عاجلعالم الفنمقالات

صوت مصر الذى سيبقى أقوى من الزمان .. بقلم / أشرف غريب

صوت مصر الذى سيبقى أقوى من الزمان .. بقلم / أشرف غريب

صوت مصر الذى سيبقى أقوى من الزمان .. بقلم / أشرف غريب
أشرف غريب

دخلت الفنانة شادية المولودة فى التاسع من فبراير 1931 عالم الشهرة والأضواء من باب جمال الصوت , وعرفت طريقها إلى شاشة السينما عبر حنجرتها المميزة وبصمتها الغنائية التى تتفرد بها , هذه حقيقة لا خلاف عليها , ورغم أنها أثبتت فيلما بعد آخر أنها ليست مجرد صوت عابر فى مسيرة السينما المصرية مثل الكثيرات غيرها فى زمن كانت ترحب فيه السينما بالأصوات الغنائية , وأنها ممثلة من طراز فريد لا تقل موهبتها عن الأسماء الكبيرة فى عالم التمثيل إلا أنها – وهذا لا يعيبها – سوف تبقى بالأساس مطربة , وليست كأى مطربة .

صوت مصر الذى سيبقى أقوى من الزمان .. بقلم / أشرف غريب
شادية

وفى الحقيقة فإن مسيرة شادية المطربة تستدعى فى النفس بعض الأفكار والتأملات ربما لم تجتمع لغيرها من الأصوات الغنائية على هذا النحو من التفرد , فشادية – على سبيل المثال – هى الوحيدة من بين المطربين والمطربات التى اقترن صوتها باسم “مصر” حين بات لقبها الفنى ” صوت مصر ” وسط ألقاب تقليدية ومعتادة تمتع بها المطربون الآخرون على طريقة العندليب الأسمر , كوكب الشرق , موسيقار الأجيال , صوت الحب , كروان الشرق , أمير الغناء , مطربة الجيل , وهكذا , أما ” صوت مصر” فهو لقب ظل معقودا لشادية وحدها لا ينافسها عليه أحد , ويا له من شرف رفيع .
ثم أن شادية التي دخلت إلي السينما من باب الغناء وجمال الصوت تنازلت طواعية – من فرط ثقتها بنفسها وبقدراتها التمثيلية – عن ميزة الغناء في بعض أفلام الستينيات كـ«اللص والكلاب» و«الطريق» و«مراتي مدير عام» و«كرامة زوجتي» وراحت تقدم أداء تمثيليا راقيا جعل المشاهد لا يضع آية حدود فاصلة بين شادية المطربة وشادية الممثلة في خطوة جريئة لا تقوى عليها إلا فنانة واثقة فى قدراتها كمطربة وممثلة على السواء , إلا أن الأهم من ذلك هو أن تلك الخطوة كانت اعترافا لا يقبل الشك من جانب السينمائيين أنفسهم بأن هذه الفنانة أكبر بكثير من مجرد مطربة عرفت طريقها إلى شاشة السينما مثل غيرها من بقية المطربين والمطربات.

صوت مصر الذى سيبقى أقوى من الزمان .. بقلم / أشرف غريب
شادية

والمتأمل لصوت شادية يدرك أنه من أكثر الأصوات الغنائية التى انطبع عليها أثر الزمن وتقدم العمر نضجا ورسوخا وثبات قدمين , ومن ثم اختلفت شخصيتها الغنائية باختلاف المرحلة العمرية التى مرت بها , فمن الفتاة المرحة الدلوعة فى بداية مشوارها الفنى التى تغنى الأغنيات الخفيفة مثل : واحد اتنين , يا دبلة الخطوبة , حبيته وهويته , سوق على مهلك سوق , مكسوفة , إن راح منك يا عين , وحياة عينيك وفداها عينيه , إلى الصوت الشجى المشحون بالعاطفة والشجن النبيل والأداء الدرامى الأخاذ منذ نهايات الستينيات وما بعدها على النحو الذى سمعناه فى أغنيات مثل : قولوا لعين الشمس , أسمرانى اللون , غاب القمر , عالى , جاللى الوداع , أم الصابرين , خلاص مسافر , آخر ليلة , القسمة مش بالإيد , أقوى من الزمن , أصالحك بإيه .. والشىء المدهش أنها أدت اللونين بالكفاءة ذاتها , والأكثر دهشة أن جمهورها تقبل منها اللونين بكل محبة وارتياح دون أن يشعر بالنقلة النوعية التى أدخلتها شادية على أسلوب أدائها الغنائى , وهو أمر لا يمكن أن يتحقق بسهولة إلا لمطربة كبيرة تتمتع بقدر هائل من الاحترام والتقدير لشخصها ولموهبتها على السواء , ولذلك كله سوف يبقى صوت شادية لصيقا بآذاننا ومستقرا فى وجداننا مرحا كان مملوءا بالحيوية والبهجة أو شجيا مسكونا بالحزن والشجن .

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى