عاشق الروح .. بقلم : أمل مصطفى
سمعنا كثيرا اغنية للموسيقار عبد الوهاب اغنية عاشق الروح وهو يشدو ويقول :
عشقت الحب فى معبد بنيته بروحي وكياني..
وخليت الأمل راهب مالوش عندى أمل تاني.
أنور شمعتي لغيري ونارها كاوية احضاني..
وابيع روحي فدى روحي…وانا راضي بحرماني..
وعشق الروح مالوش اخر لكن عشق الجسد فاني..
ونتساءل كثيرا لماذا من بين الأرواح التى تعبرنا لا نسقط إلا على حب الروح التى لن نسكن اليها إلا بغفوتنا ؟ لماذا من بين كل الوجوه التي طرقت أبوابنا. لا نفتح سوى لوجه لا نملك ان نتأمل ملامحه؟ ولماذا لا نسقط رأسنا إلا على كتف بيننا وبينه مسافة الأرض والسماء والإحتمالات؟
عندما تعشق الروح تعبر الحدود وتلغي المسافات فتتلاقى الأرواح رغم البعد يقال ان حب البعيدين. أصدق شعور لإنه بلا لقاء ولا نظرات فما يجمع الروحين هو الحب فقط.
وفى تاريخنا المعاصر جسد الدكتور طه حسين حالة من عشق الروح لزوجته التى لم يراها. وعشقها الى ان توفاه الله ومن مقولاته فى حبها (بدونك أشعر أني أعمى حقاً. أما وأنا معك، فإنني أتوصل إلى الشعور بكل شيء، وإلى أن أمتزج بكل الأشياء التي تحيط بي ).
فالروح هى من تحب
فالحب تلك الحالة النورانية التى تشرق بها الروح وينتعش لها القلب وتسمو به النفس لا يقتصر على لقاء. بل هو حالة من حالات العشق الانساني المجرد عن كل رغبة. والحب أنواع وأشكال ليس فقط بين إثنين ربطت بينهم المشاعر الصادقة ولكن نجد سمو النفس. ورقيها بالحب الالهي وحب الله ورسوله ذلك الحب المجرد من اي شك وزيف كيف يسكن ذلك الحب خلايا النفس وتحيا به بل يجعلها تقف صامدة امام مواجهات الحياة؟
الحب هو حالة من الرُّقِي في أسمى أوجهها، عاطفة وشعور لا يمكن للكلمات وصفه باي شكل من الأشكال. فهو مشاعر غير مشروطة وغير محدودة بأي شيء فالإنسان من غير الحب حالة فردية منطفئة وعند الحب حالة نورانية مشرقة.
فعند اشراق الروح بالمشاعر وتدفق الاحساس فى العروق ونشوة القلب بالحياة وشعورك أن تكون شيئاً ثميناً. لدى شخص يخاف فقدانك يوماً حتى لو كان بعيد عنك. تزهر الحياة ويتورد ورد الحياة وتسطع الإبتسامة صافية تملأ النفس بهجة وسعادة. وأمل فى الحياة دام الله عليكم نعمة الحب والود والألفة بينكم وبين من تحبون.