عيد تحرير سيناء.. يوم الكرامة واستعادة الأرض

بقلم / د. دعاء نصر
في الخامس والعشرين من أبريل من كل عام، تحتفل مصر بذكرى من أعظم أيامها الوطنية، عيد تحرير سيناء، ذلك اليوم الذي اكتملت فيه ملحمة النضال المصري، وتم رفع علم مصر عاليًا خفاقًا على آخر شبر من أرض سيناء بعد استعادتها من الاحتلال الإسرائيلي، ليخلّد في الوجدان تاريخًا لا يُنسى من التضحية والبطولة والعزة.

طريق التحرير.. من الحرب إلى السلام
لم تكن استعادة سيناء طريقًا مفروشًا بالورود، بل كانت مسيرة طويلة من الكفاح، بدأت بالحرب المجيدة في أكتوبر 1973، التي كسرت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، وأعادت لمصر كرامتها وهيبتها، مرورًا بالمفاوضات السياسية والدبلوماسية الشاقة، والتي توّجت بتوقيع اتفاقية السلام في مارس 1979، وانسحاب القوات الإسرائيلية من سيناء على مراحل، حتى تم التحرير الكامل في 25 أبريل 1982.

أرض السلام والشهداء
سيناء لم تكن مجرد أرض استُعيدت، بل كانت ولا تزال أرضًا مقدسة، ارتوت بدماء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداءً للوطن. فهي تمثل رمزًا للسلام بعد الحرب، ودرسًا خالدًا في أن الشعوب التي تؤمن بحقها لا تستسلم، مهما طال الزمن أو تعقدت الطرق.
رمزية العيد
عيد تحرير سيناء ليس مجرد مناسبة قومية نحييها بالاحتفالات، بل هو تجديد للعهد مع الوطن، وتأكيد على أن أرض مصر أغلى من أن تُفرط فيها، وأن راية العدل والسيادة الوطنية ستظل مرفوعة بفضل أبنائها المخلصين، من جنود وضباط وقادة، مرابطين على الحدود، يسهرون لحماية ترابها المقدس.
سيناء اليوم.. بوابة للتنمية
وفي ظل القيادة السياسية الحالية، شهدت سيناء نهضة غير مسبوقة في مجالات البنية التحتية، والزراعة، والصناعة، والتعليم، والصحة، لتتحول من ساحة للمعارك إلى بوابة مستقبلية للتنمية والاستثمار، تكمل بها مصر خريطة جمهوريتها الجديدة.
إن عيد تحرير سيناء هو رسالة لكل مصري أن يعتز بوطنه، ويدافع عنه في كل الميادين، فالأوطان تُبنى بالتضحيات وتُصان بالعمل والإخلاص، وسيناء ستظل دائمًا شاهدة على أن مصر لا تنكسر، وأن شعبها لا ينسى أبطاله.






