رفقًا بالقوارير: المرأة بين الضعف والرقي

كتبت: دنيا أحمد
المرأة كائن رقيق، خلقها الله عز وجل بطبيعة خاصة تحمل في طياتها مزيجًا من اللين والعاطفة، ومن هنا جاءت عبارة النبي ﷺ: “رفقًا بالقوارير”. فكما أن الزجاج جميل لكنه سريع الانكسار، كذلك المرأة، تفيض مشاعرها حنانًا لكنها تحتاج إلى حماية واحتواء. وهذا الضعف ليس نقصًا، بل هو أحد أسرار قوة تأثيرها وعمق إنسانيتها.
المرأة: قوة ناعمة لا يُستهان بها
كثيرًا ما يُفهم قول “المرأة كائن ضعيف” فهمًا قاصرًا، وكأن الضعف يعني العجز أو النقص، بينما المقصود هو رقتها وعاطفتها الجياشة التي فُطرت عليها، والتي تجعلها الأم الحنون، والزوجة الصبورة، والأخت الداعمة، والابنة البارة. هي ضعيفة بالمعنى الجسدي أحيانًا، لكنها تملك من الصبر ما لا يملكه الرجال، ومن العزم ما يجعلها تتحمل آلام الحمل والولادة والتربية دون كلل.

“رفقًا بالقوارير”: دعوة للرحمة لا للشفقة
عندما قال رسول الله ﷺ: “استوصوا بالنساء خيرًا”، كان يضع أساسًا لأمة تُكرم المرأة، وتحفظ لها كرامتها. فالرفق لا يعني التسلط عليها أو تقليل شأنها، بل تقدير طبيعتها، ومراعاة مشاعرها، والتعامل معها بحكمة ورحمة. تمامًا كما نحرص على الزجاج الثمين، لا خوفًا منه بل حفاظًا عليه.

المرأة ليست ضعيفة لأنها أقل شأنًا، بل لأنها صُممت لتمنح الحياة لونًا مختلفًا. فرقتها هي ما يجعلها تُهذب القسوة في هذا العالم، وضعفها الظاهري هو مصدر قوتها المعنوية. فلنحرص على أن نعامل النساء كما أمرنا الدين وكما تقتضي الإنسانية: رفقًا بالقوارير.






