عمرو نوار يكتب … رساله إلى خالد يوسف
عمرو نوار
بقلم : عمرو نوار
اذا كان لليسار المصرى ” عاصمه” فيصح ان تكون حيث ولد ” خالد” فى كفر شكر …ولم يتوقع احد يوما ما ان يكون ” ابن العمده” بتاع سينما وافلام وتمثيل و”كلام فارغ” ..فالمستقبل كان مخططا لغير ذلك .
وعلى ارفف مكتبة والده التى تضم مئات الكتب عن الزعيم الخالد وُضِعَ المولود “خالد ” ..لينمو وينشأ بين الحقول الخضراء والعقول الخضراء …ليس بعيدا عن دُوّار مناضل يسارى عظيم شارك فى ثوره انحرفت – فى رايه- فانحرف عنها …وكيف لمن ولد هناك وعاش هناك ونشأ هناك الا يكون يساري الفكر اشتراكى النزعه قلبه على فقراء قومه وغلابة “الناحيه” …وعندما انزلقت قدم “المهندس” ليعمل بالسينما كان هذا شاغله الاول – فيما بدا- فذاكر جيدا ليصبح ” الألفا” فى اول مقعد لدى رئيس وزراء سينما ” القضيه” وسينما “الفكر”وسينما ” الناس” الراحل الكبير ” يوسف شاهين ”
كان ” خالد ” على يمينه جغرافيا وعلى يساره ” فكريا ” ..وكان لدى ” جو” لسعه اصابت شراره منها سينما “خالد يوسف” وهذه “اللسعه” سيرد ذكرها “رمزيا ” خلال سطور هذه الرساله …أما بعد…
ياخالد ..فالأهل يبلغونك جميعا السلام ..ويحيطونك علما ان “موافى” لم يعد يعمل ف ” المطافى ” وان ” اختك” لم تعد تخرج يوماتى ع المشتشفى الجديمه …وانه لا توجد عركه من اساسه …الا عركة “الوطن” مع ” الوطن” …عركة ” القوى “مع “الضعيف” والغنى “مع “الفقير و”الحرامى ” مع “الشريف ” وابلغك ياابن ” العمده” انك قذفت “حميده”- مصر – بالسفنديه ” وهذا لايرضى ” العمده ” .. مما اغضب كل اهل قريتك .. ” واهل قريتك ياخالد ليسوا اهل ” السِلفى ” الذين يظهرون معك…ولا اهل ” الصالونات الادبيه والبرامج الفضائيه الذين احتفوا برجوعك..اهل قريتك هم ملح الارض ياخالد …تعرفهم واعرفهم ..لاتشرق عليهم الشمس الا وهم وسط الطين والارض …جلابيبهم رماديه من لون هذا الطمى …فان شئت ان تنحاز الى غيرهم فانت وماشئت ..واقول لك كما قال الفلاح المصرى الفصيح “سلة فاكهة طيبة الريح تنحرف بقاضيك العادل “.
اما قاضيك فهو قضيتك ..ضميرك الانسانى والمهنى ..انتُزِعَ من بيننا ” عاطف الطيب ” انتزاعا فلبست السينما المصريه الاصيله الحداد …واطفات الصالات انوارها …ثم اتت بك الاقدار …فاعيدت الاضواء الى المقاعد الخاليه ..” المهاجر ” ” العاصفه” ” هى فوضى” قنابل من نور القيت فى سماء مصر فاشعلتها “نورا ” وثقافه” وفكرا” …سينما ” التنبؤ” التى لايجرؤ على صناعتها الا عقل واعى وضمير وطنى ومخرج عبقرى ..كنت انت هذا الرجل ..ثم تدفقت اعمالك…”خيانه مشروعه” ويجا” “حين ميسره ” ..سينما مختلفه ورؤيه مختلفه وعين مختلفه ..والحقيقه انى والكثيرين مثلى كنا نغض الطرف عن بعض مايتخلل هذه الاعمال من ” لسعات” يسمح بها قانون العمل السينمائى …فلم ننظر الى مشهد ” الشذوذ ” فى “حين ميسره” بقدر مانظرنا الى الرساله ” هو انتى حيلتك ايه غير جسمك عشان حد يطمع فيكى” ..والعمق فى معنى ان ” المرأه” يجب ان تمتلك ” عقلا” و”فكرا” ومكانه اجتماعيه ” حتى لاتنهار الى بيع سلعة الجسد الرخيصه …تاملنا وفهمنا وصمتنا …ثم “هجمت ” علينا فى “دكان شحاته “بشحنات متتاليه من استعراض ” الافخاد”والصدور” شأن من عينه على ” الشباك” ولكنه لم يكن ” شباك الصاله” ولكنه ” شباك غرفة النوم” كما بدا ..ومن سوء الحظ انه لا يمكنك عند قراءة هذه السطور ان تتهمنى بالرجعيه وعدم فهم السياق الدرامى والتطرف الدينى الخ الخ ..والّا اتهمت كل ” اهل بلدك” وقريتك التى انجبتك بكل هذا الكيل من التهم ..لم تكن عابر سبيل ابدا فى طريق السينما المصريه حتى نهملك …فانت “صنايعى ” درجه اولى و” فنى” ارابيسك ” وترزى بلدى ” من الوزن الثقيل فى هذه الصناعه ..وشخصيا كنت انبهر بهذا ” التكنيك” الجديد المتسارع والذى ” يخطف”عين وقلب المشاهد فى سينما خالد يوسف …لن اتحدث عن ” ملف ” شخصى” وان كنت من اولئك الذين يرون ان “تصرفات ” الشخصيه العامه هى جزء من ضميرها المهنى ولكن ” كلنا خطايا فلن نقذفك بحجر ” …عدت ياخالد ..والعود احمدُ ..ارجو ان تكون اعمالك القادمه بعيده عن ” البتللو “والكندوز ” وان تقدم ” فنك” الصادق والمخلص الذى عرفناه خلال اعمالك العظيمه والرائعه .. النظّاره ينظرون اليك وينتظرون ..وان شئت “ورقا” فالاعمال الجيده والكتاب المخلصين مازالت تعمر بهم شوارع وحوارى هذا الوطن …وحمد الله ع السلامه .