عطاء الأم .. بقلم الصحفية: دعاء نصر
بمناسبة عيد الأم أود أن أكتب في هذه المناسبة كلمة لأمي الحبيبة
الأمّ هي نبع الحياة، هي بمثابة الشمس التي تنير حياتنا، وبمثابة القمر الذي يضيء طريقنا في ظلمات الحياة، هي من نلجأ لها في أشدّ المحن لتمسح الدمع والهموم عن صدورنا، هي أوّل من يفرح، وأوّل من يقف ويواسي في الحزن، فهي أعظم وأحنّ مخلوق على وجه الأرض، فمهما حاولنا أن نوفيها جزءاً من تعبها ومدى تحمّلها عجزنا عن ذلك.
فأمي هي الأم التي ضحت من أجلي ولم تبخل علي، أعطتني من صحتها ولم تحرمني من دعوتها التي تنير لي السبل وتفسح لي طريق النجاح فلولا دعاء أمي لما. وصلت لما فيه من نجاح وتوفيق من الله، فهي التي تمحو الهموم عن أبنائها فكلمة منها كفيلة بإزالة جبل من الهموم ولو كان مُطبقًا وجاثمًا على صدر ابناءها ، فـ الأم هي كل شئ في هذه الحياة، هي التعزية في الحزن، الرجاء فى اليأس والقوة في الضّعف.
ولإيماني بأن رضا الوالدين علي الابناء يجازيهم الله في الدنيا بعلو شانهم. وتطيب ذكراهم بين الناس ويبارك الله في عمرهم ويرزقهم التوفيق في حياتهم. ولان ماسأفعله مع أمي اليوم سيفعلوه أبنائي معي غداً، أجد نفسي حريصة كل الحرص علي رضاها التام. وليس هذا فقط بل لانها الأم التي تعطي ولا تنتظر أن تأخذ مقابل العطاء. وهي التي مهما حاولتَ أن تفعل. وتقدم لها فلن تستطيع أن تردّ ماقدمته ولو بقدر ذرة صغيرة فهي سبب الوجود في هذه الحياة.
فـ تضحية الأم من أجل أبناءها شيء لا يمكن لأحد أن يوفره سوى الأم لان عاطفة الأم نهر لا يجف خلقه الله بداخلها، تعطي بلا حساب ودون مقابل ، الكائن الوحيد الذي يمكنه أن يحزن من أجلك ويفرح لفرحك، فليس في الدّنيا فرح يعادل فرح الأمّ عندما يحالف ابنها النجاح.
لذلك عندما سأل أحد الرجال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحقّ الناس بحسن صحابتي؟ قال الرسول عليه الصلاة والسلام: أمك، فقال الرجل: ثمّ من؟ فقال الرسول: ثم أمك، فقال الرجل: ثم من يارسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: ثمّ أمّك، وسأله الرجل: ثمّ مَن؟ قال: ثمّ أبوك”.
لذلك أيضا فقد كان لها مكانة عالية في الإسلام وخصها ربّ العالمين -عز وجل- بثناء كبير في القرآن الكريم إذ قال: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ}،[١] وقوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا}،[٢].