فانوس رمضان من الأبيض والأسود إلى الألوان
كتبت/ دعاء نصر
أغنية «رمضان جانا»، التي أداها الفنان محمد عبدالمطلب بصوته المميز لأول مرة في الثاني من سبتمبر ١٩٣٤ من ألحان الموسيقار محمود الشريف وكلمات حسين طنطاوي، قبل أن يصورها تلفزيونياً سنة ١٩٦٥ ، هي الأكثر شهرة وتكراراً وترديداً، خصوصاً وأن كلماتها سهلة وبسيطة وقابلة للحفظ السريع (رمضان جانا وفرحنا به.. بعد غيابه وبقاله زمان.. غنوا وقولوا شهر بطوله.. غنوا وقولوا أهلاً رمضان، رمضان جانا).
شهرة الأغنية وارتباطها الوثيق بقدوم رمضان جعل البعض يسميها «السلام الوطني لشهر رمضان».
لكن الأغنية الرمضانية الأقدم تاريخياً فنجد أنها أغنية «وحوي يا وحوي»، و عادة ما تسبق حلول رمضان، بل وتواكب أيامه ولياليه، ويرددها الصغار قبل الكبار.
تمّ تقديم «وحوي يا وحوي» لأول مرة عام ١٩٣٧ بكلمات الشاعر محمد حلمي المانسترلي وألحان وغناء أحمد عبدالقادر ، ثم أعاد فتحي قورة وأحمد صبري صياغة كلماتها وألحانها لتغنيها اللبنانية ” هيام يونس، وهي طفلة، ضمن أحداث فيلم «قلبي على ولدي» للمخرج هنري بركات في عام ١٩٥٣ وفى عام ٢٠٠٩ صدرت النسخة الأخيرة منها بكلمات نبيل خلف وألحان وليد سعد وغناء محمد منير.
سر خلود الاغنيتين ، شهر رمضان ، وسر بهجة رمضان فى فانوس رمضان ، وسر المحبة بين النجوم والفانوس ، محبتهم لرمضان ..
وفي هذا الشهر الفضيل يحرص الفنانون على اقتناء الفانوس بأنواعه خلال الشهر الكريم،
ومن بين هؤلاء الفنانين والفنانات نذكر منهم على سبيل الحصر: –
النجمة مريم فخر الدين، كانت تفضل الاحتفال بشراء الفانوس التقليدي، والذي يُضاء بالشمعة، وكانت تستقبل به شهر رمضان بشكل أساسي.
النجمة تحية كاريوكا أيضا كانت تحرص على شراء الفانوس، والذي يذكرها بأيام طفولتها، وأيام لهوها مع بنات الحارة والجيران.
أما حسناء الشاشة المصرية زبيدة ثروت فكانت تحتفل بشهر رمضان مع ابنتها وتشترى لها الفانوس.
بينما كان فارس السينما المصرية أحمد مظهر كان يحتفل به ايضا مع ابنته.
أما الفنانة شادية فقد كانت تفضل الاحتفال باستقبال شهر رمضان الكريم بصحبة زوجها الفنان صلاح ذو الفقار.
الفنانة شريفة ماهر: أمسكت بالفانوس المضلع والذي يمثل لها قصة مرح بهيجة تتكرر في شهر رمضان المعظم من كل عام.
زيزي البدراوي: الفاتنة البريئة توسطت مجموعة من الأطفال الصغار ويحمل كل منهم فانوسه الخاص، فهكذا تعود إلى سنوات طفولتها الماضية.
النجمة نعيمة عاكف: تنتظر الشهر الكريم وما يحققه للنفس من صلوات وعبادات روحانية وبالطبع على أضواء فانوسها الخاص.
شمس البارودي: فاحتفلت مع جمهورها بشهر رمضان، وأهدته صورة خاصة مع فانوسها الجديد وذلك على غلاف مجلة «الموعد».
الفنان رامز جلال ما زال حريصا على تذكر فانوس رمضان في طفولته، وكيف كان وما زال يمثل له أحد أهم علامات شهر الخير، ولكنه يحرص على شراء أحدث الفوانيس ومتابعة الموديلات الجديدة حتى لو كانت مستوردة، وما زال يحتفظ بالفانوس أبو شمعة النحاسي.
وتستدعي الفنانة سمية الخشاب ذكريات طفولتها بالأسكندرية وشراء والدتها فانوسا جديدا كل عام واللعب به مع صديقاتها وجيرانها، وبعد أن أصبحت نجمة لم تترك الفانوس، وقبل هلال الشهر تزين منزلها بعشرات الفوانيس مختلفة الأحجام والموديلات.
وتحرض الفنانة ليلى علوي بشدة على شراء عدد من فوانيس رمضان بأحجام مختلفة وتقوم بإهدائها لأفراد أسرتها مع احتفاظها بفانوسها المفضل الذي تحتفظ به منذ سنوات كبيرة، وتستقبل الشهر الشهر الكريم بزينة رمضان في منزلها.
وفاجأ الفنان المثير للجدل محيي إسماعيل الحضور في مهرجان الأقصر السينمائي يظهر ومعه فانوس رمضان للتعبير عن سعادته وتهنئته للشعب المصري بحلول الشهر الكريم، وأكد للجميع أن فانوس رمضان جزء مهم من طفولته.
وتضع المطربة نادية مصطفى وزوجها الفنان أركان فؤاد فانوس رمضان ضمن اهتمامات الأسرة في الشهر الفضيل وتشتري لبناتها فوانيس جديدة كل عام.
يحكي الفنان الكوميدي أحمد رزق كيف تسبب له فانوس رمضان بمشاكل كثيرة مذ كان صغيرا. لم يكن يطيق رؤيته في يد أي طفل. كان يسرع خلفه ليأخذه منه ويلعب به لبعض الوقت. حتى أن الأطفال كانوا يبكون ويجرون خلفه لاستعادة فوانيسهم بينما لم يكن يهتم ببكائهم. وبسبب شقاوته تلك تلقّى «علقة سخنة» من أبيه وأمه.
أما الممثلة روجينا فتقول إن الفانوس يعني الأمل ولدى الأطفال غداً مشرقاً. هذا من أسرار ارتباط الأطفال به. أتذكر معظم «الحواديت» التي كانت تحكى لنا صغاراً وتتعلق بالفانوس السحري، لذا ارتبطت به ارتباطا وثيقا وما زال الفانوس أبو شمعة القديم عالقا في ذاكرتها مثلنا جميعا. رغم التطورات الكثيرة التي طرأت عليه إلا أنه ما زال يحظى بالإقبال والحب. ما زالت روجينا تحتفظ ببعض الفوانيس القديمة التي عادة ما ينجذب إليها أي زائر لمنزلها، خاصة الأطفال الذين تتلمس منهم عشقهم القديم وكيف تخطف الفوانيس أبصارهم وأبصار من يشاهدها . وحوي يا وحوي
يتذكر الفنان أشرف عبد الباقي والده حين كان يحضّر له ولأشقائه الفوانيس. يوزعها عليهم جميعا: «كان أيّ منا يطمع في فانوس الآخر ويسعى إلى استمالته لأخذه منه». رغم بساطة هذه التصرفات إلا أنه يتذكرها حتى الآن وتوضح مدى تعلق الطفل بالفانوس قديما أوحديثا إذ يشير الى أبرز العلامات الواضحة لحلول الشهر الكريم.
