سيد حجاب.. شاعر العامية الذي غنّت مصر بأشعاره وخلّد الوجدان الشعبي

كتبت / مايسة عبد الحميد
في مثل هذا اليوم، 23 سبتمبر، وُلد صوت مصر الشعري الفريد، الشاعر الكبير سيد حجاب (1940 – 2017)، الذي ترك للأجيال تراثًا لا يُمحى من الشعر العامي والأغاني الخالدة التي عاشت في ذاكرة المصريين. شاعرٌ بدأ رحلته من مدينة صيادين صغيرة على بحيرة المنزلة، ليصبح أحد أبرز الأصوات التي ترجمت مشاعر الناس البسطاء في قصائد وأغانٍ صنعت وجدان أمة كاملة.
وُلد سيد حجاب في مدينة المطرية بمحافظة الدقهلية عام 1940، وسط أجواء بسيطة ألهمت وجدانه الشعري منذ طفولته. كان والده أول من لفت انتباهه لعالم الشعر من خلال الجلسات الشعبية على المصطبة في ليالي الشتاء، حيث كان الصيادون يتبارون في إلقاء الشعر. هناك، بدأ الفتى الصغير يكتب محاولاته الأولى، قبل أن يكشف لوالده عن أول قصيدة له بعنوان “نبيل منصور”، فشجّعه على الاستمرار.

لاحقًا، صادف معلمًا آخر هو شحاتة سليم، مدرس الرسم والمشرف على النشاط الرياضي في مدرسته، الذي علّمه كيف يترجم مشاعر الناس من حوله إلى قصائد حقيقية. أما مدينته المطرية فقد تركت بصمتها الواضحة في ديوانه الأول “صياد وجنية” عام 1964، الذي احتفى به الوسط الثقافي في مصر منتصف الستينيات.
في مسيرته، التقى بالشاعر عبد الرحمن الأبنودي، ثم بأستاذه الكبير صلاح جاهين، الذي تنبأ له بمستقبل شعري مؤثر، وهو ما تحقق بالفعل عبر دواوينه وأعماله المتنوعة، سواء في الإذاعة أو المسرح أو السينما والتلفزيون. كتب سيد حجاب تترات خالدة لمسلسلات رمضان، وأشعار الفوازير لشريهان، وأغانٍ حفظها الجمهور لعفاف راضي، علي الحجار، سميرة سعيد، محمد منير، وغيرهم من عمالقة الغناء.
كما ارتبط اسمه ببرامج إذاعية مميزة مثل “بعد التحية والسلام” و*”عمار يا مصر”*، وشارك في كتابة مسرحيات وأعمال درامية تركت أثرها الكبير.
ومن أبرز إصداراته: “صياد وجنية” (1964)، الأعمال الشعرية الكاملة (1986)، و*”مختارات سيد حجاب”* (2005). وقد توّجت مسيرته بالحصول على جائزة كفافيس الدولية تقديرًا لإبداعه الشعري الذي عبر حدود الزمان والمكان.
رحل سيد حجاب عن عالمنا في 25 يناير 2017 عن عمر ناهز 77 عامًا، بعد أن قدّم لمصر والعالم العربي إرثًا أدبيًا يظل شاهدًا على شاعر عاش ليغني بلسان الناس ويحكي قصتهم.





