رمضان شهر الخير و الكرم
كتب/ عبد الهادي جاب الله
العالم كله يحتفل بشهر رمضان المبارك كل على طريقته ، لتتغير بذلك تلك الخلفية المظلمة المليئة بالمشاحنات ، كي يحل مكانها خلفية ناصعة البياض مزدحمة بالأنوار ، يتوسطها المآذن التي يعلوها صوت الآذان الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله .
لذا يجب علينا جميعا التغيير ، وإزالة كل الرواسب العالقة بداخلنا من جرَّاء آثار سلبية جعلت كل منا يعيش في عالم مختلف عن الآخر ، والإنتقال لمرحلة الشفافية، ولم الشمل، وحب الآخر، واقتلاع جذور الشر وزرع بذور الخير .
مجرد الإحساس بقدوم الشهر الكريم يُدخل علينا السرور والبهجة ويمحي كل ما بصدورنا من أحزان ، ويجعلنا في حالة تجلّي مع أنفسنا استعدادًا له ، حقا إنه خير زائر .
لم يُلقب بشهر الطعام والشراب فقط كما يعتقد البعض رغم ما يتوفر به من أشهى وأطيب المأكولات وأفضل المشروبات ، وهذا بفضل من الله وكرمه ، ولكنه لُقِّب بشهر الشعائر ، أو شهر العبادات إذا صح التعبير ، فهو بمثابة عودة حقيقية لأنفسنا؛ كي نتأمل حقيقة وجودنا في هذه الحياة والسبب الذي خُلقنا من أجله ألا وهو العبادة ، تصديقًا لقوله تعالى “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون” .
من منا لا يشكو من هرج هذه الأيام ومرجها ، فهي والله ثقيلة حتى في مزاحها ، فكم أخذتنا كثيرا دون رحمه بعيدا عن أنفسنا حيث فقدنا صوابنا والتزامنا تجاه ما فُرض علينا من واجبات ؛ صلة أرحام ، ود ، إحترام بعضنا البعض إلى آخره .
اللامبالاة والعنف والدهشة والإثارة والحركة الزائدة ، تُسرد لنا بالتفصيل الممل حالة الهرج والمرج التي وصلنا إليها بالفعل، وذلك في ظل غياب الضمير والبعد عن كتاب الله وسنة رسوله ، ليس ذلك فحسب وإنما في ظل غياب العقل أيضا ولا سيما أنها تخضع لعدة أسباب من أهمها ، المخدرات، الدراما والمبالغة الشديدة في كيفية مناقشة المواضيع المجتمعية بشكل قد يخرج عن المألوف، كما يميل أيضا إلى العنف بشتى صوره وعدم إتخاذ موقف صارم وحازم حيال قضايا القتل والمخدرات ، ومن ثم
فقد نجحوا في بث روح العداء والشر داخل قلوب المشاهدين ، والنتيجة بجميع المقاييس مأساة نعيشها على خلفية جرائم القتل المتكرره ؛ هذا جارنا وهذا صاحبنا وهذا أحد أقاربنا وهذا عزيز علينا وهذا وهذا….
لم نعد نحتمل كل ذلك.
رسالة إلى كل صناع الدراما رويدا رويدا نحن في أمس الحاجة لأولادنا رفقا بهم ؛ فهم يمثلون الشريحة الأكثر مشاهدة والأكثر تأثرا، والتي تتراوح أعمارهم ما بين العشرة أعوام والعشرين عاما ، هؤلاء هم رواد المستقبل.
واجب تغيير الخريطة كاملة وذلك بمنع عرض أي من المسلسلات والبرامج التي لا تحمل في مضمونها أي قيمة إنسانية وعرض الأعمال الدينية فقط على الأقل في هذا الشهر الكريم ، والتي تتضمن السِّير الذاتية للأنبياء والصحابة ، كي تحثنا على الإلتزام والطاعة والتقرب إلى الله .
بسم الله الرحمن الرحيم “أفحسبتم أننا خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون “