طالب هندسة يوفر مصاريفه ويتابع محاضراته أون لاين
متابعة/ تامر عادل
«يا معسل يا أبو حلاوة يا تين»، على عربته الصغيرة وقف ينادي على المارة والمتجولين في منطقة عزبة النخل بالمرج، يبيع تين شوكي «فاكهة الغلابة»، وفي ذهنه الكثير من الأحلام، أولها إنهاء دراسته في كلية الهندسة بجامعة سوهاج؛ ليصبح مهندسًا كبيرًا يفخر به أهله في الصعيد.
يقف كمال محمد، طالب الفرقة الثانية بهندسة الكهرباء جامعة سوهاج، يوميًا على عربة التين الشوكي من الثانية عشر ظهرا حتى بعد منتصف الليل، يبيع «فاكهة الغلابة» للمارة، منذ أن جاء القاهرة قبل شهرين.
حصل «كمال» في الثانوية العامة على مجموع 95%، ما جعله يلتحق بكلية الهندسة ويحقق حلمه، ولكنه برغم ذلك لم يجلس منتظرًا تخرجه حتى يعمل، بل تنقل بين العديد من الأعمال منذ إجازة الثانوية العامة، في أحد محلات الفول والطعمية، مرورًا بعامل بناء في العاصمة الإدارية الجديدة، بحسب حديثه: «كنت بشيل طوب وأسمنت وبتابع محاضراتي أون لاين»، وأخيرًا بائع تين على عربة «كارو».
لا يحب «كمال» أن يكون عبئا على أسرته المكونة من ولديه و4 أشقاء وفتاتين؛ إذ كان يساعد والده المزارع ساعة يوميًا في عمله بالأرض في قريتهم «بنجا»، التابعة لمركز طهطا بمحافظة سوهاج، وذلك منذ أن كان يدرس بالثانوية العامة، لافتًا إلى أن مهنته الأخيرة بالتين الشوكي عرف بها من أحد أصدقائه العاملين بها منذ فترة، ما جعله يتجه إلى القاهرة والبدء فيها بعد انتهاء عامه الدراسي بالجامعة.