شخصيات مضيئة: اللواء محمد الشريف

بقلم: هيثم السناري
تعلّم فليس المرءُ يولد عالمًا
وَلَيْسَ أخو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلُ
وإنَّ كَبِيرَ القَوْمِ لاَ عِلْمَ عِندَهُ
صَغيرٌ إذا الْتَفَّتْ عَلَيهِ الْجَحَافِلُ
وإنَّ صَغيرَ القَومِ إنْ كانَ عَالِمًا
كَبِيرٌ إذا رُدَّتْ إلَيْهِ المحَافِلُ
النجاح هو رحلة المثابرة والإيمان بالنفس وتحويل الأحلام إلى واقع. تتجسد معانيه في مقولات خالدة مثل: من جدّ وجد، والإصرار والمثابرة سر تحقيق الأهداف، والفشل ليس النهاية بل خطوة نحو التفوق. فالنجاح لا يُقاس بالمال، بل بالجهد والإبداع، والعقبات تصنع إنسانًا أقوى، والتخطيط والعمل والصبر هي أصول كل إنجاز.
وقد أرشدتنا النصوص القرآنية والسنّة النبوية إلى فضل العمل في الدنيا والآخرة، فليس العمل مجرد وسيلة للكسب، بل عبادة يتقرب بها الإنسان إلى الله، فينال بها الأجر والثواب.
اللواء محمد الشريف: مسيرة حافلة بالإنجازات
الخلفية والتعليم
اللواء محمد طاهر الشريف، محافظ الإسكندرية، أحد أبرز القيادات الأمنية في مصر. وُلد في مدينة أخميم بمحافظة سوهاج لعائلة عُرفت بالعلم والخلق. تخرج في كلية الشرطة عام 1983، وبدأ مسيرته المهنية بإخلاص وتفانٍ، واضعًا نصب عينيه خدمة الوطن وإعلاء كلمة الحق.
المسيرة المهنية
بدأ الشريف عمله في جهاز أمن الدولة، حيث تميز بالحكمة والانضباط، مما أهّله لتولي مناصب قيادية مهمة، منها مدير أمن موانئ البحر الأحمر ومدير جهاز أمن الدولة بالإسكندرية. وفي عام 2019، تم تعيينه محافظًا للإسكندرية، ليبدأ مرحلة جديدة من العطاء في خدمة المجتمع المدني.
إنجازات اللواء محمد الشريف كمحافظ
تطوير البنية التحتية
شهدت الإسكندرية طفرة في مشروعات البنية التحتية، أبرزها تطوير شارع 45 بشرق المدينة، لتخفيف الزحام المروري وربط الكورنيش بالطرق الدولية والصحراوية والزراعية، مما ساهم في تحسين حركة النقل والمواصلات.
ملف مخالفات البناء
تعامل اللواء الشريف مع ملف مخالفات البناء بحزم ومسؤولية، مؤكدًا أن هيبة الدولة فوق كل اعتبار، وأن الحفاظ على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة واجب وطني لا تهاون فيه.
الجانب الأمني
استفاد الشريف من خبرته الأمنية الواسعة في تعزيز الأمن داخل الإسكندرية، فعمل على إعادة الانضباط والاستقرار، مما انعكس إيجابًا على حياة المواطنين وساهم في رفع مستوى الأمان بالمحافظة.
الجانب التعليمي
أولى اللواء الشريف اهتمامًا خاصًا بالتعليم، فدعم إنشاء المدارس الجديدة وترميم القديمة، وشجع على إقامة الندوات والفعاليات التي تُنمّي الوعي لدى الطلاب، إيمانًا منه بأن التعليم هو أساس بناء الإنسان.
الجانب الصناعي
سعى الشريف إلى جعل الإسكندرية مركزًا جاذبًا للاستثمار، فعمل على تهيئة المناخ الصناعي وتقديم التسهيلات للمستثمرين، مما وفر فرص عمل جديدة لأبناء المحافظة وساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي.
إن مسيرة اللواء محمد الشريف هي نموذج مضيء للعطاء والإخلاص في العمل. فقد جسّد معنى القيادة المسؤولة التي تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. وكما قال رسول الله ﷺ: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه”، فإن ما قدمه الشريف من إنجازات هو تجسيد عملي لهذا الحديث الشريف.
رحلته ليست مجرد مسيرة مهنية، بل قصة وطنية تُلهم الأجيال القادمة بأن الإخلاص في العمل هو الطريق الحقيقي إلى المجد والخلود في ذاكرة الوطن.






