“سينما الحناجر … والخناجر”.. بقلم: عمرو نوار
فى الوقت الذي نجحت فيه مصر فى القضاء على العشوائيات “جغرافيا” الا أنها للأسف لم تنجح فى القضاء عليها “ثقافيا” وأصبح “طريق مصر الثقافى” مليئا بالعثرات والمطبات الصناعية… واحد من أهم منتجات هذه العشوائيات الفنية هم أصحاب “المحمية الفنية” المتصدرين شاشات السينما والتليفزيون والبرامج على القنوات الفضائية الحكومية والخاصة …تبدأ القصة بما يسمى ” ورشة كتابة” وهي في واقع الأمر “غرزة كتابة” حيث يتم “لّف” السيناريو في “سيجارتين” مع موجات “الدخان الازرق” ” والذي سيكون في الأغلب خناقتين في حارة وصراخ والبطل الرئيس في الأغلب يمتلك هاتين الأداتين الحناجر والخناجر ….
وحيث إني أحد مدمني “ماسبيرو زمان ” يروعني الفارق الهائل بين ممثلين “زمان” و”الان” ليس فقط في “موهبتهم” الفنية ولكن فى حواراتهم عبر البرامج التي تبثها القنوات الفضائية … سيلفت نظرك فى البداية النبرة الصوتية لفنانين الزمن الجميل .. هدوءهم وثقافتهم وإطلاعهم الموسوعي وثقافتهم العالية… نحن أمام ثلاثي راقي يتكون من مذيع راقي وضيف راقي ومشاهد راقي .. ومؤخرا أطلعت آسفا على تسجيل مصور لهذا الممثل أحمد العوضي فهالني ماسمعت وهالني ما رأيت …لغة أقل ماتوصف بها أنها لا تليق أبدا بفنان هو في الاصل “قدوة” .. على الأقل لمتابعيه من الشباب … فهو يستعمل ألفاظ من نوع “بايع رقبتى” و”نسوان” بل ويحرض الشباب فى التسجيل الشخصي على العنف والبلطجة وغيرها مما لا يليق أبدًا بفنان علم أو جهل ان الفن رسالة سامية تهدف إلى الرقي والتسامح وتدعيم القيم الأخلاقية الاجتماعية…
وإذا كان المشهد داخل إطار عمل فني فى سياق الدراما فنحن نقبل لانه يتقمص شخصية بطلجي محرض على العنف ويستعمل ألفاظا تستدعيها الشخصية ولكن ان يكون تسجيلًا شخصيًا مباشرا للجمهور بهذه الألفاظ وهذا الأسلوب فهو من غير المقبول أبدًا…. والحقيقة مازال لدي أمل ان ينتبه هؤلاء ومن وضعتهم الأقدار في صدارة الفن السينمائي والمصري لحكمة لا يعلمها الا الله على الأقل ان ينتقوا ألفاظهم وموضوعاتهم ليساهموا فى تحقيق الرسالة الفنية الحقيقية ..ورغم يقيني انه لن يحدث وان هذه النصيحة هي ضد التيار و “ماتوكلش عيش” حتى أنى فكرت ان يكون عنوان مقالى هو “القربة المخرومة” ولكن لأنها مصر ولأنهم مصريين نتاج هذا الشعب العظيم فساغنى وأردد مع سيدة الغناء العربي … الأمل لولاه عليا ..كنت فى حبك ضحية …يامصر الجميلة .