- زائر في وقت الحظر "الجزء الثاني" .. بقلم / أحمد مقلد
زائر في وقت الحظر .. أستكمالا للجزء الأول
زائر في وقت الحظر أستكمالا للجزء الأول
وهنا ينزلان مع السيد (فيليب) وبصحبته (معاذ)، وأخذ يسيران في شوارع جانبية ومسارات خلفية يعرفها (معاذ) لكونه من سكان المنطقة منذ أكثر من 10 سنوات وفي كل خطوة يخطوها الطبيب قلبه يرتجف لعلمه بما تقوم به الشرطة من دوريات لضمان سلامة المواطنين ومتابعة تطبيق الحظر، وفي أثناء السير يتصاعد صوت عربة شرطة النجدة يختفي (معاذ) والسيد (فيليب) في ظل أحد المباني لحين ابتعاد تلك السيارة.
ثم يجددان المسير لحين الوصول لباب الشركة وهنا يطرق (معاذ) على الباب الزجاجي حتى يقوم حارس الأمن بفتح الباب حيث أنه كان معتاد في الأيام السابقة للحظر على الحضور لمتابعة أبحاثه داخل معمله الخاص بمقر الشركة. وهنا يرحب به الحارس ويفتح له الباب ويقول وهو مندهش: كيف استطعت الوصول للشركة في هذا التوقيت لكون الحظر قد بدأ منذ ساعتين؟
أخبره القصة أنه استغل معرفته للشوارع الجانبية كطريق وصول. ورحب به الحارث وضيفه وبعد تسجيل الزيارة في سجل الزيارات توجه زوار وقت الحظر لمقر معمل الطبيب (معاذ).
وبعد أخذ العينات من السيد (فيليب) وبدء عمل التجارب على إستخلاص الطبيب للعلاج من بلازما الدم لكون السيد (فيليب) هو أحد المتعافين من هذا الفيروس وفي أثناء انتظار قيام الأجهزة بفحص العينات لإستكمال التجارب التي كان يجريها (معاذ) قبل ذلك في محاولة يأسه
لكن الأن لديه حالة يسهل معها الوصول لنتيجة سريعة وفي أثناء ذلك يسقط السيد (فيليب) على الأرض وتتعالى درجة حرارته وهنا أخذ يردد كلمة (فعلها ريموند.. فعلها رايموند) يطلب من معاذ أن يعطيه العقار الموجود في جيب البدلة فأعطاه شريط الدواء وتناول منه حبة ذات لون غريب وبعد تناولها طلب شربة ماء وبعدها بعشرة دقائق استعاد لياقته.
من هو ريموند ؟ وماذا حدث ؟
وهنا يتجدد السؤال من هو ريموند؟ وماذا حدث؟ وبعد استقرار حالة السيد (فيليب) أجاب بأن السيد (ريموند) هو زميل له في الشركة الأم ولكنه يحمل أفكار متعصبة ضد العرب والمصريين وله ميول عدائية ولكونه قد علم بما سيتم من خلال زيارتي فربما قد وضع لي السم في المشروب الذي تناولته معه في مقر الشركة قبل حضوري لمصر اليوم ولكن أحمد الله أن الشركة كانت منتبهة لهذا الشأن و متأهبة لهذه المواقف فأعطوني عقار تجريبي من صنع الشركة يقوم بتنقية الدم من السموم خلال فترة وجيزة وقد أثبت فاعليته في التجارب والآن قد فعل فعلته معي ونجاني من الموت ولن يمنع العداء من تنفيذ إرادة الله في اكتشاف العقار وشفاء البشر في كل مكان فجميعنا بشر حر وتجمعنا الإنسانية.
وبعد هذا تم استخلاص عينات جديدة بكمية وفيرة وتم انتظار النتائج من الاجهزة وبعد مرور حوالي 3 ساعات كانت النتائج وبعد إختبار فاعليتها معملياً على خلايا الفيروس القاتل والتي كانت متوفرة بثلاجة المعمل وداخل عينات الحفظ. فكانت النتائج متميزة فهي تقضي على الخلايا خلال ساعات معدودة وهنا قام الطبيب باستخلاص كميات كافية من البلازما ووضعها في جاهزية للاستخدام في العلاج وللعرض على إدارة الشركة وتجهيزها للتصنيع بشكل كبير في اليوم التالي من تجربتها ومعرفة مدي فاعليتها وقد حصل (معاذ) لنفسه على عدد (2 جرعة من هذا العقار التجريبي).
