مقالات

ستجد من يحبك بكل عيوبك بقلم: إيمان البحر درويش

ستجد من يحبك بكل عيوبك بقلم: إيمان البحر درويش

ستجد من يحبك بكل عيوبك بقلم: إيمان البحر درويش
إيمان البحر درويش

 

” ليس الحب أن يكون المحبوب بلا عيوب، بل الحب أن يكون المحبوب محبوباً رغم كل عيوبه ” 

كلٌ منا لديه نقاط ضعف ولا يوجد انساناً مثالياً فالكمال لله وحده ه. ولكن هذا الضعف وهذه الهفوات وكل ما نمر به في حياتنا تصقل الشخصية وتزيدها خبرة وجمالاً وتصنع حياتُنا بطريقة عجيبة ومثيرة

عليناً أن نتقبل بعضنا البعض على، ما نحن فيه دون كذب أو تمثيل فلا يوجد بيننا من هو مثالياً !؟.. وعلينا اختيار الصادقين ولا تسامح لمن يتعمد ايذاء أحاسيسك وشعورك لأن الخطأ هنا ليس عن جهل او عدم قصد بل هو متعمد فلن يفيد التسامح مع تلك القلوب الحقيرة التي تتعمد إيذاء شعور غيرها وهو يعلم تمام العلم انه يؤذيك.

ستجد من يحبك بكل عيوبك بقلم: إيمان البحر درويش
إيمان البحر درويش

ومصداقاً لقول الحق تبارك وتعالى 

” إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب ” أي يعتذر وبسرعة حتى لا يترك أثراً سيئاً في قلبك فترة أطول ” فنلتمس له العذر أما من يتعمد الجرح. وهو يعلم جيداً انه يؤذي شعورك فإن من قمة الغباء أن تنتظر نتيجة مختلفة من شخص منحته كثيراً من الأعذار رغم تكراره لنفس الأخطاء وتنتظر منه نتيجة مختلفة …  هذه القصة المقتبسة الرائعة 

الإناء المشروخ

كان عند إمرأة صينية مسنة إناءين كبيرين تنقل بهما الماء، وتحملهما مربوطين بعامود خشبي على كتفيها. وكان أحد الإناءين به شرخ والإناء الآخر بحالة تامة ولا ينقص منه شيء من الماء..

وفي كل مرة كان الإناء المشروخ يصل إلى نهاية المطاف من النهر إلى المنزل. وبه نصف كمية الماء فقط، ولمدة سنتين كاملتين كان هذا يحدث مع السيدة الصينية، حيث كانت تصل منزلها بإناء واحد مملوء وآخر به نصفه..

وبالطبع كان الإناء السليم مزهواً بعمله الكامل، والإناء المشروخ محتقراً لنفسه لعدم قدرته وعجزه عن إتمام واجبة… وفي يوم من الأيام وبعد سنتين من المرارة والإحساس بالفشل تكلم الإناء المشروخ مع السيدة الصينية..وهمس لها : أنا خجل جداً من نفسي لأني عاجز، ولدي شرخ يسرب الماء على الطريق للمنزل..

فابتسمت المرأة الصينية وقالت : ألم تلاحظ الزهور التي على جانب الطريق من ناحيتك وليست على الجانب الآخر..؟؟!!

أنا أعلم تماماً عن الماء الذي يُفقد منك ولهذا الغرض غرست البذور على طول الطريق من جهتك حتى ترويها في طريق عودتك للمنزل..

ولمدة سنتين متواصلتين قطفت من هذه الزهور الجميلة لأزين بها منزلي، فإن لم تكن أنت بما أنت فيه، ما كان لي أن أجد هذا الجمال يزين منزلي..

لذا ابذر الخير فوق أي أرض وتحت أي سماء ومع أي شخص، ازرع جميلاً ولو في غير موضعه فلن يضيع جميل أينما زرع.. فما أجملَ العطاء، فقد تجد جزاءه في الدنيا

 أو يكون لك ذخراً في الآخرة..فكما تدين تدان والديان لا يموت سبحانه سيردها بالتأكيد لك …

  فقد يكون عيبك ميزة عظيمة عند إنسان يقدرك في الوقت الذي يلومك عليه الناس، فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها..

هناك فن ياباني اظن اسمه كينتسوجي، يستخدمون الزهريات الخزفية المحطمة ويرممون شروخها بالذهب، فتصبح أغلى ثمناً وأعظم قيمة 

وهذه هي تجاربنا في الحياة تزيدنا جمالاً وروعة إذا ما تعلمنا من أخطائنا. وألا نثق أبداً بمن خان ثقتنا أكثر من مرة 

ستجد من يحبك بكل عيوبك بقلم: إيمان البحر درويش
إيمان البحر درويش

                                 

 

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى