في ذكرى رحيل الشاعر والروائي والصحفي صالح جودت
صالح جودت ولد لأسرة متوسطة الحال، كان والده كمال الدين جودت يعمل مهندسًا زراعيًا، ما جعل أسرته دائمة الترحال بين أقاليم القطر المصري، والذي كان له تأثير على صالح، فأصبح واحدًا من كبار كُتاب أدب الرحلات.
ومنذ طفولته أبدى اهتمامًا بمكتبة والده المليئة بنفائس ونوادر الكتب، فراح يقلب في دواوين الشعر لكبار الشعراء من أمثال المتنبي والبحتري وأبو نواس، غير أن ارتباطه بقصائد الشاعر أحمد شوقي فاق الجميع.
كتب الشاعر صالح جودت 64 أغنية لكبار المطربين منهم أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وشادية وسعاد محمد، وكارم محمود، ومحمد فوزي، وصباح، وليلى مراد، ونور الهدى، وفايزة أحمد، ووردة الجزائرية، ونجاة الصغيرة، وكارم محمود، كما غنت له ماجدة الرومي قصيدة “حسناء قرطاج” .
قالوا عنه بمداح الملوك والرؤساء لأنه كتب اشعارا تحولت لأغاني لكل من الملك فاروق والملك عبد العزيز آل سعود والرئيس جمال عبد الناصر والملك حسين ،فقد تعرف علي الموسيقار محمد عبد الوهاب عندما كان طالباً في كلية التجارة، وكان يقابله في جلسات الشاعر أحمد شوقي، المتيم به والعاشق لشعره، وكانوا يجتمعون في قصره الذي أطلق عليه اسم “كرمة ابن هانئ”.
كتب أيضا قصيدة تغنى فيها بالملك عبد العزيز آل سعود عام 1946، وعنوانها “يا رفيع التاج”، غناها ولحنها عبد الوهاب أثناء زيارة الملك لمصر، وهي أول أغنية بثتها الإذاعة السعودية بعدما كانت برامجها تقتصر على إذاعة سور من القرآن، ومن كلماتها “يا رفيع التاج من آل سعود، يومنا أجمل أيام الوجود، موكب الخير من البيت العتيد، جاء يختال على النيل السعيد، فصحت مصر مع الفجر الجميل”.
وعلى إثر نكسة عام 1967، قرر الرئيس جمال عبد الناصر التنحي عن الحكم، لتخرج أم كلثوم بأغنيتها التي كتبها صالح جودت “قم واسمعها من أعماقي، ابق، فأنت السد الواقي، لمُنى الشعب… ابق فأنت الأمل الباقي لغد الشعب… أنت الخير وأنت النور… أنت الصبر على المقدور… أنت الناصر والمنصور… ابق فأنت حبيب الشعب”، والاغنية من تلحين رياض السنباطي.