الدين معاملةمقالات

غيّروا أعتابكم تُرزقوا.. حكمة إبراهيمية في تغيير الحال

غيّروا أعتابكم تُرزقوا.. حكمة إبراهيمية في تغيير الحال

غيّروا أعتابكم تُرزقوا.. حكمة إبراهيمية في تغيير الحال
أرشيفية

كتبت / دنيا أحمد

يُروى عن نبي الله إبراهيم عليه السلام قوله: “غيّروا أعتابكم تُرزقوا”، وهي عبارة قصيرة في ظاهرها، لكنها تحمل في طياتها دلالة عظيمة على التحول الإيجابي والتجديد كسبيل لنيل الرزق والبركة في الحياة. فما المقصود بهذه الحكمة، وما الذي يمكن أن نتعلمه منها في زماننا هذا؟

غيّروا أعتابكم تُرزقوا.. حكمة إبراهيمية في تغيير الحال
أرشيفية

المعنى اللغوي والرمزي للعتبة

الـ”عتبة” في اللغة هي العارضة أو العتلة الخشبية أو الحجرية التي توضع عند مدخل الباب، وهي ترمز إلى المدخل أو العتبة الفاصلة بين الداخل والخارج. لكن في هذا السياق الرمزي، العتبة تشير إلى بيئة الإنسان ومحيطه المادي أو حتى حالته النفسية والاجتماعية. فقول “غيّروا أعتابكم” لا يعني فقط تغيير الباب أو المدخل، بل هو دعوة لتغيير ما يحيط بنا: سلوكياتنا، عاداتنا، طريقة تعاملنا مع الحياة، وحتى الأشخاص الذين نحيط أنفسنا بهم.

الحكمة في القصة النبوية

يُستدل على هذه المقولة من قصة وردت عن سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما زار بيت ابنه إسماعيل فلم يجده، ووجد زوجته تشتكي وتبث الضيق والتذمر. فلما عاد إسماعيل، أوصاه والده أن “يُغيّر عتبة بابه”، أي أن يطلق زوجته ويستبدلها بمن تعينه على شكر النعمة لا جحودها. وقد استجاب إسماعيل عليه السلام لنصيحة والده، فكان هذا التغيير سببًا في قدوم الخير والبركة لاحقًا.

غيّروا أعتابكم تُرزقوا.. حكمة إبراهيمية في تغيير الحال
أرشيفية

الدعوة إلى التغيير

الرسالة العميقة من هذه الحكمة هي أن الرزق لا يتعلق فقط بالعمل والمجهود، بل يرتبط أيضًا بالبيئة التي نعيش فيها وبالطاقة التي تحيط بنا. أحيانًا نُحرم من البركة بسبب وجود عادة سيئة أو علاقة سامّة أو تقاعس عن اتخاذ خطوة تغيير ضرورية. تغيير “العتبة” قد يكون تغييرًا داخليًا في النفس، أو خارجيًا في الأصدقاء، أو حتى في مكان السكن أو نمط الحياة.

في حياتنا اليومية

كم من مرة شعرنا بأننا في ركود، بلا حراك أو تقدم، وكأن الأبواب كلها مغلقة؟ قد تكون “العتبة” هي نمط التفكير السلبي، أو وظيفة لم نعد نجد فيها معنى، أو علاقات تستنزفنا بدل أن ترفعنا. عندما نمتلك الشجاعة لتغيير هذه العتبة، حتى وإن كان ذلك مؤلمًا في البداية، فإن أبواب الرزق تبدأ بالانفتاح من حيث لا نحتسب.

غيّروا أعتابكم تُرزقوا.. حكمة إبراهيمية في تغيير الحال
أرشيفية

في النهاية، “غيّروا أعتابكم تُرزقوا” ليست مجرد مقولة تُحكى، بل دعوة عملية إلى التجديد المستمر، وتذكير بأن الرزق قد يتوقف حين نُصرّ على البقاء في نفس المكان، أو نتمسك بما لم يعد صالحًا لنا. فالتغيير قد يكون المفتاح إلى بركات لم نكن نراها ونحن على العتبة القديمة.

شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى