فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي بولاية رئاسية جديدة من أجل حياة كريمة لكل المصريين
كتب /العارف بالله طلعت
أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات برئاسة حازم بدوى فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي بولاية رئاسية ثالثة تستمر حتى عام 2030 بعد حصوله على 39 مليوناً و702 ألف 451 صوتاً بنسبة 89.6% من إجمالي الأصوات الصحيحة في الانتخابات التي أجريت في الفترة من 10 إلى 12 ديسمبر الماضى.
وقالت الهيئة في مؤتمر صحفى إن نسبة التصويت في الانتخابات هي الأعلى في تاريخ مصر مشيرة وأنه لم يتم تسجيل أي خروقات شابت العملية الانتخابية كما لفتت إلى أن تلك الانتخابات هي الأقل من حيث الإنفاق على الدعاية الانتخابية.
وبلغ عدد الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات 44 مليونا و777 ألفاً و668 ناخباً بنسبة مشاركة 66.8% من إجمالي المقيدين في جداول الناخبين والبالغ عددهم نحو 67 مليون فوق سن 18 عاما من إجمالي عدد السكان البالغ 104 ملايين نسمة
ووفق الهيئة فإنه تم تسجيل 44 مليوناً و88 ألف صوت صحيح بنسبة 98.9% من إجمالي عدد الأصوات.
وحصل رئيس حزب الشعب الجمهوري حازم عمر، على مليون و986 ألفاً و352 صوتاً بنسبة 4.5% من الأصوات الصحيحة بينما حل في المرتبة الثالثة رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي فريد زهران على مليون و776 ألفاً و952 صوتاً بنسبة 4% من الأصوات الصحيحة.
وجاء في المرتبة الرابعة رئيس حزب الوفد عبد السند يمامة إذ حصل على 822 ألفا و606 أصوات بنسبة 1.9% من إجمالي الأصوات الصحيحة.
جرت العملية الانتخابية تحت إشراف قضائي من خلال نحو 15 ألف قاض من مختلف الجهات والهيئات القضائية تولوا الإشراف على 11 ألفا و631 لجنة اقتراع فرعية في 9376 مركزا انتخابيا تخضع لإدارة وإشراف الهيئة الوطنية للانتخابات.
وفترة الرئاسة في مصر هي 6 سنوات وفق تعديلات دستورية أجريت في عام 2019، وقضت بتمديد فترة الولاية من 4 إلى 6 سنوات.
وسبق التصويت في الداخل اقتراع المصريين بالخارج أيام 1 و 2 و 3 ديسمبر في 137 سفارة وقنصلية في 121 دولة حول العالم.
كلمة الرئيس
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي في أول كلمة تليفزيونية له بعد إعلان فوزه بفترة رئاسية جديدة في الانتخابات الرئاسية ..
إن الانتخابات الرئاسية كانت دليل على حيوية وفعالية المجتمع المصرى
السيسي رئيسا لمصر.. حسم من الجولة الأولى بالاقتراع الأعلى مشاركة تاريخيا
وأضاف أن “إرادة المصريين نافذة بصوت كل مصري ومصرية وتابعت المشهد الانتخابي عن كثب”.
وقال الرئيس السيسي “أتحدث إليكم اليوم وقد غمرتني السعادة بمشهد اصطفافكم وانخراطكم في صفوف الناخبين في الاستحقاق الانتخابي الرئاسي وهو ما يعد دلالة واضحة لكل متابع في الداخل أو في الخارج عن حيوية وفاعلية المجتمع المصري بكافة أطيافه وفئاته ويؤكد على أن إرادة المصريين نافذة بصوت كل مصري ومصرية.
واعتبر الرئيس السيسي أن اصطفاف المصريين “كان تصويتا للعالم كله من أجل التعبير عن رفضهم لحرب غير الإنسانية في غزة وليس لمجرد اختيار رئيسهم لفترة رئاسية في مشهد حضاري تضافرت فيه جهود الدولة – حكومة وشعبا – ليخرج بهذا المظهر المشرف والذي لم يشهد أية تجاوزات أو خروقات أمنية على الرغم من هذه الحشود غير المسبوقة”.
وأشاد السيسي بجهود المصريين مؤكدا أن البطل في مواجهة التحديات كان المواطن المصري الذي تصدى للإرهاب وعنفه وتحمل الإصلاح الاقتصادي وآثاره وواجه الأزمات بثبـات ووعـي وحكمـة.
وقال “أجدد معكم العهد بأن نبذل معا كل جهد لنستمر في بناء الجمهورية الجديدة التي نسعى لإقامتها وفق رؤية مشتركة تجمعنا دولة ديمقراطية تجمع أبناءها في إطار من احترام الدستور والقانون وتسير بخطوات ثابتة نحو الحداثة والتنمية قائمة على العلم والتكنولوجيا محافظة على هويتها وثقافتها وتراثها تضع بناء الإنسان في مقدمة أولوياتها وتســعى لتوفيـر الحياة الكريمة له وتمتلك القدرات العسكرية والسياسية والاقتصادية التي تحافظ على أمنها القومي ومكتسبات شعبها”.
و أشار الرئيس السيسي قائلا : “إنني كما عاهدتكم رجل مصري نشأ في أصالة الحارة المصرية العريقة.. أنتمي إلى المؤسسة العسكرية.. ولا أملك في مهمتي التي كلفتموني بها سوى العمل بكم ومن أجلكم لا أدخر جهدا ولا أسعى سوى لإرضاء الله تعالى وتحقيق آمالكم وتطلعاتكم”.
