سن الأربعين .. حين تُولد المشاعر من جديد

كتبت/ دنيا أحمد
يعتقد كثيرون أن مشاعر الحب والانفعال تبهت مع مرور السنوات، وأن الشغف يذبل مع نضوج الإنسان. لكن الحقيقة أن سن الأربعين قد يكون أكثر المراحل عُمقًا وصدقًا في التعبير عن المشاعر. هو العمر الذي تستيقظ فيه القلوب بعدما أنهكتها الحياة… فتُولد من جديد.
يمكن وإحنا في سن الأربعين بنستغرب ليه مشاعرنا قوية بالشكل ده… ليه بنحب كأننا مراهقين، ونشتاق كأنها أول مرة نحس بالاشتياق؟

الحقيقة إن سن الأربعين مش مجرد رقم، ده مرحلة فيها القلب بيصحى من جديد. بعد سنين طويلة من الانشغال بالمسؤوليات، الضغوط، والأدوار الاجتماعية، بيبدأ الإنسان يسمع صوته الداخلي من جديد، ويحس بنبض قلبه اللي كان ساكت وسط الزحام.
في الأربعين، بنكون عرفنا نفسنا أكتر. بنفهم مشاعرنا، بنقدّر الحنية، وبنشتاق للحب الحقيقي اللي بيطبطب على روحنا. مشاعرنا بتكون أنقى، لأننا مش بندوّر على شكل… إحنا بندوّر على جوهر. على دفء حقيقي، على احتواء بصدق، على كلام من القلب بيوصل للقلب.

بنحب بعُمق… لأننا جرّبنا البُعد، والوحدة، والسكون. وبنزعل بصدق… لأننا بقينا أوعى، وعارفين إن الوقت مش كتير. بنعيش اللحظة كأنها هدية، وبنتمسك بالسعادة كأننا لقيناها بعد بحث طويل.
سن الأربعين مش نهاية… ده بداية جديدة. بداية لحب أقوى، لمشاعر أصفى، لحياة أهدى، وأحلام أنضج. هي المرحلة اللي فيها بنعيش الحقيقة… من غير أقنعة، ومن غير خوف.
في الأربعين… القلب بيحكي، والروح بتختار، والعقل بيصدّق إن السعادة ممكنة… مهما تأخرت.






