عالم الفنمقالات

“سارة مكاتب” .. شخصية توكسيك سامة أم ضحية

“سارة مكاتب” .. شخصية توكسيك سامة أم ضحية

"سارة مكاتب" .. بقلم/ مصطفى الزريقي
أروى جودة

كتب/ مصطفى الزريقي

لم يكن اختيار الأستاذ “محمد سامي” مؤلف ومخرج مسلسل نعمة الأفوكاتو لشخصية “سارة مكاتب” عبثيًا أو محض الصدفة فعلى الرغم من كونها شخصية ثانوية بالمسلسل إلا أنها أوجدت لنفسها وقعا في النفوس وتفاعل لدى الجمهور فهناك من يراها ضحية لظروف وأوضاع إجتماعية وفريق آخر يراها شخصية انتهازية كإحدى الشخصيات “التوكسيك” السامة.

من منا لم يتصادم أو يتصادف ولو قدرًا مع أمثال شخصية سارة مكاتب، أكاد أجزم أنه لا تخلو مؤسسة أو شركة من وجود شخصية سارة مكاتب تلك الشخصية الانتهازية الطموحة الذكية التي لا تتوانى في البحث عن فرص لتحقيق أهداف ومصالح شخصية ولا يهم إن كانت على حساب الآخرين، فهي مُتملقة تسعى جاهدة لكسب ثقة من حولها وبخاصة رؤسائها فتظهر الإعجاب والتقدير ليهم وان لم تكن صادقة، لا يصمت لسانها عن ترديد “أنت أفضل مدير تعاملت معه على الإطلاق”
وأخرى “لولا وجود سيادتكم ما بقيت في هذا المكان وللحظة” وما إن يتغير المدير أو الرئيس حتى يتغير ولاؤها هو الآخر فتلك الشخصية غير مخلصة البتة فولاؤها يتلون كالحرباء وفق مصلحتها.

لا تهاب من المخاطر تخطو خطواتها بكل جرأة ولا يهم إن كانت تلك الخطوات أخلاقية أو غير ذلك ما يهم وصولها لمبتغاها.

تكشر عن أنيابها إذ ما لمحت من قريب أو بعيد من تسول له نفسه تهديد كيانها أو الوقوف أمام ما تنوي القيام به، فتكون مشحونه بمشاعر الغضب والاستياء ولا مانع لديها من إلصاق التهم بالآخرين والتنكيل بهم
فلها القدرة على تحويل بيئة العمل إلى وكر ملىء بالمشاحنات والتوتر والقلق مستخدمة لغة التهديد لفض أي نقاش لصالحها، تستخدم الإهانة والتنمر فهي بارعة في إستخدام تلك اللغة مما يدفع بالخصم إلى الغضب والاندفاع في بعض كثير من الأحيان فيقع في شِركها بكل سهولة لتنقض عليه وهي تستمتع بذلك دون أي مشاعر للذنب تجاهه.

شخصية سارة مكاتب أو الشخصية الانتهازية لديها القدره على التكيف في أسرع وقت شعارها “مات الملك يحيا الملك”
بارعة في التجسس وجمع المعلومات عن زملائها ومديريها ونشر الأخبار بطريقة سلبية ولا تستطيع فعل ذلك كله بنفسها دون أن يكون لديها أتباع ومريبين يطوفون حولها يتناقلون لها الأخبار فنظراتها تقول “إن لم تكن معي فأنت ضدي”
وفي النهاية يتقاسمون الولائم كل حسب قدرة وقيمته في القطيع

“خطافة رجالة” مصطلح الشعبي متناقل من الإرث الشعبي تلك الشخصية لديها مهارات إغرائية تجذب الرجال وتغويهم مستخدمة جاذبيتها الجسدية، قد تكون باحثة عن الحب الإهتمام أو الأمن وطبعا المال لا يمكن إنكاره، لا تضيع وقتك في معرفة السبب والدافع لسلوكها فقد يكون دفينا وما أنت ببالغة إلا بشق الأنفس، فهي متلاعبة وغير أخلاقية فتصل لدور العشيقة دون عناء.

شخصية سارة مكاتب كفيلة للأضرار بسمعة المؤسسة أو الشركة وفقدان الثقة بفريق العمل فيما بينهم نظرًا للإساءات والأخبار السلبية وترديدها المستمر تحت عنوان “ده مش كلامي ده كلام المدير” ولا أخفي عليكم سرًا فقد لا يكون للمدير علم بما يدور ويشيع بين فريق العمل ، فهذا كله يؤدي بالنهاية إلى هروب الكفاءات والمخلصين مما يترتب علية إنخفاض الإنتاجية وتقسيم فريق العمل إلى فرق وأحزاب متناحرة.

كن حذرًا من شخصية سارة مكاتب
فوضع الحدود مهم معها وتحديد الأدوار مما لا يسمح بالتوغل والانتشار وفرض السيطرة فيما لا يعنيها.
عليك ألا تشارك معلومات سرية تخص الشركة أو معلومات شخصية مهمة معها فقد تستغلها ضدك.

التأكد من سير العمل ومراقبة مؤشر الإنتاج وتطبيق استبيانات الرضا الوظيفي.

الإطلاع على نتائج التحقيقات بنفسك وحوط نفسك بالثقات الصادقين المخلصين.

نموذج سارة مكاتب إحدى الشخصيات التوكسيك السامة التي تحول بيئة العمل لساحة نزال وعراك فترى نزيف الدماء على كل صعيد، إلا أن دور السكرتيرة الإيجابي لا يمكن لعاقل إنكاره فهي تعمل على إنجاح أي مدير لما لها من دور في العمل الجاد والتفاني وإنجاز المهام، فهي مصدر للمعلومات حول الشركة والموظفين والعملاء تستطيع ترتيب أولويات النقاش في الإجتماعات ودورها في التفكير الإبداعي وتقديم الحلول للمشكلات مما يسمح في انجاح المؤسسة.

 

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى