداخلهم، لا يختلف أحد على أن الأسرة التى تقوم على البساطة سواء فى المهور أو الجهاز أو المسكن أسرة سعيدة؛ لأنها لا ترى سعادتها فى المظهر أو المادة وإنما سعادتها فى التفاهم والتقارب والمراعاة بكافة جوانبها.
مغالاة الأسر فى تجهيز العروس عادة خاطئة لابد من مواجهتها بشكل فورى ومسئولية جماعية لحماية الأمهات اللاتى تتباهين بجهاز الابنة وخاصة فى الريف والمناطق الشعبية فتقترض لتنتهي من تجهيزها وينتهى المشهد بأعباء من الديون التى تقودها إلى حمل لقب الغارمة لتنضم إلى قائمة الغارمات التى تتزايد أعدادهم خلف القضبان تاركين أسراً مفككة ومدمرة.
رسالتي إلى والد الزوجة ووالد الزوج يجب عليكم تحكيم العقل والمنطق والتطبيق الصحيح لمواجهة هذه الظاهرة وتغيير مفهوم الزواج الي المودة والرحمة الحقيقية بينكم وان يراعي كلا منكم ظروف الاخر، وأن يسهل ولى الأمر لبناته الزواج إذا وجد الزوج الصالح لقوله صلى الله عليه وسلم: “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير”: وهذه نصيحة نبوية يجب أن تكون شعارا لكل أسرة للتغلب على المشكلات الإجتماعية والنفسية وظاهرتي الغارمات والعنوسة.
حما الله مصر شعبا وقيادة