عندما يكون الهروب شجاعة “جوانتانامو إسرائيل”
كتب: د. محمد كامل الباز
إنها ليست مغامرة على قناة ناشيونال جيوغرافيك ، أو فكرة فيلم فى هوليوود … ليس خيال أو دعابة ولكنها حقيقة حدثت منذ أيام فى أكثر سجون إسرائيل حراسة وأشدها مراقبة ، بالتحديد فى سجن جلبوع فى منطقة بيسان شمال إسرائيل ، أقدم ستة أسرى فى سجون الإحتلال على فعل شيء خيالي لا يصدق إلا في الروايات البوليسية ، استطاع الأبطال الفلسطينيين الهروب من السجن الأشد مراقبة عن طريقة فتحة دائرية كانت على أعماق كبيرة تم تجهيزها منذ أكثر من ست سنوات بدأت بحفر نفق أسفل مرحاض الزنزانة التي يشاركونها ليخرجوا من السجن يجدوا سيارة تنتظرهم لتنقلهم للضفة الغربية …!!
لمن لا يعرف سجن جلبوع
ليس سجن قديم ، أحدث أساليب المراقبة ، حساسات انذار ، أنظمة عزل ، نظام حماية بالكامل يجعل مجرد التفكير فى الهروب منة درب من دروب الجنون ،تم تشييدة أصلا بمساعدة خبراء ايرلنديين لخبرتهم فى تصميم السجون للجيش الانفصالى الايرلندى .
إسرائيل كانت وصلت لأقصى درجات التأمين للسجن فكان هناك تفتيشا حديثاً فى يونيو الماضى من قوات المتسادا التابعة للجيش الإسرائيلي لمكافحة الإرهاب لقطع الطريق على أى من السجناء فى التفكير فى الهرب ،فعلت كل شىء ولكن رب الكون أراد لكل ذلك التخطيط أن يصبح ولا شىء . كيف خرج هؤلاء الستة من ذلك السجن الشديد الحراسة؟.. أين وضعوا ما ردموه خلال ستة سنوات ؟. كيف لم يظهر أى أثر لفتح نفق أثناء تفتيشات الشرطة ، أين أنظمة المراقبة ؟أين أعتى وأحدث أجهزة التصنت والتجسس ؟؟.. ذهبت هباء أمام نصف دستة رجال مؤمنون بالله ،مؤمنون بقضيتهم عندهم هدف غال وثمين وهو نيل حريتهم ومقاومة المحتل ، قضى ستة رجال سنين من أجل محاولة فتح منفذ في سجن حصين ومؤصد ، وخططوا وبذلوا كل مافى وسعهم فوفقهم الله وخرجوا بالفعل من أحصن سجون الكيان الإسرائيلي فى ضربة قاسية لكل التكنولوجيا اليهودية ، قلم موجع للمنظومة الأمنية الصهيونية التى فعل بها كما فعل حسن الهلالى فى سجن بدران.
عملية جلبوع ستكون من العمليات الفدائية التى قاومت بة شعوبنا أولاد العم سام ، ستنضم لعملية الحفار وايلات ، وحروب الاستنزاف ، يجب أن يدرس فى كتب التاريخ أن ستة رجال عزل بلا اى أدوات تمكنوا من حفر نفق فى أقوى سجون الكيان الإسرائيلي على مدار سنين واستطاعوا الهروب من فتحة صغيرة فى الحجم ولكنها كبيرة فى المعنى.. رسالة وصلت للعالم كله مفادها أن هذا الشعب الابى لن يركع أو يستسلم لهذا المغتصب المحتل مهما طال الزمن ،حتى لو كانوا فى قلب سجونهم الحصينة ، فهو شعب لا يعرف الركوع لغير الله سبحانه وتعالى .
