عاجلمقالات

عيد ميلاد سعيد  .. ولا عزاء لأبي الوليد

عيد ميلاد سعيد  .. ولا عزاء لأبي الوليد

كتب / شريف محمد

لحظة الميلاد للابن أو الابنة هي أسعد لحظات الحياة على الإطلاق ، ولا يُضاهيها أي لحظة في الحياة ، مزيج بين فرحة الخَلق الجديد ، وصدمة الميلاد ، وسَكرة الأعباء ، ونشوة الأبوة أو الأمومة ، وحتى سعادة الجَد أو الجَدة بالحفيد أو الحفيدة، أحاسيس لا يُعادلها شعور من المشاعر الإنسانية ؛ وتمر السنون وتتدفق الدماء للعروق ، فيصير الوليد رضيعاً ، والرضيع فطيماً ، والفطيم طفلاً ، والطفل غلاماً زكياً ، والطفلة فتاةً مؤنسة؛ وفجأة يتبدد الحُلم، ويحل الكابوس ، و تعصف ريح المراهقة بالوليد الصغير، وتطحن رحها الوليدة الجميلة، فتُمسَخ الوجوه ، وتحل جماعة الصحاب محل أحضان الآباء والأمهات، وإذا( بعيد الميلاد) يتحول من احتفال جميل ، تمتلئ فيه صالات البيوت بالأقارب ، حُسّادِهم، قبل صادقيهم ، وطاولة السفرة تحتلها كل الحلويات المنزلية ، على حدٍ سواء الجيد الصنع والرديء ؛ إذا بها الآن تلك المناسبة ، (غير مناسبة) لأجيالنا من الآباء والأمهات ، بل على النقيض أضحى وجودنا أمر غير مرغوب فيه ، و تحوّل (عيد ميلاد الابن الوليد)، إلى عيد ميلاد الخلافات والمشكلات ؛ فكل عامٍ ذكرى الميلاد لهم موعد صراع جديد بين الآباء والأمهات ، والمواليد، فالوالدة والمولود له ، لا مكان لهما في احتفالات الوليد أو الوليدة .

و لا ملجأ لنا إلا لله، فهو الهادي ، ولا منجا لنا إلا رحمة الله الوهّاب.
و في ظلام المشهد ، وشمسنا إلى أفول، وقمرهم إلى سطوع ، وخوفنا من الظلام في لياليهم، تتجلى الحقيقة ، أولادنا وبناتنا سعادتهم في غير القرب منا ، لا يرفضون تدخلنا في احتفالهم بيوم ميلادهم فقط ، بل لا يهتمون لوجودنا في يوم كهذا .

وهنا نجد الجواب عند آبائنا وأجدادنا الذين أعلنوها منذ قرون 🙁 لا زرعك ولا وِلدك تغضب عليه) ، فلنا دور في حياة الأبناء إيانا وإياكم من التخلي عنه ، ليس لأننا الكبار وهم الصغار ، ولكن لأننا ذوو الخبرة المحاسبون أمام الله ثم أمام المجتمع عن أبنائنا وعن بناتنا ، ولكن لأننا مجتمعات حضاراتنا متوارثة ، ومجدنا تليد ، من المحال أن يضيع تحت أقدام أي وليد.

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى
error: <b>Alert: </b>Content selection is disabled!!