قصص وروايات

“غرفة الأحلام ” الجزء الأول .. “رواية القناع “

“غرفة الأحلام ” الجزء الأول .. “رواية القناع “

"غرفة الأحلام " الجزء الأول .. "رواية القناع "
أرشيفية

بقلم / عمر ماهر

محمد كان رجلاً شغوفًا بالمغامرات والألغاز الغامضة. في إحدى رحلاته، توجه إلى بلدة نائية تشتهر بقصصها الغريبة والمرعبة. في ذلك اليوم، كانت العواصف الرعدية تشتد والأمطار تتساقط بغزارة.

وعندما كان “محمد ” في طريق رحلته سمع من راديو سيارته عن قصة مؤلمة لشاب يدعي أحمد وصديقه عادل والتي كانت تحمل الحلقة عنوان” الحياة حقيقية ومليئة بالمغامرات إذا كنت مستعدًا لاستكشافها والمخاطرة بخوض تجارب جديدة”

وبدأ مقدم البرنامج بحكي القصة لجمهوره …..”كان هناك شاب يدعى أحمد، كان يعيش حياة عادية ومملة، يحلم بشيء ما يضفي المغامرة والإثارة على حياته الروتينية. في إحدى الأيام، قابل صديقًا قديمًا يدعى عادل الذي أخبره عن غرفة سرية تدعى “غرفة الأحلام” والتي تمكنك من تحقيق أي رغبة ترغب فيها.

أحمد كان مترددًا في البداية، لكن تصاعد الفضول في داخله دفعه لاستكشاف غرفة الأحلام. قرر أن يجربها ويروي للجميع تجربته الفريدة.

دخل أحمد الغرفة المظلمة، وعندما أغلق الباب وأشعل الضوء، انبهر بما رأى. كانت الغرفة مليئة بالشاشات والأجهزة التقنية المتطورة، وكان هناك جهاز غريب في الوسط يشبه آلة زمنية.

دون أن يفكر كثيرًا، قرر أحمد أن يجرب الجهاز ويعيش تجربة جديدة. ظل يضغط على الأزرار ويدور العجلات، وفجأة، اختفى من الغرفة.

عندما فتح عينيه، وجد نفسه في مدينة غريبة تشبه المدينة الفضائية. كان الأشخاص يرتدون ملابس غريبة وكانت المباني مصممة بشكل لا يصدق. كانت السماء مليئة بالألوان الزاهية والكائنات الفضائية تحلق في الأجواء.

أحمد كان مندهشًا ومذهولًا من المشهد الذي يحيط به. كانت هذه تجربة حقيقية واقعية في عالم آخر. قابل أشخاصًا غريبين واكتشف ثقافات جديدة وتعلم لغتهم.

لكن بينما كان يتجول في المدينة، بدأت الأمور تأخذ منحنى غير متوقع. بدأت الكائنات الفضائية تظهر بشكل مخيف وتهاجم السكان المحليين. تحولت السماء الزاهية إلى مظلمة ومخيفة، وأصبحت الشوارع مليئة بالصراخ والهلع.

أحمد كان في حالة من الذعر والخوف، وكان يحاول بشدة العثور على طريقة للعودة إلى الغرفة والخروج من هذا العالم الغريب. بعد بحث محموم، وجد الجهاز الذي دخل من خلالها لغرفة وسارع إلى استخدامه للعودة.

وعندما سمع محمد هذه القصة تأثر بها وأبكت عينية دموع وفجأ تعطلت سيارته

عندما تعطلت السيارة فجأة، دخل في غيبوبة ووجد نفسه محاصرًا في منتصف الطريق النائي بين الجبال. كان الظلام يلف المكان، وكانت الأشجار تتلوح حوله بأذرعها العارية كأنها تهمس بأسرارها المظلمة.

محمد خرج من السيارة وفحص المحرك، لكنه لم يستطع تحديد المشكلة. كانت الليلة باردة جدًا والرياح تعصف بشدة. لم يكن لديه خيار سوى البحث عن مأوى قريب حتى يتمكن من الاتصال بمساعدة.

