صلاح السقا.. ساحر العرائس الذي صنع البهجة وأسس لعالم مسرحي مختلف

كتبت / نهى مرسي
تحل اليوم ذكرى رحيل المخرج المسرحي الكبير صلاح السقا، رائد مسرح العرائس في مصر وأحد أبرز الأسماء التي ارتبطت بالطفولة والفن الراقي. فقد نجح السقا خلال مشواره في أن يحول مسرح العرائس من مجرد وسيلة ترفيهية بسيطة إلى مدرسة فنية متكاملة، تجمع بين الإبداع والتثقيف وغرس القيم الإنسانية.
وُلد صلاح السقا عام 1932، وتخرج في معهد الفنون المسرحية، ثم التحق بدورة تدريبية في فن العرائس بالاتحاد السوفيتي، ليعود إلى مصر محملاً بشغف تأسيس مسرح العرائس الذي أصبح علامة فارقة في تاريخ الثقافة المصرية.
من أبرز أعماله المسرحية الخالدة الليلة الكبيرة، التي شارك في صياغتها مع الشاعر الكبير صلاح جاهين والموسيقار سيد مكاوي، والتي ما زالت حتى اليوم تُعرض وتُبهج الأجيال الجديدة بروحها الشعبية الأصيلة. كما قدم مسرحيات أخرى مثل الشاطر حسن وحمار شهاب الدين، ليؤكد أن الفن يمكن أن يكون وسيلة لتربية الوجدان وتعليم القيم.
رحل صلاح السقا عن عالمنا في عام 2010، لكنه ترك إرثاً فنياً وإنسانياً عظيماً، ليس فقط لأنه والد النجم أحمد السقا، بل لأنه أحد الذين آمنوا بأن الفن رسالة، وأن الطفل يستحق فناً راقياً يحترم عقله ويزرع داخله المحبة والانتماء.

وفي ذكراه، يظل صلاح السقا رمزاً للإبداع والابتكار، واسمًا محفورًا في ذاكرة المسرح المصري كأحد صُنّاع البهجة الحقيقيين.