وأكد الرئيس السيسي أن الحرب في غزة تتطلب بذل كافة الجهود لوقفها لخطورتها على الأمن القومي المصري وعلى القضية الفلسطينية”.
واعتبر أن التصويت في الانتخابات الرئاسية كان دليل على رفض المصريين لهذه الحرب.
طريق الانتخاب
منذ إعلان الجمهورية في مصر في 18 يونيو 1953 وحتى عام 2005 ظل اختيار رئيس هذه الجمهورية عن طريق الاستفتاء العام للشعب على مرشح واحد وهو ما نصت عليه الدساتير المتعاقبة.
وفي عام 2005 وبعد تعديل الدستور ليصبح اختيار رئيس الجمهورية يتم عن طريق الانتخاب بين أكثر من مرشح جرت في مصر أول انتخابات رئاسية في تاريخها.
وتأتي أهمية هذه الانتخابات الرئاسية في مصر بصفة خاصة من السياق السياسي المصري الداخلي، الذي شهد مراحل ومنعطفات كبيرة وخطيرة
فهذه الانتخابات تأتي بعد عام ونصف العام من انطلاق “الحوار الوطني” الذي دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السياسي في أبريل 2022 مشيراً إلى أنه تأخر عدة سنوات نظراً لتقدم أولويات القضاء على الإرهاب وإعادة بناء الدولة والبنية التحتية خلال تلك السنوات.
وخلال مسيرة الحوار الوطني تغيرت كثير من ملامح المشهد السياسي المصري فعادت معظم القوى والرموز التي تحالفت معا في ثورة 30 وعرفت الساحة السياسية أصواتا معارضة متنوعة الألوان لم يكن وجودها محسوسا خلال السنوات السابقة
في ظل هذا المناخ الداخلي المختلف عما جرت أثناءه الانتخابات الرئاسية عام 2018 بدا واضحا أنها تعد خطوة رئيسية في مسار الدولة الجاد نحو التحول الديمقراطي والتعددية الحزبية والتنافسية السياسية بعد عام ونصف العام من حوار وطني جاد وغير مسبوق شمل كل مكونات المجتمع المصري السياسية والنقابية والأهلية.
وقد جرت مراحل هذه الانتخابات طوال الشهور السابقة وحتى إغلاق صناديق الاقتراع بصورة بدت متناسبة مع مرحلة التطور السياسي الجديد الذي بدأته مصر مع الحوار الوطني بما فيه من إتاحة لظهور الأصوات المعارضة والمختلفة حتى لو لم تكن مرتفعة وعالية بالشكل الذي يمكن الطموح إليه.
فبدرجة ملحوظة أعطي المرشحون الحزبيون مساحات متساوية ومعقولة في المجال العام خصوصا في وسائل الإعلام المملوكة للدولة لتوصيل دعايتهم ورؤاهم للناخبين المصريين.
كذلك فقد جرت الانتخابات وفق القواعد الدستورية والقانونية التي استقرت في مصر بعد تعديلات الدستور عام 2014 والتي وضعت كامل العملية الانتخابية تحت الإشراف والتنفيذ القضائي الكامل وهو ما جعل كل إجراءاتها ومراحلها محصنة أمام شبهة تدخل.
وأيضا راقب هذه العملية الانتخابية بأيامها الثلاثة مئات من الصحفيين الأجانب والمصريين وآلاف من المتابعين الذي يمثلون عشرات المنظمات الأهلية المصرية والأجنبية وبعض المنظمات السياسية الإقليمية ولم يصدر منهم سوى ملاحظات صغيرة لا تخل بسلامة إجراءات هذه العملية.
بهذه المواصفات العامة تعد الانتخابات الرئاسية المصرية (2024) خطوة ضرورية ومركزية في استكمال تشييد البنية السياسية المصرية القائمة على التعدد والديمقراطية والعمل الحزبي وهو ما سينعكس بالتأكيد على كل الاستحقاقات الانتخابية البرلمانية القادمة بعد عامين وربما معها أو قبلها انتخابات المجالس الشعبية المحلية بما يزيد من مساحات الحوار والتمثيل لكل القوى السياسية والنقابية والأهلية في مصر.
أن الدولة ومؤسساتها نجحت في تنظيم وإدارة هذا الاستحقاق الانتخابي بنزاهة واحترافية شديدة مشيدة وما بذلته الهيئة الوطنية للانتخابات من مجهودات وكذلك التسهيلات التي وفرتها من أجل التيسير على المواطنين للمشاركة في الانتخابات.
إن الهيئة الوطنية للانتخابات نجحت في انجاز هذا الاستحقاق الانتخابي باحترافية شديدة وهو ما أدى إلى الوصول إلى نسب المشاركة غير المسبوقة والتاريخية ونجاح الشعب المصري في فرض إرادته من خلال صناديق الاقتراع في ظل انتخابات تعددية.
أن الإعلام المصري تعامل هو الأخر باحترافية شديدة في تلك الانتخابات من خلال اتاحة الفرصة لكافة المرشحين في الظهور والاعلان عن برامجهم الانتخابية وكذلك تغطية كافة الفعاليات والمؤتمرات الجماهيرية التي عقدها المرشحون خلال فترة الدعاية بالانتخابات الرئاسية.
أن ما حدث في انتخابات الرئاسة المصرية هو عبارة عن حدث سياسي اجتماعي يجب الوقوف عنده كثيرا ودراسته والأستفادة منه لبناء الوطن.