في ذكرى اغتياله… “فرج فودة” صوت التنوير الذي أسكته التطرف

كتبت: دنيا أحمد
تحل اليوم، 8 يونيو، الذكرى الثالثة والثلاثون لاغتيال الكاتب والمفكر المصري فرج فودة، أحد أبرز الأصوات التنويرية التي دافعت عن العقلانية وحرية الفكر في مصر والعالم العربي. وُلد فودة في 20 أغسطس 1945 بقرية الزرقا بمحافظة دمياط، وكان صاحب قلم جريء لا يتردد في مواجهة تيارات التطرف، والدعوة الصريحة لفصل الدين عن الدولة وليس عن المجتمع.
حصل فودة على درجة البكالوريوس في الاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس عام 1967، وهو العام نفسه الذي فقد فيه شقيقه الأصغر في حرب يونيو. تركت الهزيمة العسكرية في نفس فودة أثرًا بالغًا، وكان يرى أنها لحظة فاصلة أدت إلى تمدد التيارات الدينية، داعيًا إلى ضرورة التمسك بالعقل واحترام الإنسان كأساس للنهوض.

تعرّض فرج فودة لهجوم شديد من التيارات الدينية، وعلى رأسها جبهة علماء الأزهر، التي أصدرت بحقه بيانًا يتهمه بالكفر. وفي 8 يونيو 1992، تم اغتياله أمام مقر الجمعية المصرية للتنوير بمدينة نصر على يد أعضاء من الجماعة الإسلامية، بعد حملة تحريض ممنهجة ضده.

رغم مرور العقود، يبقى فرج فودة حاضرًا بأفكاره وكتاباته التي لم تتردد في فضح الاستغلال السياسي للدين، وإعلاء قيمة العقل والحرية. لقد رحل الجسد، لكن الكلمة ما زالت تقاوم.