وهنا عرض علي السيد (فيليب) أن يعود معه للمنزل ولكنه طلب أن ينتظر في مقر الشركة لكون زمن الحظر قد قارب على الانتهاء فالساعة تشير تمام الساعة الخامسة والنصف صباحاً لذا عرض عليه (معاذ) أن يستريح في قاعة الاجتماعات بالدور الأرضي من مبنى الشركة فوافق على هذا العرض وتم اعلام حارس عقار المبني بهذا الضيف ومقر وجوده لحين حضور مدير فرع الشركة صباحاً ويكون الطبيب (معاذ) قد حصل على دش ساخن ويقوم بتبديل ملابسه.
ذهب معاذ إلى منزله فوجد ماصدمه
وبعد هذا الحوار توجه الطبيب (معاذ) لمنزله مستخدماً الطرق الجانبية وحين صعد لشقته كانت هناك مفاجأة مذهلة تنتظره فقد فتح باب الشقة حتى لا يزعج أحد ولكنه كان يسمع ذلك صوت متصاعد نعم إنه صوت أنين وبكاء صادر من غرفة الأبناء وحين قام بفتح الباب يجد أمامه أفراد الأسرة في وضع مرعب ويثير الحزن. فالأم تحتضن الأبناء وتبكي في حرقة لما قد ظهر عليهم من ملامح الإعياء وكذلك أخيها الكابتن طيار (محمود) تظهر عليه ملامح الإعياء والتعب.
وهنا يدخل (معاذ) ويري هذا الأمر فلا يكاد يتمالك نفسه حتى يقوم بدوره كطبيب وتغلب عليه مشاعره نحو حماية أسرته وبعد قياس الحرارة ومعرفة الأعراض وبخبرة الطبيب علم أنهم قد تعرضوا للإصابة بهذا الفيروس القاتل (COVID-19) ولكن من هو مصدر الإصابة. هذا هو السؤال؟ وكيف انتقلت الإصابة إليهم؟
وأخذوا يتبادلون الاتهامات حول السبب في حدوث العدوى هل هو الطبيب الأجنبي السيد (فيليب) أم هو الطبيب (معاذ) الذي يخرج باستمرار لإحضار طلبات المنزل،
أم أنه أحد الضيوف الذين قد حضرت إليهم وتعالت صيحات الاسئلة وبعد صمت عميق وفترة طويلة من التفكير …. أعلن الكابتن طيار (محمود) أعتقد أن سبب العدوي هو أنا فقد كان زميلي في العمل تظهر عليه أعراض المرض في يوم قدومي اليكم منذ ثلاثة أيام ولكني اعتقدت أنها نزلة برد عادية فلم ألقى بها بال، وهنا تحدث الصدمة للطبيب معاذ وينهار من البكاء فمن عليه أن يأخذ العقار الذي يملكه الأبناء أم الزوجة أم أخو الزوجة والآن هو قد تعرض للمخالطة وربما تمت إصابته بالعدوى فهل يتناول هو العقل أم من يقدم له العقار والعلاج أولاً.
اتصلوا بالخط الساخن 105 ولجأوا لوزارة الصحة لعزلهم
ومع تصاعد الصراع لديه حول من يتناول العلاج تفتق ذهنه ذكرى سقوط (فيليب) ، وعودته سالماً بعد تناول هذا الدواء ذو اللون الغريب وهنا تذكر انه نسي فوضعه في جيبه لكونه كان مصدوماً، بما حدث وبهذا يكون عليه أن يعطي العقار للجميع وبعد أن أعطي الأبناء العقار الجديد الذي استخلصه لنفسه من بلازما دم السيد (فيليب)، وأعطى زوجته وأخيها ، وتناول معهم الدواء الذي كان بحوزة السيد (فيليب). وبعد تحسن الحالة واستقرارها ، بعد مرور بضع ساعات من تناول العقار. طالب الطبيب (معاذ) من أفراد الاسرة تجهيز ملابسهم لكونه سيطلب الخط الساخن لوزارة ، الصحة (105) ليقوموا بدورهم في عزلهم والقيام بالحجر الصحي لهم ومتابعة حالتهم لحين تمام الشفاء ومساعدتهم في تجربة العقار الجديد. فوافقوا جميعاً واستعدوا بجمع أغراضهم.