بينما كان يتجول في الظلام، رأى ضوءًا خافتًا يتلألأ في الأفق. قرر أن يتوجه نحوه وربما يجد مساعدة هناك. وبعد مسيرة قصيرة، وصل إلى منزل مهجور يبدو أنه لم يُسكن منذ سنوات.

دخل محمد إلى المنزل ووجد نفسه في غرفة مظلمة ومهجورة. كانت الأثاث مغطى بالغبار والعنكبوت العملاق يتربص في زوايا الغرفة. الأجواء كانت مشحونة بالغموض والرعب.

فجأة، سمع صوتًا مهزوزًا يتردد في الهواء. كان يبدو وكأنه همسات تأتي من الأعماق، تتلاشى وتعود مرة أخرى. توجه محمد نحو الصوت واكتشف أنه يأتي من الطابق العلوي.

بدأ يصعد الدرج بحذر، خطوة بخطوة، وكلما اقترب أكثر من الأعلى، زادت الهمسات واشتدت حدتها. وصل أخيرًا إلى الطابق العلوي، وهناك واجهه الباب الموصد بقوة.

بالرغم من الخوف الذي ينبض في صدره، قرر محمد أن يكشف عن سر هذا المنزل المهجور. بدأ يدفع الباب بكل قوته، وبعد عدة محاولات استطاع فتحه بصعوبة.

عندما فتح الباب، تفاجأ محمد بمنظر مروع. كانت الغرفة العلوية مظلمة تمامًا باستثناء ضوء خافت يتسرب من نافذة مكسورة. وبين الظلال، رآى شخصًا يقف في الزاوية، مرتديًا ملابس قديمة وممزقة.

الشخص الغامض ابتسم بشكل غريب وهمس بصوت مرعب: “أهلاً بك في البيت الملعون، محمد.” صوته كان مشوشًا ومرعبًا في نفس الوقبل أن يتمكن محمد من ردّ، شعر بنفسه يُشنق بقبضة باردة حول رقبته. تحاول التنفس ولكن الهواء ينقطع عنه، والألم يتسلل إلى جميع أطراف جسده. كان يُخنق بشدة والشخص الغامض يضغط بقوة على رقبته.

بينما كان يتجاهل محاولاته اليائسة للتخلص من قبضته، استمر الشخص الغامض في الهمس بهمساته الشريرة. “أعلم كل أسرارك، محمد. أعلم ما تخطط له ومن أنت حقًا.” كانت كلماته تتسلل إلى أذنيه كالسم، يلتهم كل آماله وأحلامه.

فجأة، أفلتت قبضة الشخص الغامض وسقط محمد على الأرض، يمسك برقبته ويحاول استعادة التنفس. كانت لحظات من الصمت المشؤوم تسود الغرفة، حيث يحاول محمد جاهدًا فهم ما حدث ومن كان هذا الشخص الغامض وما هي تلك الأسرار التي يدّعي معرفتها.

فجأة، سمع صوتًا متجهًا نحوه من الخارج، صوت ضوضاء محرك سيارة. تنفّس الصعداء، فقد جاء الإنقاذ أخيرًا. ركض محمد إلى النافذة المكسورة ورآى سيارة تقترب بسرعة.

عندما وصلت السيارة، طلب محمد المساعدة من السائق الذي كان شابًا متعاطفًا. شرح له عن الشخص الغامض وما حدث في المنزل المهجور. قرر الشاب مساعدته وأخذه إلى أقرب مركز شرطة للإبلاغ عن الحادث.

تم تقديم الشهادة في المركز، وبعد عدة تحقيقات، تبين أن المنزل المهجور كان معروفًا بسمعته المريبة والأساطير المتداولة حوله. ومع ذلك، لم يتم العثور على أي أدلة تؤكد وجود الشخص الغامض الذي هاجم محمد.

