سياسة

طلعت حرب.. “أبو الاقتصاد” الذي صنع نهضة مصر 

طلعت حرب.. “أبو الاقتصاد” الذي صنع نهضة مصر 

طلعت حرب

كتبت / مايسة عبد الحميد

في مثل هذا اليوم، 13 أغسطس، تمر الذكرى الـ84 لرحيل محمد طلعت بن حسن حرب، الرجل الذي لُقّب بـ أبو الاقتصاد المصري ومؤسس بنك مصر، أول بنك وطني حمل حلم الاستقلال الاقتصادي عن السيطرة الأجنبية. لم يكن مجرد رجل أرقام، بل كان عقلًا مفكرًا ومشروع نهضة يمشي على الأرض.

وُلد طلعت حرب في 25 نوفمبر 1867 بمحافظة دمياط، وتخرج في مدرسة الحقوق عام 1889، ليبدأ مسيرة مهنية متصاعدة من العمل كمترجم في الدائرة السنية، وصولًا إلى إدارة شركات كبرى مثل شركة كوم أمبو. لكنه كان يحمل حلمًا أكبر.. حلم بناء اقتصاد وطني يضاهي الأمم المتقدمة.

عام 1910، وقف في وجه الشركة المالكة لقناة السويس حين حاولت مد امتيازها 50 عامًا إضافية، فأصدر كتابه “مصر وقناة السويس”، واستطاع مع حركة وطنية واعية إحباط المشروع. ومنذ عام 1908، راودته فكرة إنشاء بنك مصري، لكن الظروف السياسية والحرب العالمية الأولى أخرت التنفيذ حتى جاءت ثورة 1919، التي كانت الشرارة الحاسمة.

نجح طلعت حرب في إقناع 126 مصريًا بالاكتتاب لإنشاء البنك، ليولد بنك مصر رسميًا في 13 أبريل 1920. لكن المشروع لم يتوقف عند البنوك، فقد أسس أول مطبعة مصرية، وشركة مصر للنقل البري، وشركات للنقل البحري والأسمنت والنسيج والأدوية والزيوت والفنادق، بل أسس أيضًا شركة مصر للطيران عام 1932 كأول شركة طيران في الشرق الأوسط.

لم يكن طلعت حرب غريبًا عن الثقافة والفنون، فأسس عام 1934 استوديو مصر لإنتاج الأفلام المصرية، وفتح الباب للمرأة في مجالات جديدة، بعد أن كان من أشد المعارضين لتحررها في بداياته الفكرية. دعَم رائدة الطيران لطيفة النادي، وغيّر نظرته لدور المرأة في النهضة الوطنية.

رحل طلعت حرب تاركًا وراءه إرثًا من المشروعات القومية والأفكار الجريئة، ليبقى اسمه شاهدًا على أن الاقتصاد لا يبنيه رأس المال فقط، بل يبنيه الإيمان بوطن وقدرته على النهوض.

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى