شنق نفسه والجريمة صباح الخير .. مشكلة وحلها

يجيب عنها: مهاب البارودي

كتبت س ، م ، أ :
إلتقيت به عبر أحد مواقع التواصل الإجتماعي هو شاب مفتول العضلات حسن المظهر والسلوك من الآخر جان في نفسه كدة وكمان كان حبوب تدخل صفحته تلاقي كل البنات هتموت عليه .
عجبني بمجرد ما شفت صورته يومها كنت لسة في أولى جامعة. بيسمع نفس الأغاني اللي بحبها ، لا وإيه ليه بث مباشر صوت – وصوت بس – بيغني أيوة بيغني حضرتك
يااااااااااااه إزاي واحد زي دا مش مشهور ؟! ، صوته حنين ودافي .

حبيته حتى قبل ما أكلمه ! واتجرأت ودخلت أكلمه ! العجيب بأه إنه كان تقيل وبصراحة تجاهلني .
تجاهله خلاني أزداد في رسايلي وتعلقي بيه وكانت اللحظة اللي لا يمكن أنساها يوم ما دخل الصبح وكتب كلمة واحدة WFHP HGODV .

يومها أخدت الكلمة ورحت أدور على ترجمتها خاصة كل الحروف كابتال ومش مفهومة حسيت بصراحة بعد ترجمتها إنه غير مهتم في أحسن الأحوال وفي أسوأها أو أقربها للسياق بيشتمنى لكن إيه معنى شتيمته دي ؟

لا أفهم

مش فاهمة ومش عارفة ومش لاقية حاجة أرد بيها .. وبلا إرادة لقيتني داخلة أتخانق معاه يومها قلت كلام كتير وكبير. لكنه وبكل براعة الأب احتواني واعتذرلي وقالي إنه كتبها بدون ما ياخد باله إنها انجليزي. وانه كان قاصد يبعت ( صباح الخير ) .
علاقتنا بدأت فعليا من اليوم دا. حبيته بجنون قال لي يومها ان عمره 28 سنة وبحكم اني عمري وقتها 19 سنة وكام شهر حسيته كبير. لكن وماله ما بابا أكبر من ماما ب7 سنين وبيحبوا بعض جدا .
يوم ورا يوم مش عاوزة أقلك دُبت في غرامه ، لكن جائت الكارثة بعد 4 سنوات من الحب المجنون :

في يوم من الأيام سألته سؤال كان محيرني من بداية العلاقة وهو ( إيمتى هنتقابل وأشوفه سواء في مكان عام أو إنه ييجي يتقدم لي ). وكان كل مرة حجة شكل ولأني بحبه كنت ببلع الحجج الواهية دي بمزاجي. ما أخبيش عليك بدأت دماغي تودي وتجيب وفي يوم أصريت عليه ويومها سألني سؤال مفصلي وقال :

” إنتي متأكدة من حبي ولا لا ؟ ” قلتله طبعا متأكدة قال لي ” طيب هو أنا لو كنت صاحب عاهة ممكن تقبلي تتجوزيني ” قلتله طبعاً الحب هو الأساس بينا مهما حصل. وهنا فاجئني بالمفجآة اللي عمرها ما خطرت لي على بال المفآجآة اللي لجمت لساني وخلته يبعد عني وخلتني أخسر حب 4 سنين وخلتني أحس إني مش إنسانة بل حيوانة … المفاجآة حضرتك كانت إنه : حسام كان من ذوي الاحتياجات الخاصة ( قعيد ) !. الصورة صورته كل حياته حقيقية فعلاً لكنه أصيب في تدريب .
قال لي كدة وهو بيبكي وأنا وبكل غباء رديت بجملة واحدة ” إنت كداب ومش راجل ” فما كان منه إلا إنه قفل صفحته وقفل تليفونه وأخدت حبل وخنق نفسه .

دخول الأم

خنق نفسه عشان واحدة متستحقش حبه
دخلت عليه أمه أنقذته في آخر لحظة وفتحت الفون لقيت رسايلنا من 4 سنين ، حبه الجارف ليه وهوسي بيه .

اتصلت أمه بيه وقالت لي كلمة واحدة ” ابني حاول الانتحار بسببك وشنق نفسه ولحقته في اخر لحظة مش كفاية بلاء ربنا عليه روحي منك لله ” .
أنا فعلا حبيت حسام ولا زلت بحبه لكني مش عارفة ولا قادرة أوصله ، وإحساسي بالذنب هيموتني ومش عارفة أعمل إيه … يا ترى عند حضرتك حل ؟

أستاذة س ، م ، أ :

• بداية أحب أن أقول بأنك إنسانة مائة بالمائة ولست حيوانة كما سبق ونعتِ نفسك وهذا ليس مجاملة ولكن من حكايتك هناك عدة أدلة على ذلك :

1- شعور الحب الصادق لحسام قبل وبعد اكتشاف كونه كفيف شفاه الله .

2- شعورك بالذنب والندم وطلب الغفران من الله ثم من واحد من ذوي الإحتياجات الخاصة .

• ثانياً من الجاني ؟

سؤال كبير جدا رغم أنه مكون من كلمتين فقط لكن الإجابة وبالمختصر في عدة نقاط :

1- الجاني هو تلك المسلسلات والأفلام التي تجعل من نجم الشباك أو جان فتى أحلام البنات فتذهب كل فتاة للبحث عن ذلك رغم أنه مع تقدم العمر يزول ولا تبقى إلا المودة والرحمة ورجولة شريك الحياة ورعايته للفتاة .

2- الجاني هو الأسرة التي تهمل تحسس أبنائها فأين تلك الأم من ابنها المبتلى بحسب لفظها والذي تركته لمواقع التواصل الإجتماعي حتى أنها طوال 4 سنوات عمر قصة حبكما لم تجالس ابنها وتتعرف على حالته العاطفية .

3- الجاني هو المجتمع الذي جعل من ذوي الإحتياجات الخاصة عالة على الأصحاء مع العلم أن ابن ام مكتوم الأعم صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جنديا في الجيش بل وأميرا على المدينة خلفاً للنبي صلى الله عليه وسلم حين خرج ذات مرة للغزو .

أستاذة س، م، أ أنت وحسام ضحيتين لهؤلاء الجناة أما عن ما هو الحل فالحل يتمثل في الآتي :

1- محاولة الوصول عبر رقم الموبايل وصورة حسام إلى حسام بكل الوسائل. والسبل القانونية المتاحة .

2- إقناع الوالد أن يكون لحسام كشعيب لموسى عليهما السلام يعني بالبلدي كدة يروح يقول لهم المثل بيقول اخطب لبنتك. ولا تخطبش لابنك ويخطبهولك .

3- كلمة منك ستذيب جبل الجليد الذي حل على العلاقة. وقبلة في رأس حسام ويده مع إعتذار لطيف سترد الأمور إلى أصلها .

في الختام أحب أن أقول للقراء الكرام وخاصة البنات (( حبي اللي يختارهولك أبوكي مش اللي يختارهولك صاحب موقع التواصل الإجتماعي فالواقع أكثر أمانا. وضماناً وما مواقع التواصل إلا وسائل للتعارف فأحسنوا إستخدامها وأحسنوا الإختيار ))