في ذكرى رحيل الشيخ الشعراوي الـ 24 إمام الدعاة ومجدد العصر ومحطات بارزة من حياته
تقرير: ثريا الصاوي
أحد أشهر مفسري معاني القرآن الكريم، ووصل إلى قلوب الملايين من المسلمين لأنه عرف ببساطة وطريقة عامية، ونجح في توصيل شرح وتفسير القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، وكان له فيديو مسجل إسبوعيًا كان يقدمه بعد صلاة الجمعة، هو إمام الدعاة ومجدد العصر الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي تحل علينا اليوم ذكرى رحيله.
قدم صباح اليوم الإعلاميين مصطفى كفافي وجومانا ماهر، تقرير تلفزيوني يحمل عنوان “قوتنا الناعمة.. الشيخ الشعراوي إمام الدعاة”، من برنامج “صباح الخير يا مصر” المذاع على القناة الأولى والفضائية المصرية.
وكان أول ظهور له على التلفزيون المصري عام 1973م في برنامج نور على نور من تقديم أحمد فراج، وبرع الشعراوي في تفسير سورة “الفاتحة” وانتهى عند أواخر سورة “الصف”.
وُلد في 15 إبريل عام 1911 بمركز ميت غمر في محافظة الدقهلية، وحفظ القرآن الكريم وعمره 11 سنة، وتخرج عام 1940 في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م.
قال الشيخ الشعراوي، أن هناك 4 أسرار قرآنية قد استنبطها الإمام جعفر الصادق، تزيل ما يعتري النفس الإنسانية من أشياء قد تفسد عليها حياتها وتكدر عليها صفاءها، وهي:-
(السر الأول وصفة لمن يخاف)
ونوه الشعراوي أن الإمام جعفر قال: عجبت لمن خاف ولم يفزع إلى قول الله تعالى “حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ” والشاهد في هذا قوله فيما بعد إنلي سمعت الله عقبها يقول “فانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ”.
وأضاف الشعراوي: لكن انظروا إلى شدة صفاء الإمام جعفر في استقبال كلام ربه حينما قال “فإني سمعت الله عقبها يقول” كأن الله يتكلم مع أنه كان يسمع من قارئ أو يقرأ هو، وهذا ما ينبغي أن يكون عليه المؤمن.
وتابع: “أن بذلك قد أعطى سيدنا جعفر وصفة للخوف الذي يعتري الإنسان، لأن كل ما يخيفك دون قوة الله، وما دام كل ما يخيفك دون قوة الله فأنت قولت حسبنا الله ونعم الوكيل في مواجهة ما يخيفني”.
وأوضح الشعراوي أن الخوف هو قلق النفس من شيء تعرف مصدره.
(السر الثاني وصفة لمن يشعر بالغم)
وأكمل الشعراوي قول الإمام جعفر: وعجبت لمن اغتم ولم يفزع إلى قول الله سبحانه وتعالى”لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ” فإني سمعت الله بعقبها يقول “فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ” وتلك ليست خصوصية له بل “وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ”، وقال أن الغم كآبة النفس من أمر قد لا تعرف مصدره فهو عملية معقدة نفسية.
(السر الثالث وصفة لمن مكر به)
وتابع الشعراوي قول الإمام جعفر: وعجبت لمن مكر به -أي كاد الناس له، والإنسان لا يقوى على مواجهة كيد الناس وائتمارهم فيفزع إلى رب الناس- ولم يفزع إلى قول الله تعالى “وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ”، فإني سمعت الله بعقبها يقول “فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا”.
(السر الرابع وصفة لمن يريد الدنيا وزينتها)
وفسر الشعراوي كلام الإمام جعفر: وعجبت لمن طلب الدنيا وزينتها كيف لا يفزع إلى قول الله “مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّه”، فإني سمعت الله بعقبها يقول “إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا، فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ”، وأكد الشعراوي أن هذه وصفات أربعة لما يعتري النفس الإنسانية من أشياء قد تفسد عليها حياتها وتكدر عليها صفاءها.
في عام 1961، عين مديراً للدعوة الإسلامية بوزارة الأوقاف، وفي العام التالي عين مفتشاً لعلوم اللغة العربية بالأزهر الشريف، وفي 15 إبريل 1976، منح وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، ثم عين وزيرا للأوقاف في حكومة ممدوح سالم، كما اختير عضواً بمجلس الشورى، وفي عام 1983 منح وسام الجمهورية من الدرجة الأولى، واختير عضواً في مجمع اللغة العربية عام 1987، وفي عام 1988 منح وسام في يوم الدعاة.
وعن الأيام الأخيرة للشيخ محمد متولي الشعراوي تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو للشيخ عبد الرحيم الشعراوي، نجل إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، وهو يروي تفاصيل آخر 18 يومًا في حياة الإمام.
وقال عبد الرحيم الشعراوي: إن والده كان يكره المستشفيات والتواجد بها، وإنه قبل وفاته بحوالي 18 يومًا انفصل تمام عن العالم الخارجي، ورفض الطعام والشراب والدواء، وحتى الرد على الهاتف المحمول، واكتفى فقط بتواجد أبنائه وأحفاده من حوله.
وأضاف: أنه قبل وفاة والده بيومين، طلب منه والده أن يجري تجهيزات الجنازة الخاصة به، وعندما رأى الشيخ الشعراوي الدموع في عين نجله قال له: «نعم؟.. من أولها؟.. قد المسئولية ولا مش قد المسئولية.. ربنا هيعينك إن شاء الله.. أنا عارف إن إنت اللي هتتحمل ومتتفاجئش وتبقى رابط الجأش”».
وتابع: إنه مع بدء الساعات الأولى لليوم الذي حدد الشعراوي أنه اليوم الذي سيقابل فيه ربه بدأ يقلق على والده، طلب في هذا اليوم تقليم أظافره وأن يستحم ويلبس ملابس جديدة تمامًا، وطلب من أولاده أن يتركوه بمفرده، قائلًا له «عاوز أقعد مع ربنا شوية».
وبيّن تفاصيل لحظة وفاته، قائلًا: «بص والدي لفوق وقعد يقول أهلًا سيدي أحمد.. أهلا سيدي إبراهيم.. أهلًا السيدة زينب.. أهلًا والله أنا جايلكم.. أنا استاهل كل ده؟.. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك محمدًا رسول الله وطلع السر الإلهي».