سبب شهرة “ابراهيم جكلة” في فيلم المليونير
كتبت / مادونا عادل عدلي
“وسع وسع للعقلاء” بهذه الجملة اشتهر «نيرون» أو «إبراهيم جكلة» في فيلم المليونير، صاحب موهبة الغناء والمنولوج، الذي عاش لسنوات يتنقل من محافظة لمحافظة لإبراز موهبته في الإلقاء والغناء، وكانت منصته الأساسية هي محافظة الإسكندرية عروس البحر المتوسط، التي سنحت له في الظهور أمام جمهور كبير.
ميلاده ونشأته
في يوم 10 يناير من عام 1898 وُلد إبراهيم فوزي الشهير بـ «إبراهيم جكلة» في قنا لأسرة نوبية، عاش إبراهيم، الذي يعرفه الجمهور بإسكتش العقلاء في فيلم المليونير، وقضى السنوات الأولى من حياته في صعيد مصر، قبل أن ينتقل مع أسرته إلى الإسكندرية التي عرف فيها حب التمثيل والإلقاء، خصوصا بعد أن وجد نفسه ساعيا وراء أغلب الفرق التي كانت تحل على الإسكندرية لتقدم عروضها الجديدة.
مسرح مصنوع من الصناديق الخشب في الشارع
عام بعد آخر زاد تعلق إبراهيم بهذا العالم، وفي عام 1905 وقف فوزي وكان عمره وقتها 7 سنوات على مسرح مصنوع من الصناديق الخشب في الشارع لكي يغنى ويلقي الشعر، وبعد عدد آخر من السنوات، وقف إبراهيم في الشارع نفسه لكي يلقي مونولجات من تأليفه وتلحينه مقابل تذاكر كان يصنعها من كراسته ويبيعها بملاليم، والغريب إن أهل الشارع كانوا يشترون التذاكر لمشاهدته.
بعد فترة ومع ثورة 1919 بدأ جكلة في إلقاء المونولوجات الوطنية التي ألهب بها حماس الجماهير لتخرج في المظاهرات المشتعلة وقتها، وبعد أن هدأت الأوضاع في مصر كوّن أول صهبة أو فرقة بإسمه وكانت تضم شكوكو، سيد سليمان، فايد محمد فايد، والمطرب المنتسب وقتها محمد فوزي وجميعهم حققوا نجاحا كبيرا في فرقة جكلة.
ولم يكن إبراهيم فوزي ممثلا فقط أو ملقيا للمونولجات وإنما كان مطربا وملحنا، وتقول عنه مجلة الكواكب إنه «كان علما من أعلام الموسيقى الشرقية، لدرجة أنه كان في فترة من الفترات منافسا لسيد درويش، وكان عبدالوهاب يحفظ كل ألحانه في بداياته، بينما كانت أم كلثوم في بدايتها تتجنب مقابلته حتى لا يُسمعها نقده القارس».
أفلام إبراهيم جكلة
وقد وضع إبراهيم جكلة اسمه كملحن على 7 أفلام أشهرها : «اليتمتين ـ عنتر وعبلة ـ على مسرح الحياة ـ ضحايا المدنية ـ أحب البلدي»، وبحسب مجلة المصور «كان أجره عن اللحن 100 جنيه، وأصحابه يقولون إنه كسب من الفن أكثر من 100 ألف جنيه أنفقها على حياته البوهيمية».
وبحسب مجلة الكواكب، في أيامه الأخيرة عانى إبراهيم فوزي من المرض، وكان كلما يصاب بمرض يعجزه عن العمل ويضطر إلى دخول أحد المستشفيات المجانية ليعالج نفسه، ولا يغادره إلا وقد حطمه المرض وأضعف صحته، وقد اضطر ذات مرة تحت ضغط الحاجة أن يعمل في الفرق المتجولة وأن يلحن الأغانى للصالات، وذات يوم كان يسير في الطريق فقابل نجيب الريحاني فتقدم نحوه ليحييه، فرد الريحاني تحيته بعدم اكتراث، فقال له إبراهيم «أنت مش عارفني يا سي نجيب.. أنا إبراهيم فوزي؟»، فرد نجيب إبراهيم فوزي حبيبيى وأخويا، أنت فين؟ وإيه اللي غير شكلك كده؟».. وتعانق الاثنان وبكيا بكاء حارا، ثم روى له إبراهيم فوزي آلامه وأحزانه التي لم تنقطع حتى وفاته في 13 يوليو من عام 1959».