في ذكرى رحيله.. أحمد رامي شاعر الحب والعقل وصوت العاطفة الراقية

كتبت: دنيا أحمد
تحل اليوم، الخامس من يونيو، الذكرى الرابعة والأربعون لوفاة الشاعر والمفكر المصري الكبير أحمد رامي (1892 – 1981)، أحد أبرز رموز الشعر الغنائي في العالم العربي، والملقّب بـ”شاعر الشباب”، وصاحب الكلمات التي تغنّت بها أم كلثوم فارتبط اسمه باسمها في ذاكرة الفن العربي الخالد.
وُلد أحمد رامي في 9 أغسطس 1892 بحي الناصرية في القاهرة لعائلة مصرية من الطبقة المتوسطة، وقضى طفولته في جزيرة “ثاسوس” اليونانية التي كانت آنذاك مملوكة للخديوي عباس الثاني، قبل أن يعود إلى القاهرة عام 1901.

أبدع رامي في الشعر منذ سن مبكرة، وكتب أولى قصائده في الخامسة عشرة من عمره، لتُنشر أولى قصائده عام 1910 في مجلة “الروايات الجديدة”. تخرج في مدرسة المعلمين العليا عام 1914، وعمل بعدها مدرسًا، ثم أُوفد إلى باريس لدراسة المكتبات واللغات الشرقية في السوربون، وهناك أبدع في اللغة الفارسية، وترجم رباعيات عمر الخيام إلى العربية بأسلوب شعري مميز.
شغل رامي عدة مناصب مرموقة، منها أمين مكتبة دار الكتب المصرية، ثم مستشارًا للإذاعة المصرية، وأخيرًا نائب رئيس دار الكتب. وقد مكّنه اطلاعه الواسع وثقافته المتعددة من أن يطوّر نظم الفهرسة والتنظيم في المكتبات المصرية.

ارتبط اسمه فنيًا بالفنانة أم كلثوم، حيث كتب لها أكثر من 100 أغنية، أبرزها “جددت حبك ليه”، “رق الحبيب”، “الأطلال”، و”هو صحيح الهوى غلاب”، وكانت كلماته مثالًا على المزج بين الرقي العاطفي والبلاغة الشعرية.
توفي أحمد رامي في 5 يونيو 1981، بعد مسيرة شعرية وثقافية امتدت لأكثر من نصف قرن، ترك خلالها إرثًا من الشعر والموسيقى والفكر لا يزال حاضراً في وجدان الثقافة العربية.







