رشوان توفيق 60 سنة حب وتاريخ فني طويل بميلاده الـ 87
كتبت / مروة سامي
الفنان رشوان توفيق أعظم نجوم الدراما في مصر والوطن العربي فهو نجم التلفزيون والمسرح وله إسم ومكانه مرموقة ، تميز بالتنوع في أدواره فهو فنان متنوع قام بالشرير والطيب والحزين والكوميدي والديني والإجتماعي والصعيدي كل دور له علامه مميزه وأثر مميز في تاريخ التلفزيون والمسرح المصري .
نشأته وبدايته
ولد الفنان رشوان توفيق في حي السيدة زينب بمدينة القاهرة في 24 نوفمبر عام 1933، ثم حصل على درجة البكالوريوس في التمثيل واﻹخراج من المعهد العالي للفنون المسرحية،
كما عمل بعد التخرج في التليفزيون المصري، عمل مدير استديو ثم مساعد مخرج حيث عمل مساعد للمخرج كمال أبو العلا في برنامج “من الجاني”
ثم تقدم لاختبارات المذيعين ونجح ليصبح مذيعا حتى ينطلق من الشاشة إلى مجالات فنية أوسع حيث قدم برنامج شبابي.
ثم انضم إلى فرق التليفيزيون المسرحية مع بدايتها، وشارك خلال هذه الفترة في بطولة عدد كبير من المسرحيات، منها
مسرحية ” شيء في صدري” ومسرحية ، “الشوارع الخلفية” ومسرحية “، ثورة قرية، بيت الفنانين” .
كما عمل كذلك مع فرقة مسرح الحكيم وفرقة المسرح الحديث وفرقة المسرح القومي.
ثم بعد سنوات طويلة من العمل المسرحي إتجاه للتلفزيون وقدم العديد من المسلسلات ،جميع الأدوار منها الشرير والكوميدي والصعيدي والاجتماعى والديني حتى أنه احتكر الأدوار الدينية في ، مسلسلات رمضان في فترة من الفترات فشارك فى مسلسل “محمد رسول الله” ، كما شارك كوكبة من النجوم فى المسلسل الخالد “الشهد والدموع” .
بالإضافة إلى مسلسل “الزينى بركات” ، كما قام بدور الوزير فى مسلسل “لن أعيش فى جلباب أبى” برفقة الفنان الكبير نور الشريف والفنانة عبلة كامل ، وجميعها أعمال خالدة ومميزه فى الذاكرة ولا ينساها المشاهد العربى ولا يمل من تكرار سماعها أبدا .
وتميز في أدوار الرجل الصعيدي في الضوء الشارد والليل وآخره وفي المسلسلات التاريخية كما في مسلسل سليمان الحلبي وعرض له مؤخرا أصعب قرار وامرأة فوق العادة. وشارك في مسلسل صدر عام 2010 مع أميرة العايدي وشريف منير وزيزي البدراوي بعنوان بره الدنيا.
ويحب كثيرا رشوان توفيق الأدوار الاجتماعية ويتألق فيها وفي أدوارها التي قدمها في مسلسلات مختلفة ومنها مسلسل “أين قلبي” مع يسرا،
كما يحب مسلسل “الليل وآخره” ويحكي أن البعض لم يكن يتوقع له النجاح في هذه الأدوار، خاصة بعد الأدوار الدينية التي قدمها، لكنه لمع فيها وهو في سن كبير.
البطولة الثانية
لم يحالفه الحظ وينجح في دور البطولة الأولي في السينما ولكنه قام بأدوار ثانية ولكنها أدوار صعبة ومهمه ، من أصعب أدواره فيلم الأنثى والذئاب ، بطولة عادل أدهم ونور الشريف ، وميرفت أمين ، وكان جسد دور طبيب يقع في فخ قواد ، يعيش في شقة دعاره ، فيعطي حقن مورفين ويقوم بعمليات إجهاض ، لدرجة أن المخرج نيازي مصطفى ينادي الموجودين قائلا ، تعالوا شوفوا رشوان عامل دور السكران أزاي .
كان دوره أصعب دور في فيلم الملاعين مع الفنان فريد شوقي ، سهير رمزي ، وكان يقوم بدور درويش ، أما عمله مع الفنانة كاريوكا الذي شاركها في بعض المسرحيات ، وسافروا لتقديم بعض المسرحيات في دبي ، وكان التعامل مع الفنانة العظيمة كاريوكا من أفضل التعامل معها وحكى أنه بعد وفاتها دعا الله أن يرى علامة تطمنه عليها ، مشيرا أنه أعتاد أن يرى رؤى تنبئه بعلامات كثيرة ، شاهدها وهي ترتدي فستانا وتاجا فوق راسها .
قصة حبه إستمرت 60 عام
إحدي قصص الحب الملهمة التي وقعت في الوسط الفني المصري ، واستمرت لأكثر من 60 عاما ، تلك التي جمعت الفنان المصري رشوان توفيق بزوجته..
تلك القصة التي لم يشعر الفنان رشوان توفيق بالخجل أو الكسوف وهو يحكي عنها بعد سنوات طويلة من الزواج ،
وكيف لعب القدر دوره في لقائهما معا ، حينما كان يشارك في بطولة مسرحية “شهريار” بالجامعة ..
وأرسل دعوات إلى شقيقة تلك الفتاة من أجل حضور العرض ، خاصة أن علاقة صداقة تربطها بواحدة من عائلة رشوان توفيق ، وهو ما جعله يحضر الدعوات ..
في ذلك اليوم لم تكن الفتاة ترغب في الذهاب بصحبة شقيقتها إلى العرض ، حيث توسل إليها الجميع من أجل الذهاب واستجابت في النهاية ،
لكنها لم تفكر في المرور على غرفة رشوان توفيق وتحيته بعد انتهاء العرض ..
ولكن الصدفة لعبت دورها حينما استمع رشوان توفيق إلى حديث الثلاثي النسائي بعد انتهاء العرض ،
حيث كن يتناقشن حول الزواج ، فوجد تلك الفتاة تؤكد على أنها ترغب في أن تقف إلى جوار من ستتزوجه وتتحمل معه مصاعب الطريق ..
لتنطلق شرارة الحب في قلبه ،
وهو ما علق عليه توفيق قائلا .. “أراد الرحمن أن يحفظني بزواجي منها” ، حيث تزوجا وهي في السابعة عشرة من عمرها ، وانطلقت رحلة كفاحه معها ،
خاصة أنه تزوج وهو مازال يدرس ، وظل مقيما في منزل والده ثلاث سنوات ..
واسترجع ما كان يحدث طيلة تلك السنوات حينما كان يمر بضائقة مالية ، مؤكداً على أنها لم تشعره في يوم من الأيام أنه يمر بأية أزمة مالية ..
مشيرا إلى أنه في الثلاث سنوات الأخيرة لم يكن يغادر منزله كي يظل إلى جوار زوجته يرعاها صحياً ، وحينما كان يضطر للخروج كان يلقي بتعليماته إلى الجميع من أجل البقاء إلى جوار زوجته وعدم المغادرة ..
وأرجع سبب اعتذاره عن العديد من الأعمال إلى حاجته للبقاء إلى جوارها ،
معلقا على ذلك قائلا .. “شالتني في السراء والضراء” ،
مؤكداً أنه كان يقول لها في سنواتها الأخيرة إنه يحبها أكثر مما كان يحبها وهي في السابعة عشرة من عمرها ..
وظهر توفيق وهو يغالب دموعه ولكنه لم يتمالك نفسه وظهر فى حالة إنهيار في جنازة زوجته ، التي عاش معها 62 عاماً قبل أن يلقي نظرته الأخيرة عليها توفيت يوم 16 يوليو 2019م ، بعد صراع استمر طويلا مع المرض.