وبعد ساعات طويلة من الحادث إستيقظ محمد من الحادث ووجد نفسه أنه كان في حلم وليس حقيقة ولكن كانت سيارته تزيد إشتعال من المحرك ،

ووجد فندق قريب يبدو مهجورًا، لكنه كان الخيار الوحيد في تلك الظروف السيئة. دخل الفندق وطلب غرفة ليلة واحدة.

صاحب الفندق، العجوز الغامض الذي يدعى مستجير، أعطاه مفتاحًا وأخبره أنها الغرفة الوحيدة المتاحة. كانت الغرفة مظلمة ومليئة بالأثاث القديم والتماثيل المرعبة. لكن محمد لم يكن يهتم، فقد كان يريد المغامرة.

دخل محمد الغرفة وجلس على السرير المنجد. وفجأة، شعر بدوامة غريبة تجذبه إلى النوم. غرق في غيبوبة عميقة ولم يدرك أنه دخل غرفة الأحلام.

في عالم الأحلام، وجد نفسه في مكان آخر تمامًا. كان يعيش حياةً مثالية كرجل أعمال ناجح، حيث كان ثريًا ومشهورًا ومحاطًا بالرفاهية. لكن مع مرور الوقت، بدأ يشعر بالوحدة والخيبة، فقد فقد أصدقاءه الحقيقيين وأصبح محاطًا بالطمع والخداع.

استمرت القصة في التطور بين العالم الحقيقي وعالم الأحلام. كانت الأحداث مشوقة ومرعبة في كل من الواقعين. ومع مرور الوقت،

وفي النهاية، استيقظ محمد من غيبوبته في الغرفة المظلمة. كانت الشمس تسطع في النافذة وقد انقشعت العواصف. عندما خرج من الفندق، اكتشف أن الفندق الذي دخله كان مهجورًا للغاية ومغلقًا منذ سنوات. تساءل محمد عما حدث وما إذا كانت تلك التجربة حقيقية أم مجرد حلم مرعب. لم يكن متأكدًا بشأن الإجابة، لكنه كان على يقين من أنه عاش تجربة لا يمكن نسيانها.

عندما استيقظ محمد، شعر بتعب وارتباك من التجربة الغريبة التي عاشها في الأحلام. نظر حوله ليجد الغرفة المظلمة التي كان فيها، ولكنه لم يرَ صاحب الفندق العجوز مستجير.

قرر محمد النزول إلى الطابق السفلي لإعادة مفتاح الغرفة وشكر صاحب الفندق على الإقامة، لكنه وجد الفندق خاليًا تمامًا. لم يكن هناك أي أثر لأي عملية استقبال أو ضيافة.

شعر محمد بالحيرة والارتباك. هل كانت كل تلك التجربة حقيقية؟ هل كان هو فعلاً في غرفة الأحلام أم كان كل ذلك مجرد حلم؟ كانت التفاصيل واقعية جدًا لكنه لم يستطع تفسير كيفية حدوثها.

قرر محمد مغادرة الفندق والعودة إلى حياته العادية. كانت التجربة مربكة جدًا وأراد أن ينسى كل شيء ويعود إلى الواقع. ومع ذلك، فإن الأحلام الغامضة والأحداث المرعبة لا تزال تراوده في ذهنه.

على مدى الأيام التالية، حاول محمد فهم ما حدث له. قرأ عن الأحلام والتجارب الخارقة وتحدث مع خبراء في مجال العقل الباطن. ومن خلال هذه الدراسات، بدأ يدرك أن الأحلام قد تحمل رسائل وعبرًا عميقة عن حالته النفسية ومخاوفه وأمله في النجاح والتفوق.

تعلم محمد أن الحلم الذي رأى فيه نفسه رجل أعمال ناجح وثري واجه الخيانة والغدر يمكن تفسيره على أنه يعكس مخاوفه وشكوكه في النجاح وثقته في الآخرين. أدرك أنه كان يعاني من عدم الثقة في نفسه وخوفه من الفشل، وهذا ما انعكس في الحلم.

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى