ثقافة وترفيةعاجلمقالات

في ذكرى رحيله.. أمل دنقل “الجنوبي” الذي صرخ بالشعر في وجه الموت

في ذكرى رحيله.. أمل دنقل “الجنوبي” الذي صرخ بالشعر في وجه الموت

في ذكرى رحيله.. أمل دنقل “الجنوبي” الذي صرخ بالشعر في وجه الموت
أمل دنقل

كتابة / دنيا أحمد

في مثل هذا اليوم، 21 مايو عام 1983م، غاب عن عالمنا الشاعر المصري الفذ أمل دنقل، أحد أبرز شعراء العربية في العصر الحديث، الذي خلد صوته في الضمير الشعبي، وصار شعره وجدانًا حيًّا للمقاومة، والهوية، والحرية.

ولد محمد أمل فهيم دنقل عام 1940 في قرية القلعة بمركز قفط بمحافظة قنا في صعيد مصر. كان والده عالمًا أزهريًا وشاعرًا، ترك له مكتبة ضخمة من كتب التراث والفقه والأدب، ومنها استقى أمل دنقل روحه الشعرية وميله العميق للغة العربية الكلاسيكية، متأثرًا منذ الطفولة بعوالم الفكر والبلاغة.

في ذكرى رحيله.. أمل دنقل “الجنوبي” الذي صرخ بالشعر في وجه الموت
أمل دنقل

فقد والده وهو في سن العاشرة، وهو الحدث الذي طبع شخصيته بالحزن والتمرد، وظهر ذلك في معظم أشعاره. ورغم انتقاله للقاهرة والتحاقه بكلية الآداب، إلا أن الشعر جذبه بعيدًا عن الدراسة والمكاتب الرسمية، ليصير شاعرًا حرًا بلا قيود.

اشتهر دنقل باستخدام الرمز العربي والتراثي في شعره، وابتعد عن النماذج الغربية السائدة حينها، فكتب من وجدان العروبة وهمّها. كانت قصيدته “البكاء بين يدي زرقاء اليمامة” صرخة في وجه نكسة 1967، أما قصيدته الأشهر “لا تصالح” فقد تحوّلت إلى أيقونة تُتلى في المظاهرات والميادين، وتعبر عن رفضه لمعاهدة السلام مع إسرائيل، ما جعله في صدام دائم مع السلطات.

في ذكرى رحيله.. أمل دنقل “الجنوبي” الذي صرخ بالشعر في وجه الموت
أمل دنقل

في صراعه الأخير مع السرطان، كتب من غرفته رقم 8 في معهد الأورام، وخرجت من معاناته أجمل منثوراته وأكثرها ألمًا وصدقًا، ومنها “أوراق الغرفة 8”، و”السرير”، و”الجنوبي”.

عاش أمل دنقل “جنوبيًّا” حتى النخاع، يكتب من هموم الناس، ويموت وهو يحمل همّ الأمة، لكنه لم يستسلم للمرض ولا للحزن. ظل يكتب حتى آخر لحظة، حتى قال عنه أحمد عبد المعطي حجازي: “كان صراعًا بين متكافئين: الموت والشعر.”

في ذكرى رحيله.. أمل دنقل “الجنوبي” الذي صرخ بالشعر في وجه الموت
أمل دنقل

في ذكرى وفاته، لا يزال أمل دنقل حاضرًا بصوته، بكلماته، بجرأته، وبهويته الصعيدية الصافية، يُقرأ في المدارس والجامعات والميادين، وكأن موته لم يكن إلا ولادة جديدة لقصائده في قلوب الأجيال.

زر الذهاب إلى الأعلى