الشعر والأدب

فداك يا أقصى .. بقلم: إسماعيل محسن

فداك يا أقصى .. بقلم: إسماعيل محسن

فداك يا أقصى .. بقلم: إسماعيل محسن
أرشيفية

هو يوسف ابن سبعة
ايوة شعره ابيض وحليوة
والصغير بده يوسف يابابا
وام تصرخ بحضن وداع
واب صامد واقف عالرباط
صوت بيصرخ علي يا كمال يا كمال
من ثواني كان عايش
بدي بوسة قبل الفراق
واب يبحث عن الولاد راحو وين؟
قال دول ماتوا من غير ماياكلوا
والله عليا شهيد
وام عايزة تدي الرضعة
لحبيبها وتنادي يلا قوم
مش طلبة غير طلب غير
وصوتها يبكي ويقول
بدي شعرة منه
شعرة واحدة بس قبل ما تدفنوه
الطبيب حضن الصغير
وقاله كنت نايم!
الصغير كان بيرتجف ويترعش
مش عارف بيبكي من الخضة ولا من الجوع
واللي بيبكي بالدم على عمار
بيدور عليه تحت التراب
“يا عمـــااار.. حاسس فيني؟
مش راح أمشي قبل م تطلع
من تحت الر.دم
حتى بعد سنين
بستنى ليوم ليومين لسنة
لحتى تطلع يانور العين
والعروسة راحت ويا الشهدا
عرسها كان من جمعة فاتت
كان نفسها ترجع الفستان
بس والله ماتت
والعروسة حامل في شهرين
وسبعة ماتوا في حضن امهم
يابني سبت أيدي ليش
ثانية واحدة نفس انا اللي اموت
وصرخة من ضعيف
للعالم المخيف
ياعالم جيبولي بنتي رفيف
زوجي راح في القصفات
مش هو لوحده يااختي
أبوكي سبقه للجنة كمان
بنيت دارك في كم شهر يابا
شهر ايه بس ياضنايا
” أربعين سنة بشتغل عشان أبني الدار
بس راحت، فدا فلسطين
ياحبيبتي يافلسطين
النهاردة كم في الشهر
اعمل لبنتي عيد ميلاد
هتعمله في الجنة
كنت ناوي أعملها عيد ميلاد
ياريتني أنا أروح عند أبوي كمان
اوعي تبكي عالشهدا
احنا دورنا جاي بكرة
ماكلنا للشهادة مشاريع
واللي راح فدا الأقصى
فدا الأقصى يمّا فدا الأقصى
ماتخافش يابا أنا كويس يابا
القلوب بتتقطع عليكو
العــرب وينهم، وين المســلمين ؟
أدى مرح بتحب الرسم كانت، وادي بيسان الدكتورة
رايح أدفن أبويا بسيارتي وجاي
ياعمو وديني لماما بدي ماما
ايه ذنب الصغيرة
ابوها جابها بعد سنين
بس راحت بعد شهرين
بيلقن اخوه عمر الشهادة بيقول:
عمر أحكي بسم الله، حبيبي سامعني قول ورايا أشهد أن لا إله إلا الله.. علّي صوتك حبيبي
أخواتي أخواتي ما فيني شي بدي أخواتي
والديار راحت والله راحت
“دارنا راحت وين بدنا نقعد؟!”
مفضلش مكان حتى نتشرد
“ماضلش مكان نتشــرد
وين بدنا بي نتشـرد؟
ماضلش مكان نسكن فيه.

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى