في ذكرى رحيله.. “حافظ الأسد” خمسون عامًا من الحكم المطلق في سوريا

كتبت: دنيا أحمد 

في مثل هذا اليوم، 10 يونيو من عام 2000، توفي الرئيس السوري حافظ الأسد عن عمر ناهز 69 عامًا، بعد مسيرة سياسية امتدت لعقود شكّل خلالها ملامح الدولة السورية الحديثة وفق رؤيته الخاصة، حيث حكم البلاد بقبضة أمنية قوية لأكثر من ثلاثين عامًا، وترك إرثًا سياسيًا وعسكريًا واجتماعيًا استمر أثره لعقود بعد وفاته.

ولد الأسد في 6 أكتوبر 1930 في قرية القرداحة بريف اللاذقية، والتحق بالقوات الجوية ليبدأ مسيرته العسكرية التي سرعان ما تحولت إلى مسار سياسي عقب مشاركته في انقلاب حزب البعث عام 1963، وهو الانقلاب الذي مهّد لصعوده لاحقًا إلى قمة السلطة. تولى وزارة الدفاع بعد انقلاب 1966، ثم نفذ انقلابًا آخر عام 1970 أطاح فيه بحليفه السابق صلاح جديد، معلنًا بداية “الحركة التصحيحية” التي أوصلته إلى الحكم رسميًا عام 1971.

أسس الأسد نظامًا يقوم على السلطة المطلقة، وتمحور حوله شخصيًا، حيث همّش المؤسسات وتحكم بمفاصل الدولة من خلال جهاز أمني مركزي ونخب موالية. وعلى الصعيد الإقليمي، خاض عدة صراعات مع إسرائيل، وتدخل في الحرب الأهلية اللبنانية عام 1976، ما أدى إلى فرض الوصاية السورية على لبنان لعقود. كما خاض مواجهة دامية مع جماعة الإخوان المسلمين داخل سوريا، بلغت ذروتها في مجزرة حماة عام 1982، التي راح ضحيتها آلاف المدنيين ودمّرت جزءًا كبيرًا من المدينة.

في سنواته الأخيرة، بدأ بالتمهيد لانتقال السلطة لابنه، بعد وفاة ابنه البكر باسل عام 1994، ليُهيأ بشار الأسد لخلافته، رغم افتقاره للخبرة السياسية.

رحل حافظ الأسد بنوبة قلبية مفاجئة أثناء مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء اللبناني سليم الحص، ودُفن في مسقط رأسه بالقرداحة بعد حداد رسمي واسع شمل سوريا وعددًا من الدول العربية.

رغم وفاته منذ ربع قرن، لا يزال حافظ الأسد شخصية محورية في التاريخ السوري الحديث، إذ طبع البلاد بطابعه السلطوي، وترك نظامًا امتد حتى عام 2024، حين سقط بعد 61 عامًا من حكم حزب البعث، ونحو نصف قرن من حكم آل الأسد.