غدر في العيد… “خدعة الموت” تنهي حياة طالب متفوق على يد صديقه في رأس البر

في صباح أول أيام عيد الفطر، ارتدى الطالب أحمد إبراهيم الهادي ملابسه الجديدة، وجهّز حقيبته الصغيرة، وخرج مبتسمًا من منزله بقرية “البجلات” التابعة لمركز منية النصر بمحافظة الدقهلية، متجهًا برفقة صديق طفولته إلى مصيف رأس البر لقضاء يوم ترفيهي، لم يكن يعلم أنه ذاهب في رحلته الأخيرة، وأن من رافقه إلى البحر سيعود وحده… قاتلًا.

أحمد الطالب بالصف الثالث الثانوي بمدرسة أبو بكر موسى، كان نموذجًا للشباب الطموح، حصد في عامه الدراسي الماضي 98%، وكان يخطط لدخول كلية الطب، بحسب روايات أسرته، لم يكن له أي عداوات تُذكر، وكان محبوبًا بين أصدقائه وأبناء قريته، إلى أن داهمه القدر بخيانة صادمة من أقرب الناس إليه.

مصادر مقربة من العائلتين كشفت عن وجود خلاف سابق بين أحمد وصديقه المتهم، من قرية “ميت تمامة”، نشب قبل أشهر لأسباب لم يُفصح عنها بالكامل، لكنه انتهى بجلسة صلح عرفية جمعت الكبار من الأسرتين، وتم خلالها تقبيل الرؤوس وطيّ صفحة النزاع… ظاهريًا فقط.

نزهة مدبرة… ونهاية دامية

بحسب التحقيقات الأولية، استدرج المتهم أحمد إلى مصيف رأس البر بعد أن أقنعه بأن العيد لا يكتمل دون “فسحة البحر”. وبالفعل، غادر الاثنان في الساعات الأولى من صباح العيد، دون أن تساور أهل أحمد أي شك. لكن مع مرور الساعات، انقطعت الاتصالات، وبدأ القلق يتصاعد.

وبعد ساعات من البحث والتبليغ، تم العثور على جثة أحمد، وقد فارق الحياة في ظروف غامضة أثارت الذهول، قبل أن تتمكن الأجهزة الأمنية من القبض على الصديق المتهم، الذي انهار لاحقًا واعترف بجريمته.

غضب شعبي وجنازة صامتة

الواقعة أثارت صدمة عارمة في قريتي البجلات وميت تمامة، حيث خرجت جنازة أحمد في موكب جنائزي مهيب، تخلله بكاء أمهات وزملاء، وتعالت فيه أصوات النساء: “ابني كان هيبقى دكتور… ليه يا رب؟”

وتحولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي إلى دفتر عزاء مفتوح، وسط دعوات بالقصاص، ومطالبات بإعادة النظر في ظاهرة العنف بين المراهقين، التي بدأت تتخذ منحنيات دموية.

ما زالت التحقيقات جارية، وسط حالة من الترقب الشعبي لمعرفة تفاصيل الجريمة ودوافعها الحقيقية. وفي الوقت نفسه.