أفلام ومسلسلاتعاجلعالم الفن

سوق الكانتو وتفسير كلمة “طاسة الخضة”

سوق الكانتو وتفسير كلمة “طاسة الخضة”

سوق الكانتو وتفسير كلمة طاسة الخضة
سوق الكانتو

بالرغم من أن أحداث مسلسل “سوق الكانتو” تدور بين القاهرة والإسكندرية في ثلاثينيات القرن الماضي، أي في عصر حديث، أظهرت أحداث المسلسل في الحلقة العاشرة تمسك المجتمع في ذلك الوقت ببعض الموروثات المغرقة في القدم ومنها “طاسة الخضة”، التي لجأت إليها أسرة المعلم حسنين القماش لعلاجه من حالة هذيان أصيب بها.

جاء استخدام طاسة الخضة في المسلسل من خلال مشهد الوعكة الصحية التي أصابت حسنين القماش (عبد العزيز مخيون)، وسارعت ابنته نبوية (سلوى عثمان) إلى اللجوء لطاسة الخضة، أملا في شفائه من مرضه المفاجئ.

وبالفعل، توقف المعلم حسنين عن الهذيان بعد أن قدمت له حفيدته فاطمة (مها نصار) طاسة الخضة ليشرب منها، وبدأ يكشف لها العديد من أسرار ماضيه، فما هي طاسة الخضة التي كثيرا ما نسمع عنها؟

حسب دراسة نشرتها عام 2005 مجلة مرکز الدراسات البردية، الصادرة عن مرکز الدراسات البردية والنقوش بجامعة عين شمس، تعد طاسة الخضة المعروفة أيضا بالصحن أو بطاسة الرجفة أو الطربة أو الشفاء إحدى وسائل العلاج الشعبي التى أقبل عليها الناس إقبالا منقطع النظير منذ قرون، وهي عبارة عن أوانٍ صغيرة يتراوح قطرها ما بين 10 و 20 سم، ويتصل بها عادة من الداخل سلسلة تشتمل على قطع صغيرة من الحديد.

وقد حفظت المتاحف في مصر وخارجها نماذج قديمة من طاسة الخضة تعود لقرون مضت، ويفهم من النقوش والكتابات الواردة عليها أنها كانت تملأ بالماء، أو بالماء المخلوط بالزعفران، أو بالماء الحار، أو الزيت، أو اللبن، وتترك مكشوفة فى الهواء الطلق ليلة بأكملها، وفي الصباح يشرب المريض ما فيها، ويكرر هذا العمل ثلاث مرات حتى يزول المرض أو الألم.

وتدل نقوش تلك النماذج من طاسة الخضة على أنها كانت تستخدم لعلاج عدد كبير من الأمراض، ومنها السموم ولسعة الحية، وقرصة العقرب، والحمى، وعضة الكلب المسعور، والصداع النصفي، والإسهال، ولوقف النزيف وأوجاع القلب والصرع، ونزلات البرد والبواسير والرمد، والعديد من الأمراض الأخرى.

ولم يقتصر اللجوء لطاسة الخضة على علاج الأمراض البدنية، بل كانت تستخدم أيضا لإبطال السحر والحسد، وعلاج الشعور بالقهر وتأثير الأرواح، بل إنها استخدمت في سباقات الخيل وللصلح بين الأقران، ومنع سرقة البيوت وغرق المراكب!

كما لم تقتصر طريقة استخدام طاسة الخضة على شرب ما فيها، ومن الطرق الأخرى التي ذكرتها نقوش طاسة الخضة استنشاق ما فيها، والاستحمام وغسل الوجه بمحتوياتها، أو رش محتوياتها على الجسم أو على البيت، وفي كثير من الأحيان كان يكتفى بوضعها بالقرب من رأس المريض.

وتتميز طاسات الخضة المحفوظة حتى اليوم بكتابة آيات قرآنية من العديد من السور عليها، كما أن استخدامها لم يقتصر على الطبقات الشعبية، وشاع اللجوء إليها بين الطبقة الحاكمة في عصور قديمة كعصر المماليك وعصر الدولة الأيوبية والدولة العباسية.

 

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى