عيد( المتنبي) الذي كان .. وعيدنا أبو الألوان
كتب / شريف محمد
مرت أيام العيد في سلام ، رغم كل ما كان فيه من آلام، لكن ما كنا نتوقع قبله أكبر وأكثر ؛ فمن منا لم يتوّقع تلك الضربات الموجِعة المُدمِرة لأهالي غزة ، ومَن مِنا لم يتوّقع كوارث التجمعات في العيد ،لكن مرّ كل ذلك على أفضل تقدير ، في ظل الجهود المُضنية من رجال الشرطة والدفاع المدني ؛
لكن ما كان يتوقعه الجميع وحدث ولا زال يحدث حالة المُعاناة التي مرت بها الكثير من الأُسر المصرية خشية الإنفاق ، أو خوف التورط في سببٍ غير متوقع للإنفاق ، فالكثيرون استعاروا ، وتسلفوا ، و استدانوا ، لتعلو ألوان العيد وجوه وملابس الأبناء ، لكن الهم يملأ القلب ، والقلق من الديون المتراكمة أفزع سُبات الآباء.
فالشوارع روادها من الشباب الصغير ، وكل ما ينفقونه وريقات معدودة ، الفتيان والفتيات في بدايات العِقد الثاني من العمر اللون الزاهي لأي عيد ، غاب منهم الكثيرون عن المشهد مستكينين خلف أجهزة المحمول أو (اللابات) أو حتى أفلام القنوات الفضائية ، بينما آثر آخرون الاستمرار في العمل ورفض الإجازة قائلين : ( هنقعد في البيت نعمل إيه؟!) ؛ ناهيك عن رجال القوات المسلحة الذين لا يعرفون ما العيد.
فكأن المتنبي الشاعر العربي الكبير منذ مئات السنين تنبأ بما نحن فيه ، وما سنؤول إليه ، من عيد رمادي بلا ألوان أو بهجة ، وذلك حين قال:
عيدٌ بأي حالٍ عُدتَ يا عيدُ
….بما مضى ، أم بأمرٍ فيكَ تجديدُ..
فعفواًأيها العيد ما عاد يعودنا عيد..
وكل سنة وحضراتكم طيبين.