وبعد حضور المسئولين قاموا بتعقيم الشقة وكامل العقار ومقر الشركة وعزل المخالطين من السكان وحراس الأمن وعزل هذه الأسرة وكذلك السيد (فيليب) بمستشفى مخصص للعزل وتم متابعة نتائج العلاج الجديد بعد تطويره من خلال الأطباء فرع الشركة بالقاهرة والذي حقق نتائجه في العلاج التام خلال 48 ساعة
وقضي تماماً على الفيروس القاتل (COVID-19). وبعد تمام الشفاء وخروج الأسرة من العزل والحجر الصحي بعد 14 يوم من الحجر الصحي تابع الطبيب (معاذ) إنتاج هذا العقار بشكل تجاري لتوفيره بالصيدليات وتم القضاء على الفيروس القاتل (COVID-19) في جميع أنحاء البلاد وتم توزيعه على البلاد الأخرى وبهذا تم حماية البشرية وحماية الوطن من هذا الخطر المميت.
تكريم الدكتور معاذ وجعلة منه مستشاراً للعقاقير الغير تقليدية
وتم تكريم الطبيب (معاذ) من ادارة شركته في فرنسا وفي مصر وقامت وزيرة الصحة باستضافته وجعلة منه مستشاراً للعقاقير الغير تقليدية والاشراف على معمل الأبحاث المتطور (نانو كميكال). وبعد عرض التقارير على سيادة رئيس الجمهورية قام بتكريم هذا الطبيب المصري باعتباره نموذج مشرف للشباب.
وبعد عودته للمنزل واحتفاء أسرته به وتجمعهم لتقديم شكرهم له فهو سبب بقائهم أحياء فقد يسر الله العلاج على يديه وبعد الغذاء ومن شدة الارهاق أخذه النوم العميق ولم يفيق إلا على من يمسك بيده ورأسه ليقبلها وهنا ينتفض كمن ينتفض من نزعات الموت ليجد نفسه أمام شاشة التلفاز وحوله ابنائه ويجد تقرير يعرض عن تجارب معملية لعقار محتمل من بلازما الدم للمتعافين ويتم حقنه للمرضى.
وهنا يتنبه الطبيب (معاذ) أن ما حدث هو حلم قد راوده أثناء نومه الخاطف أمام شاشة التلفاز من شدة إرهاقه في تجاربه وبحثه عن علاج للقضاء على الفيروس القاتل (COVER-19) وأثناء جلوسه مع أسرته إستعداداً ليومه الجديد في اليوم التالي من العمل وتحضيره لمقابلته مع مندوب الشركة الأم والتي مقرها فرنسا مع مديرة فرع الشركة بالقاهرة. لمناقشة آخر تطورات نتائج العلاج. وفي أثناء ذلك تأتي مكالمة مديرة الشركة بالقاهرة تعلن أن الطبيب (فيليب) سيتصل بك ويتحدث معك الآن. وبعد اغلاق الهاتف على تلك المحادثة رن الهاتف من رقم غريب وكانت المفاجأة انه نفس الصوت الذي كان معه في المحادثة أثناء الحلم هل هذا حقيقة ام خيال وتابع معه الحوار واتفقا على اللقاء في اليوم التالي.
هل معاذ يعيش في حلم أم هو في واقع مع زائر وقت الحظر؟
وبعد مرور ساعة من الزمان بعد نوم الأبناء كانت المفاجأة صوت الزوجة ونحيبها لكونها أثناء مرورها على أطفالها وجدتهم يعانون من حرارة خفيفة ، وبعد إجراء الكشف الطبي عليهم من والدهم تبين أنهم يعانون من نزلة برد عادية وبداية إحتقان في الحلق، وقام الأب بإعطائهم العلاج اللازم لتلك الحالات فتم تحسن الحالة وانخفاض درجة الحرارة ووجه الأم لمتابعة مواعيد العلاج وضرورة تقديم السوائل الدافئة لهم لحين تمام التعافي.
وهنا أخذت تراود الطبيب (معاذ) الهلاوس والخيالات هل كان يعيش في حلم أم أنه يعيش في الواقع. أم أنه يعيش في الواقع و يراوده الحلم، وما بين حلم وحلم يقع واقع نعيشه وواقع نسعى لتحقيقه لذا لا تفقد الحلم ولا تتنازل عن محاولة تحقيق حلمك
ولكن للأسف لم يستطع (معاذ) أن يجيب على أسئلته ولم يستطع أن يطمئن نفسه. فهل وجد العلاج وتم تكريمه أم أنه يسعى لتحقيق النجاح في إيجاد العلاج. وكلاهما نجاح فهل وصلت لإجابة تستطيع بها أن تقنع (معاذ) أين هو بين الحقيقة والحلم وأين يعيش هو الآن……..؟؟ وربما كانت الأيام القادمة تحمل مفاجآت بالنسبة له فلننتظر ونعلم ما حدث وما سيحدث معه.