زعيم المسرح الفكاهي نجيب الريحاني… سطور من حياته
تقرير: ثريا الصاوي
شارلي شابلن العرب، عاشق الفن منذ صغره كان الشئ وعكسه هو الذي زهد المال وهو أيضاً معلن عن إفلاسه، أساس الكوميديا المصرية، أكد كبار النجوم إنهم خرجوا من مدرسة الكوميديا الخاصة به لكنه أستاذ الكوميديا هو الضاحك الباكي نجيب الريحاني.
ولد نجيب إلياس ريحانة الشهير باسم نجيب الريحاني 21 يناير 1889، في زمن الخديويَّة، لأب عراقي كلداني وأم مصرية، بدأ يظهر حبه للتمثيل وإلقاء الشعر منذ الصغر.
من مذكرات نجيب الريحاني
عام 1931 التقى الريحاني بعرافة وأقسم الريحاني إنه طوال حياته ما زال يجتاز من أدوار حياته مراحل تنبأت له بها العرافة، وقالت له إن حالة تستبدل وسينتقل من فقر إلى غنى، ومن غنى إلى فقر ثم يعود للغنى مرة أخرى، كما أخبرته أمورًا وقعت بحذافيرها بعد سنوات.
روى الريحاني في مذكراته تأثريه بكلمات العرافة، التي أخبرته بأنه سيتعرض لحادث سيارة، لكنه لن يُصاب بسوء ورغم ذلك ظلت هذه كلمات العرافة تطارده، وقرر ألا يقود يومًا سيارة، بل كان يفضل اللجوء لـ”الحنطور” على التاكسي أو سيارة أحد من أصدقائه.
قال” تنبأت العرافة بأن هناك تصادمًا سيحدث لسيارة أكون فيها، ومع أنها ذكرت لي أن ربنا إن شاء الله يجيب العواقب سليمة، إلا أنني خشيت من ذلك اليوم، فامتنعت عن اقتناء سيارة لنفسي، كما أنني إذا دعيت لركوب إحدى سيارات الغير أو حتى سيارة تاكسي، أتوسل إلى السائق بكل عزيز لديه أن يرحم شباب العبد لله، وأن يسير على أقل من مهله، لأني مش مستعجل أبدًا”.
أضاف “مش مستعجل هذه.. أقولها دائمًا كلما ركبت سيارة، حتى ولو كان باقي على القطار الذي سأسافر فيه دقيقة واحدة.. وكلمة في أذنك أيها القارئ الحبيب لم أقلها لغيرك والله إلى اليوم. تلك هي أنني أفضل دائمًا ركوب عربات الخيل، لا رفقًا بالعربجية بل حرصًا على حياتي الغالية”.
واستكمل” الريحاني حديثه عن العرافة في مذكراته، التي نشرتها دار الهلال: “هذه السيدة أخبرتني بأشياء حدثت لي في الماضي، كما لو كانت معي، وأنها قصت علي ظروفًا خاصة اجتزتها بنفس النمط الذي ذكرته، حقا لقد خلبت عقلي بما ألقت إلى من تاريخ حياتي الماضي، وتركتني ذاهلًا أفكر كيف يمكن لامرئ، مهما بلغ علمه أن يقف على مثل هذه التفاصيل الدقيقة المدهشة”.
سر بكاء نجيب الريحاني في فيلمه الأخير
كشف الموسيقار محمد عبدالوهاب في لقاء تليفزيوني نادر، أن الأمر بدأ عندما استعد الريحاني لتصوير مشهد فراق ليلى مراد بعد أن تعلق قلبه بها، وطلب مخرج الفيلم أنور وجدي من الريحاني استخدام “الجليسرين”، ولكن الفنان الراحل رفض ذلك وطلب أن يمكث وحيداً بإحدى الغرف لدقائق قليلة.
ليخرج الريحاني غارقاً في دموعه، وعندما سأله أنور وجدي كيف فعل ذلك، أخبره بأنه تذكر شقيقه الذي خرج يوماً ما من منزلهم ولم يعد.
حكاية الكلبة “ريتا”
كان الريحاني يصف كلبته أنها أصدق مخلوق قابله في حياته، وشريكته في كل شيء حتى أنها كانت تذهب معه إلى كل مكان، سواء خلال التصوير وعندما يذهب إلى المصيف.
وفي مرة سافر الريحاني إلى خارج مصر وأمر العاملين في المنزل برعايتها، تأخر عليها قليلا وعندما عاد ابتعدت عنه لتوضح له حزنها وغضبها منه، وبعد فترة ماتت “ريتا” وحزن عليها الريحاني كثيرا، وكتب مقالا عن وفاتها.
رثاء نجيب الريحاني نفسه
وقبل رحيل نجيب الريحاني بأيام قليلة، قام برثاء نفسه وكتب قائلًا: مات نجيب.. مات الرجل الذي اشتكى منه طوب الأرض وطوب السماء، إذا كان للسماء طوب.. مات نجيب الذي لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب.. مات الرجل الذي لا يعرف إلا الصراحة في زمن النفاق ولم يعرف إلا البحبوحة في زمن البخل والشح.. مات الريحاني في 60 ألف سلامة.
وفاة نجيب الريحاني
توفى نجيب الريحاني أثر إصابته بمرض التيفود، عام 1949 قبل إتمام مشاهده الأخيرة من فيلم “غزل البنات” أمام المطربة ليلى مراد والفنان أنور وجدي، وهو ما جعل أنور مخرج الفيلم يضطر لتغيير النهاية.